مقاومة الضّياع في عتمة الزّنازين
تاريخ النشر: 09/09/21 | 9:14أ. محمد موسى العويسات ـــ القدس
قراءة في كتاب ” أسرى وحكايات” للأسير أيمن ربحي الشرباتي (المواطن).
الكتاب صدر عن دار الشّروق عام 2021، ويقع في مائتين وعشرين صفحة من القطع المتوسّط، جاء الكتاب في نصوص تميل إلى فنّ الرّواية والحكاية وفنّ السّيرة التي تصوّر حياة أسرانا في سجون المحتل، والعلاقة فيما بينهم، وتتناول بعض القضايا التي تنتاب الأسرى، وتعدّ ظاهرة وأنموذجا في حياتهم يتكرّر على اختلاف المكان والزّمان من حياة الأسرى. وقبل التعريف الموجز بتلك القضايا لا بدّ من الإشارة إلى أهمّيّة أدب السّجون، تلك الأهمّيّة التي تأخذ مناحيَ عدّة منها ما يتعلّق بشخص الأسير الكاتب، فالكتابة بشكل عام هي إحدى الوسائل العلاجيّة النّفسيّة للكاتب الذي يمضي عشرات السّنين بين جدران الزّنازين، يعاني ما يعانيه من ظلم واضطهاد وضيق وضجر وإهمال، فيعبّر الكاتب عن نفسه ويفرغ همومه بمداد الأمل والأسى على وجه صفحات خالدة، وهو على يقين أنّ ما يكتبة سيكون بين يد قرّاء ينتظرونه، فكأنّ النّتاج الأدبيّ في السّجون صرخة تدويّ في كلّ الدّنيا، وبخاصّة في عصر التّكنولوجيا التي جعلت العالم قرية صغيرة. ومن جانب أخر يعدّ أدب السّجون من الأدب العالميّ بامتياز، فما يُكتب في السّجون ينقل معاناة إنسانيّة تمتدّ عبر التّاريخ في كلّ أنحاء العالم، بغضّ النّظر عن الجنس واللّون والدّين والأوطان، وتزداد أهمّيّته الإنسانيّة العالميّة إذا ما كان أولئك الأسرى أصحاب قضيّة عادلة، يجمع على عدالتها وعلى حقّ أبنائها في الثّورة والمقاومة والتّحرير كلّ أحرار الدنيا، أمّا الجانب المهمّ فيها أيضا فهو التّوثيق التّاريخيّ للتّجربة في الأسر والمعاناة والظلم وهمجيّة السّجّان وتجرّده من كلّ معاني الإنسانيّة، وفي جانب آخر يعدّ أدب السّجون مادّة ثرّة للدّراسات الاجتماعيّة والنّفسيّة والثّقافيّة والحياة اليوميّة التي يعيشها الأسرى، فعلى سبيل المثال تجد نفسك في ثنايا كتاب أيمن الشّرباتي تعيش بين أسرى سجن هداريم وهم ينتظرون نتائج صفقة تبادل الأسرى عام 2011 الموسومة بصفقة (شاليط)، تعيش فكاهاتهم ومناكفاتهم وآراءهم ومشاعرهم الإنسانيّة. وعلى أيّة حال هو أدب إنسانيّ خالد على اختلاف فنونه وأفنانه. ومع الفارق في التشبيه، مَن منّا لا يذكر الشّاعر الحطيئة العبسيّ الذي حبسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لتعرّضه للنّاس بالهجاء المقذع، كيف استعطف عمر بأبيات بكى لها عمر وأطلق سراحه على ألا يؤذي النّاس ولا يتعرّض لهم بهجاء، ومن تلك الأبيات قوله:
ماذا تقول لأطفال بذي مرخ زغب الحواصل لا ماء ولا شجرُ
ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة فاغفر، عليك سلام الله يا عمرُ
والشّاهد في هذا أنّه أدب تاريخيّ إنسانيّ خالد.
