إحنا منموت كل يوم وما حدا بحس فينا- هذه الحقيقة يا سيادة اللواء حكروش – أحمد حازم
تاريخ النشر: 05/09/21 | 12:35برنامج مواجهة مع كل العرب الذي تم بثه في الثاني من الشهر الحالي والذي يقدمه الزميلان فايز اشتيوي ,سعيد حسنين. استضافا فيه اللواء جمال حكروش قائد وحدة مكافحة الجريمة والعنف في المجتمع العربي. اللواء حكروش بصفته جنرالاً في مؤسسة عسكرية اسرائيلية (الشرطة) لم يطاوعه ضميره بتحميل مؤسسته مسؤولية ما يحدث من جرائم في المجتمع العربي. وعندما حشره الزميلان في الزاوية استخدم صياغة تخفف من حدة المسؤولية الملقاة على عاتق الشرطة، التي هي بالأساس المسؤول المباشر عن أمن المواطن إذ قال:” *هناك ثلاثة عناصر عليها العمل من اجل اضعاف عصابات الاجرام والقضاء على هذه الظاهرة ، وهي : الشرطة ، الدولة والمجتمع العربي”نحن نتفق مع الجنرال في أن الدولة والشرطة تتحملان المسؤولية، ولكننا لا نتفق معه في تحميل المجتمع العربي المسؤولية بدون شرح وافٍ لذلك. الشرطة في كل دول العالم هي المسؤول المباشر عن أمن المواطن بالدرجة الأولى. لكن في إسرائيل يختلف الأمر لأسباب يعرفها سيادة الجنرال ولا حاجة لشرحها.سمعت أمس موشيه إلعاد النائب السابق لرئيس جهاز الشاباك، يقول ان على العرب التعاون مع الشرطة لكبح جماح الجريمة: هذا هراء ولا يوجد فيه أي منطق: يعني “تعاونوا معنا منساعدكو وغير هيك ما في حل”. اللواء حكروش لم يستخدم هذه الصياغة التي استخدمها إلعاد بل على العكس من ذلك قال: ” أنا لا اطالب المواطنين العرب بمساعدة الشرطة بل اطالبهم بعدم عرقلة عملنا”.
صحيح أن اللواء حكروش هو مواطن عربي لكنه بالتالي هو جزء من النظام الحاكم وعليه توخي الحذر والانتباه لكل جملة يتفوه بها لأنها محسوبة عليه, لكن الجنرال قالها صراحة :” أن المجتمع العربي عاني من الاهمال لفترة طويلة ومن ضمن الجهات التي اهملت هذا المجتمع كانت الشرطة” كلام سليم ومنطقي. إذاً نحن نعود إلى الدائرة الأساسية في الاهمال وهي الشرطة. والاهمال يسبب مصائب وانتشار الجريمة في المجتمع العربي هي مصيبة حلت به نتيجة الإهمال الذي تحدث عنه سيادة اللواء.السلطات الإسرائيلية أعلنت قبل أيام قليلة عن تشكيل وحدة عسكرية جديدة وأطلق عليها اسم “سيناء”.تم تكليفها بمحاربة الجريمة والعنف في المجتمع العربي، وهذه الوحدة تابعة لشرطة الحدود، وقائمة على مبدأ الجنود المستعربين، حسب موقع “واينت” الإخباري. واستناداً إلى قول مدير عام الشرطة كوبي شبتاي فإن هذه الوحدة:” “سنعيد الأمن إلى البلدات العربية” ولكن ليس وحدها فقط بل “من الضروري أن يسهم في هذا المجهود طائفة من المسؤولين الحكوميين والسلطات ال محلية والوزارات الحكومية،وسننجح معا”. إذا شيتاي على يقين أنه سينجح. وما علينا سوى الانتظار.وماذا يقول اللواء حكروش: * لا توجد وحدة مستعربين تعمل على مكافحة الجريمة بل وحدة الالف شرطي، وهي تعمل من اجل الوصول الى المجرمين”. ‘ذاً هناك تناقض في الأقوال بين كبار المسؤولين في الشرطة الإسرائيلية. لكن اللواء حكروش قطع عهداً على نفسه بأن الوضع سيتم السيطرة عليه في أقرب وقت، إذ قال:” أعد بالسيطرة على الاوضاع وإعادة الامن والأمان للمواطنين خلال وقت قصير”. ولكن كيف سيتم ذلك لم يشرح لنا سيادة اللواء، الذي أطلعنا مشكوراً على أن الشرطة استطاعت لغاية الآن الكشف عن 22 جريمة من اصل 80 حتى اليوم. ولا أدري هل هذا العدد يعتبر (إنجازاً) أم تقصيراً في رأي المختصين بعلم الجريمة. خصوصاً أن الشرطة نفسها لم تستطع في العام الماضي سوى الكشف عن 41 بالمائة من نسبة الجرائم.اللواء حكروش، طمأن الجمهور العربي في برنانمج “مواجهة” إلى أن الشرطة الإسرائيلية ” في طريقها لفك رموز اخر خمس جرائم وقعت في البلدات العربية، في الناصرة والرملة وفي الجريمة التي وقعت بالقرب من عيلبون”. سننتظر سيادة اللواء.والسؤال المطروح: من أين تأتي الأسلحة التي يستخدمها المجرمون في عملياتهم الإجرامية؟ على هذا السؤال يرد اللواء بالقول:” هناك ثلاثة مصادر للأسلحة غير المرخصة وهي : الجيش، الحدود ومصانع في الضفة الغربية”. هذا يعني أن أفراداً من الجيش يقومون ببيع السلاح. وهذا يعني أن هذه الحالة تتكرر باستمرار. فإذا أين الإجراءات الصارمة بحق الجندي الذي يبيع سلاحه؟ فلو كانت هناك عقوبات قاسية جداً فلا يقدم الجندي على بيع سلاحه. وإذا كانت الحدود هي المشكلة فأين حرس الحدود، وإذا كانت مصانع في الضفة الغربية متهمة، فأين التنسيق مع السلطة الفلسطينية ؟ أسئلة مشروعة بحاجة إلى أجوبة.الحقيقة الواضحة يا سيادة اللواء” إحنا منموت كل يوم وما حدا بحس فينا” والحقيقة أيضاً أن المجتمع العربي وكما ذكرت سيادتك في المقابلة هو بالفعل “مجتمع ليس عنيفا بل يعاني من ظاهرة عنف”. ولماذا هذه المعاناة؟ لأن السلطات الإسرائيلية غير معنية باستتباب الأمن والأمان في هذا المجتمع وتريد إشغاله في قضايا جانبية لإبعاده عن قضايا حارقة مهمة. هذه هي الحقيقة يا سيادة اللواء.