اتّحاد الكرمل يطرح قضيّة العلاقة مع وزارة الثّقافة الفلسطينيّة
تاريخ النشر: 12/09/21 | 14:32اتّحاد الكرمل 48 يطرح قضيّة العلاقة مع وزارة الثّقافة وإمكانيّات تعزيزها ومأسستها
جاءنا من النّاطق الرّسميّ للاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48، الشّاعر علي هيبي: قام معالي وزير الثّقافة الفلسطينيّة د. “عاطف أبو سيف” يوم الجمعة الفائت والموافق لِ 10/9/2021 بزيارة الاتّحاد للقاء عمل فقام مجلس محلّي كوكب أبو الهيجا وبناء على رغبة الاتّحاد، ممثّلًا برئيسه السيّد زاهر صالح وعضو المجلس السيّد محمود منصور وأمين المكتبة العامّة الكاتب مصطفى عبد الفتّاح عضو أمانة الاتّحاد باستضافة اللقاء، الّذي خُطّط له من قبل بالتّنسيق بين الطّرفيْن: الوزارة والاتّحاد، وقد رافق الوزير المدير العامّ لوزارة الثّقافة الفلسطينيّة، السّيّد “جاد الغزاوي”.
وفي قاعة الاستقبال في مبنى المجلس المحلّيّ في “كوكب أبو الهيجاء” كان رئيس المجلس السّيّد “زاهر صالح” وعضو إدارة المجلس السّيّد “محمود منصور” وأمين المكتبة العامّة وعدد من أعضاء الاتّحاد في استقبال الوزير الفلسطينيّ ومرافقه.
ويشار إلى أنّ أعضاء الاتّحاد الذين شاركوا في اللّقاء هم: مصطفى عبد الفتّاح، د. محمّد هيبي، د. أسامة مصاروة، أسمهان خلايلة، سليم أنقر، حسين جبارة، إياد الحاجّ، زياد شليوط، حسن عبّادي، جهاد بلعوم، سعيد ياسين، أسامة ملحم، محمّد علي سعيد وسعيد نفّاع.
استُهلّ اللقاء بكلمة ترحيبيّة قدّمها عضو الأمانة العامّة في الاتّحاد، ابن كوكب الكاتب “مصطفى عبد الفتّاح” تطرّق فيها إلى ضرورة عقد مثل هذه اللّقاءات وتكثيفها لزيادة اللّحمة الثّقافيّة والأدبيّة بين شقيّ الوطن. ومن ثَمّ تلاه رئيس مجلس “كوكب أبو الهيجاء”، السّيّد “زاهر صالح” فقام هو الآخر بالتّرحيب بالوزير والوكيل والأدباء من أعضاء قيادة الاتّحاد، وقد أعلن عن دعمه للحركة الثّقافيّة ولنشاطات الاتّحاد العامّ للأدباء، ودعا إلى تكثيف النّشاط الثّقافيّ لما فيه من مصلحة معرفيّة وحضاريّة ووطنيّة، ومن أبرز ما قال: “نرى أهمّيّة كبيرة في إيصال رسالتنا من خلال أدبكم، لأنّ الأدب هو الانعكاس الصّادق لواقعنا وهمومنا ومواقفنا وإنجازاتنا كمجتمع عربيّ وفلسطينيّ”.
ثمّ قام المشاركون بزيارة حديقة “التّماثيل” في القرية استمع فيها الوفد من أمين المكتبة العامة لشرح مستفيض عن الموقع والفكرة الّتي تحمل التّاريخ النّضاليّ لأهل القرية منذ القديم، وقد أفاض مصطفى عن موقع ووقائع معركة “الصنيبعة” القريب من القرية التي قادها واستشهد فيها الشاعر نوح إبراهيم، وما تلاها من حرق القرية على يد القوّات البريطانيّة وقتل العديد من الشبّان.
بعد الجولة انعقدت جلسة العمل بين وزير الثّقافة ووكيل الوزارة وأعضاء الاتّحاد أدارها الكاتب “مصطفى عبد الفتاح”، منوّهًا في كلمته الافتتاحيّة بدور القرية في استضافة النشاطات الثقافيّة، وقائلًا: وها هي كوكب تستقبل ضيفنا وزير الثّقافة ومرافقه، بقصد طرح قضايا الثّقافة الفلسطينيّة والعلاقات بيننا على طاولة البحث لتعزيزها، وأكّد “عبد الفتّاح” على ضرورة تكثيف هذه اللّقاءات والتّواصل الثّقافيّ على الأقلّ بين جميع مناطق تواجد الشّعب الفلسطينيّ الجغرافيّة.