وبالعودة إلى ما جادت به قريحة الأديب الأسير أيمن الشّرباتي في كتابه المذكور، نجد الكتاب تكوّن من لوحات فنيّة عديدة، الأولى عنوانها “عزاء خلف القضبان” وقعت فيما يقارب الثلاثين صفحة، تحدّث فيها عن تلقّيه خبر وفاة أخيه أبي ذياب، يصف فيه الحالة النفسيّة لسجين يفجع بأخيه العزيز، ويصف فيه ما كان من إخوته الأسرى من مساندة له وشدّ أزره وتخفيف المصاب عليه، وطقوس العزاء داخل السّجن، حيث بدا امتدادا للعزاء في المجتمع الفلسطينيّ خارج السّجن.
ثمّ يتبع هذه اللوحة بمقالتين أو لوحتين فنّيّتين هما “عتمة الزّنازين وضوء القناديل”، و”ذكاء الفسيفساء”، وهما مقالتان تأمّليّتان، ينظر فيهما إلى السّجن والسّجّان والأسرى نظرة فلسفيّة استقرائيّة في لبوس من التأنّق اللّفظيّ والبيانيّ التّصويريّ، ويردّ السّبب في مأساة الأسر وما حلّ بالشّعب الفلسطينيّ إلى جذور النّكبة أو القضيّة وإلى الكيفيّة التي واجه بها الشّعب الحركة الصهيونيّة فيقول في ص50 : ” الخطيئة الأولى خطيئة الاسترخاء عند زحف الأعداء، وحين يصول ويجول كنّا نواجهه بنفير الفزعة العاطفيّة لندحر بها عدوّا استئصاليّ النّزعة، إذن هي الخطيئة الأولى بشحمها ولحمها التي أخرجتنا من جنّة البرتقال”.
أمّا اللوحة التي تتلو هاتين المقالتين فهي ” نسل الياسمينة” والتي أعدّها رواية، لها واقع محسوس ملموس في حياة الأسر والسّجن في تاريخ الثّورة الفلسطينيّة، وفكرتها أنّ كثيرين من الأسرى قد أُسِروا وتركوا أزواجهم أو خطيباتهم أو من أحبّوا، فحكموا بالسّجن المؤبّد أو أعواما مديدة تستهلك أعمارهم، بل وكما يقول الأسير الشّرباتي يحتاجون لتسديدها أعمارهم وأعمار أبنائهم وربّما أحفادهم. فكانت النّتيجة أن أجبرت بعض الزّوجات أو الخطيبات أو المحبوبات على فكّ الارتباط بهؤلاء السّجناء والزّواج بآخرين، وفي حالة سعيد الأول مع حبيبته سناء التي أنجبت أسيرا آخر يحمل اسم سعيد، أطلق عليه الكاتب سعيدا الثاني، نجد الكاتب قد أجرى على لسان سناء أم سعيد الثاني حجّة ذكيّة هي أبعد من الضّغط الاجتماعيّ الذي تعرّضت له، وهي قولها ص74: ” فاخترت الهروب من قبضة ماضينا إلى أحضان مستقبلنا بعد أن وجدت نفسي مخيّرة بين أمرين أحلاهما مرّ، فإمّا حبّ بدون زواج، أو الزّواج بدون حبّ، فاخترت الثّاني على الأوّل لأنجب أبناء يكملون ما بدأنا، فالحفاظ على سلالة حلمنا من الانقراض هي دواء نكبتنا وبلسم نكستنا”. والحقّ أن الكاتب أثار قضيّة اجتماعيّة شائعة خلّفها الأسر في مجتمعنا الفلسطينيّ جديرة بالدّراسة والبحث.
ثمّ نصل في كتابه إلى ” روح الجبل” وهي قصّة كتبها الأسير في زنزانته من سجن نفحة الصحراويّ عام 2015، وأخذت من كتابة مساحة إحدى وستين صفحة، وأحداثها كلّها خارج السّجن، فهي من أدب السّجون، وفيها ما يشي بأنّ الأسير غير منفصم عن مجتمعه خارج السّجن ولا عن قضاياه، وملخّصها مجموعة كشفيّة من الفتيان تقيم معسكرا لها في أحد الجبال غربيّ مدينة الخليل، فيهاجمها جيش المحتلّين ليلا فيدمّر المخيّم الكشفي وينكّل بالفتيان، وبعد أن ينصرف الجيش يعيد الفتية بناء مخيّمهم، فيعود الجيش مرّة أخرى ليهدم ما بنوا، لكنّ عربة الجنود تنزلق إلى الوادي السّحيق، فيصبح الجنود وضابطهم جرحى يطلبون الإغاثة، وهنا ينقسم الفتيّة في مخيمهم بين رأيين، رأي يقول بوجوب تقديم المساعدة لهم وإنقاذهم من الموت بدافع إنسانيّ محض تقتضية التّقاليد الكشفيّة والأصالة المجتمعيّة للشّعب الفلسطينيّ، ورأي آخر يرفض ذلك ويعتبرهم أعداء لقوا مصيرهم وفي إسعافهم مخاطر كبيرة، وكانت الغلبة لأصحاب الرّأي الأول، وكانت النّتيجة إيحابيّة ومشرّفة، إذ انبهر الضّابط والجنود بأخلاق هؤلاء الفتية وقيمهم الإنسانيّة فرفضوا العودة إلى الخدمة في جيشهم، وتناقلت وسائل الإعلام الخبر، والتحق النّاس من أهل الخليل بأبنائهم في المخيم الكشفيّ، وكان احتفاء عظيما بهم في ذكرى مرور مائة عام على الحركة الكشفيّة في فلسطين. وقد نجح الكاتب الأسير أيّما نجاح في إبراز عظمة أخلاق هذا الشّعب والرّوح الإنسانيّة التي تسكنه. وكان الكاتب في قصّته هذه أبعد ما يكون عن المثاليّة، وذلك بوقوفه عند رأيي الفريق الثّاني وتفصيله لحجّتهم، وكذلك جلبه لاعتراض إحدى الأمّهات (أمّ وليد) خطيب الحفل أبا مشعل، في أسلوبه الحماسيّ الحاضّ على التضحية بقولها مستنكرة ص139: ” ألا تروا فينا إلا خنساوات تتفاخرون بمناقبهنّ”.
وبوصولنا إلى ” تكنولوجيا الأساطير نكون قد وصلنا موضوع في غاية الأهمّيّة والحساسيّة، ويثير شؤونا وأشجانا، فبوصول التّكنولوجيا إلى السّجون ممثّلة بأجهزة الاتّصالات الخليويّة استطاع الأسرى كسر العزلة عن العالم الخارجيّ التي تقتضيه الزّنازين، فكانت فتحا عظيما في حياة الأسرى، وكانت أثمانها باهظة على السّجين وكان تهريبها إلى داخل السّجون صعبا، ولكنّ المفارقة الكبيرة كانت في استغلال بعض السّجناء في داخل السّجن لهذه النّعمة التي نزلت عليهم وأسموها بساط الريح، في التّواصل مع المقاومة وخلاياها خارج السّجن ممّا جرّ الكثير من الكوارث على السّجناء وعلى المقاومة أيضا، فتعرّض السّجناء للتّنكيل والتفتيش الذي يستمرّ في بعض الأحيان أشهرا، وهنا يرى الشّرباتي أنّ قضيّة التّواصل بين الأسرى وخلايا المقاومة في خارج السّجن أمر خطير على الطّرفين وغير ذي جدوى، وضرره أكبر من نفعه، ثمّ يعدّد المزايا التي منحتهم إياها هذه التّكنولوجيا وأثرها العظيم عليهم وعلى كثير من القضايا في المجتمع الفلسطينيّ، يقول ص156: ” فقد تمكّنّا بفعل بساط الرّيح من حلّ مشاكل لم نكن نتخيّل حتّى في أحلامنا الورديّة أنّنا قادرون على حلّها ونحن قابعون خلف القضبان، فمنّا من أفلح في تقسيم ميراث كان عصيّا على التّقسيم، ومنّا من حلّ خلافات زوجيّة لذوي القربى كانت على وشْك الطّلاق… أو حلّ خلافات عائليّة وعشائريّة مستعصية بحكم صلة القرابة والمكانة الاعتباريّة التي يتمتّع بها الأسير بين أبناء شعبه…”