أمّا كلمة العمل فكانت للأمين العامّ للاتّحاد الكاتب سعيد نفّاع، فاستعرض فيها الواقع الثّقافي الفلسطينيّ بشكل عامّ ونشاطات اتّحاد الأدباء في الدّاخل متوقّفًا عند مؤتمر الثّقافة الأوّل والاستعداد لإقامة المؤتمر الثّاني في أكتوبر القادم، وقدّم اقتراحًا بأهمّيّة عقد لقاء على مستوى ممثّلي الأمانة العامّة ووزارة الثّقافة على مدى يوم كامل لتدارس القضايا المشتركة من أجل رفع الحراك الثّقافيّ الفلسطيني الموحّد، لأنّ أهمّ ما يهدّدنا هو شكل وجودنا المبعثر على جغرافيا صعبة، ولذلك ستكون الثّقافة هي الوسيلة الأكثر فاعليّة من أجل الحفاظ على الوجود الوحدويّ الفلسطينيّ والّذي قد يعوّضنا عن تمزّقاتنا الجغرافيّة والسّياسيّة المختلفة.
ومن ثمّ قدّم د. “محمّد هيبي” مداخلة شرح فيها بعض الإشكاليّات الّتي تعرقل تواصلنا الطّبيعيّ، هادفًا إلى جعل هذا اللّقاء مفصليًّا فارقًا في العلاقة بين الوزارة والاتّحاد لأنّ وزارة الثّقافة هي عنوان الثّقافة الفلسطينيّة الموحّدة بغضّ النّظر عن الخلافات السّياسيّة والتوجّهات الوطنيّة، وهي المسؤولة رسميًّا عن كل النّشاطات الثّقافيّة، مع المحافظة على استقلاليّة أيّ مؤسّسة أو اتّحاد أدبيّ، لذلك دعا في آخر كلمته إلى نفض غبار الماضي وجعل هذا اللّقاء لبنة أولى تُبنى عليه المشاريع الثّقافيّة القادمة.
وبعد ذلك فتح المجال أمام أعضاء الأمانة العامّة فقدّم معظمهم مساهمات واقتراحات عمليّة ومن خلالها طرحوا الكثير من قلقهم وتخوّفهم المشروع على مستقبل ثقافتنا وشعبنا وطرحوا كذلك أمنياتهم أمام الوزير، وقد شارك في المداخلات معظم المشاركين في وفد الاتّحاد العامّ وأشاروا بها لنشاطنا التّثقيفيّ والوطنيّ في المدارس، وكذلك عرضت اقتراحات عينيّة وعمليّة.
وقد كانت الكلمة الأخيرة لضيف اللّقاء وزير الثّقافة الفلسطينيّة د. “أبو سيف” فردّ على جميع القضايا المطروحة والاقتراحات بإسهاب وصراحة، خاصّة وأنّ الوزير كاتبًا وزميلًا يعرف هموم الكتّاب والاتّحادات ومشاكلها، وفي معرض حديثه قال: “أنّه يؤمن بمأسسة التّعاون في العمل بين الوزارة واتّحاد الأدباء في مجال الإبداع الأدبيّ، وتحدّث مطوّلًا عن نشاطات وزارته وبرامجها في صيانة التّراث الإبداعيّ الفلسطينيّ وعن امكانيّات جادّة في تطوير الأدب الفلسطينيّ ورعاية مجمل النّشاطات الثّقافيّة بما فيها الفنّيّة والتّوثيقيّة، حماية للرّواية السّرديّة الفلسطينيّة وتعزيز حضورها.”
وقد تمّ التلخيص بتبنّي اقتراح الاتّحاد الذي جاء في الكلمة الافتتاحيّة بإقامة لجنة مشتركة من الوزارة والاتّحاد لوضع برنامج لأسس التعاون والتواصل الثقافيّين، على أن تنطلق قريبًا، للقاء تصوّر وبناء برنامج منهجيّ للعمل المشترك.
وبأجواء ملؤها التّفاؤل والمودّة يحدوها الأمل بغد مشرق على ثقافتنا الوطنيّة وعلى شعبنا الفلسطينيّ وبروح تتوق للحرّيّة والحياة الكريمة انتهى اللّقاء بوجبة غداء دعا إليها السّيّد “زاهر صالح” رئيس المجلس المحلّيّ في “كوكب أبو الهيجاء”. شارك فيها الوزير وعدد كبير من الحضور.