وبُعيد ” تكنولوجيا الأساطير” نكون مع عشر لوحات فنّيّة تتناول الأمل الوحيد الذي يلوح في أفق الأسرى أصحاب الأحكام المؤبّدة وهي قضيّة تبادل الأسرى، وبخاصّة قضيّة (صفقة شاليط) 2011، اللّوحات العشر جاءت في عناوين لافتة وقد اختارها الكاتب بدقّة متناهية: انشطار ذرّة المؤبّد، أبو كنعان وعصر الإنترنت، سجال الأجيال، سجّان بلا حدود، في الدّقيقة التّسعين، المسيح في مهبّ الرّيح، أختي والصّور، نبوءة الماس، هدوء ما قبل العاصفة، يوم تبيّض وجوه وتسودّ وجوه، والشّخصيّة الرّئيسة في هذه اللّوحات هو الأسير أبو كنعان ابن الرّابعة والخمسين من العمر، وأمضى ثلث القرن في السّجن، ولم يحالفه الحظّ في الخروج في صفقة تبادل الأسرى عام 1985، (صفقة أحمد جبريل)، هذه اللّوحات بما فيها من روح فكاهيّة ومناكفات وصورة جليّة لحياة الأسرى اليوميّة، تبرز الحالة الإنسانيّة لكلّ أسير، وكيف ينظر الأسير إلى عمره الذي يهدر بين جدران السّجون، وينظر بأسى إلى ما فاته وبأمل إلى ما ينتظره، ويعود الكاتب بالأسير إلى حالة الطبيعيّة الغريزيّة الفطريّة في حبّ الانعتاق والحريّة، بعيدا عن المثاليّة في التّصبّر والثّبات. وفي هذه اللّوحات يبرز الكاتب إغفال اتّفاقيات أوسلو لقضيّة الأسرى، ويبرز أثر الانقسام والأثر الحزبيّ الفصائليّ في عمليّات تبادل الأسرى.
ويختم الكاتب الأسير أبو العلاء كتابة بخاطرة كتبها في عام 2020 في زمن الكورونا، يلمّح فيها إلى خلاف بين الأسرى حول إجراءات الوقاية من الوباء.
هذا من النّاحيّة الموضوعيّة، أمّا من النّاحية الفنّيّة فنحن أمام باكورة أعمال الأسير أيمن الشّرباتي، فهو الكتاب الأول له، مع العلم أنّه له كتابات كثيرة ما زالت مخطوطة، وقد بدا في كتابه هذا صاحب موهبة ومقدرة فنّيّة كبيرة على الكتابة في شتّى الفنون النّثريّة، فهو يمتلك من اللّغة معجما ثرّا واسعا، فتجده يغرف من معين لغويّ متين ولطيف، فكانت لغته فصيحة سلسة لطيفة بعيدة كلّ البعد عن الغرابة، نظم بها تراكيب بليغة سليمة، تؤدّي المعنى الدّقيق والجليل وتؤدّي المعنى البسيط العامّيّ، وكان يطعّمها في بعض الأحيان بلهجة الخليل المحلّيّة، وبخاصّة في حوارات الأشخاص أو عند سرد بعض الفكاهات التي لا يليق بها إلا لهجة مبتدعها، وهذا رأي إمام البلاغة العربية الجاحظ رحمه الله.
كان الكاتب يميل في كثير من الأحيان إلى الإغراق في التّفاصيل، وبخاصّة في الجانب الوصفيّ، ومثال هذا وصفه للطبيعة والأشجار واللّيل والقمر وغيرها في لوحة تكنولوجيا الأساطير، أو في وصفه للكروم والأشجار والطريق التي سلكها فتيان الكشّافة من مفرق الخليل حلحول إلى متنزّه الحسكة، ويلاحظ في هذا الجانب قدرة الكاتب الكبيرة على وصف خوالج النفس ودواخلها. فهو يجيد الجانب التّأمّليّ وهذه صفة يكون السّجين عليها أقدر لأنّه في حالة من الخلوة أو ما يشبه الخلوة بالنّفس.
ولكنّ أبرز ما يسم كتابات أبي العلاء هو الحشد العظيم من الاستعارات والمجازات والتشبيهات والتّصوير البيانيّ، التي منحت نصوصه لمسات جماليّة رائعة، وإن كان تواليها متراكبة متكاثفة يأتي أحيانا على حساب الفكرة. وهنا نقتبس قوله في عتمة الزنازين ص39: ليل السّجون طويل طويل، يحلّ بزنزانتا الصغيرة الحقيرة شاحبا ناحبا، نحيل كالمريض، عليل كالأرق، ينتعل حذاء صمته الثّقيل…. يتوكّأ على عكّاز ظلمته الحالكة حينا، ويهشّ بها حينا آخر على أناشيد كفاحنا المتفتّحة كأزهار اللّوز في جبالنا فتهرب مذعورة منثورة كسرب حمام انتزعت العواصف ريش أجنحتها”.
من ناحية أخرى نجد الكاتب يكثر من التّناصّ سواء أكان دينيّا من الكتاب والسّنّة، أو من التّاريخ، أو من التّلفزة من مسلسلات وأفلام أو من عالم الرّياضة وغيرها، وهذا يعكس المستوى الثقافي الذي يتمتع به الكاتب، ويشير أيضا إلى أنّ الأسرى يقتلون بعض وقتهم الطّويل الثّقيل في متابعة محطّات التّلفزة أو الإذاعة. يقول ص47: ” لينبثق غول السّجن من سوادها الحالك فينشأ ويترعرع في برزخ الخرافة الواقع على تخوم الأسطورة والتّاريخ غولا يقتات من كلأ السّبيّ البابليّ، كلأ يعتاش على روث عجلهم المعبود، عجل خوار متاهته يسري من سيناء حتى يبلغ ما سمع السّجناء”. ويقول ص170: ” قال حسن: أقسم بالله يا أبا كنعان وأنت تحكي قصّتك مع الأطفال أنّك أشعرتني يا رجل بأنّني أشاهد فيلما هنديّا بنسخته المدبلجة الخليجيّة على” أم بي سي” أو ” أم بي هداريم”…. لا تغامر بخياراتك المحدودة على رأي جورج قرداحي”.
تشيع في الكتاب ولوحاته الفنّيّة روح الفكاهة، والتي أظنّ أنّها تعود لأمرين الأول شخصيّة الكاتب المرحة التي تميل إلى النّكتة والفكاهة، وهذه فيه حقّا، والأمر الثاني طبيعة الحياة في السّجن ومعاناة الأسر فمن الطبيعيّ أن يصنع الأسرى الفكاهة والنكتة ليصنعوا منها الضحك والابتسامات، فهي بمثابة الشّحن النّفسيّ في مواجهة الملل والضجر والأسى، وهذا ما أشار إليه الكاتب بمقولة: الكوميديا الاعتقاليّة.
وعلى أيّة حال أرى أنّ الكتاب على اختلاف قضاياه فيه ثلاث كلمات مفتاحية أو ثلاثة محاور يدور عليهما الكتاب هي: العمر، والحرّيّة، والأمل.
وأخيرا أرى أنّنا أمام كتاب عظيم الأهمّيّة من جهة الموضوع العظيم الذي يدور حوله، فهو بثّ حيّ ومباشر من قلب المعاناة، ومن الجهة الأدبيّة الفنّيّة هو إضافة جليلة في أدب السّجون. وفي ثناياه قضايا أو ومضات تصلح لأبحاث عظيمة. وأختم راجيا من الله أن يعجّل بالفرج لأسرانا وكلّ أسرى وسجناء الحريّة في العالم كلّه، وأن يكون زوال الاحتلال قريبا.
26/7/2021