ورشة حوارية في غزة حول “فرص التسوية”
تاريخ النشر: 18/09/21 | 14:53قال مشاركون في ورشة حوارية حول فرص إحياء عملية التسوية في ظل إدارة بايدن إن الإدارة الأميركية الحالية غير راغبة ولا مستعدة لإطلاق عملية سياسية واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأسباب أميركية وإسرائيلية وفلسطينية. فأميركيًا القضية الفلسطينية ليست أولوية لدى إدارة بايدن في ظل انشغالها بقضايا أخرى، وخاصة مواجهة الصين، والملف النووي الإيراني، وأزمة كورونا، والتلوث المناخي. أما إسرائيليًا فالحكومة الحالية هشة ومهددة بالتفكك في حال الحديث عن تسوية مع الفلسطينيين، فضلًا عن أن رئيسها لا يريد حتى الجلوس مع الرئيس الفلسطيني. أما فلسطينيًا، فالفلسطينيون منقسمون، ولا يوجد لديهم عمق عربي، لا سيما بعد اتفاقات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وأشار بعض المشاركين إلى وجود تغيير بطيء في السياسة الأميركية، وخاصة في أوساط الحزب الديمقراطي، إذ يوجد منبر تقدمي فيه داعم للقضية الفلسطينية ومعاد إما لإسرائيل أو للاحتلال الإسرائيلي وسياساته، فضلًا عن تغير الرأي العام اليهودي في الولايات المتحدة والضغوط القادمة من التقدميين والأقليات لتقليص دعم إسرائيل، وهذا التغير بحاجة إلى ضغط فلسطيني لكي يزيد ويستمر.وطالب البعض الفلسطينيين بدلًا من انتظار استئناف المفاوضات بالعمل دوليًا من أجل محاسبة إسرائيل، وتخفيف الدعم الأميركي المقدم لها، وتحقيق إنجازات للفلسطينيين.جاء ذلك خلال ورشة نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية بالشراكة مع مؤسسة “فريدريش إيبرت”، بمشاركة أكثر من 70 مشاركًا، من الأكاديميين والباحثين والنشطاء، غالبيتهم من الشباب، من مختلف التجمعات الفلسطينية، وذلك في قاعة “نيو لفل” بغزة، وعبر تقنية “زووم”.وافتتح هذه الورشة كل من سلطان ياسين، عضو مجلس الأمناء في مركز مسارات، ود. أسامة عنتر، مدير البرامج في مؤسسة “فريدريش إيبرت” في قطاع غزة، وتحدّث فيها كل من معين رباني، محرر مشارك في موقع جدلية، ود. مخيمر أبو سعدة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة، فيما أدارت الحوار الإعلامية منى عوكل.وقال ياسين إن هذه الورشة تأتي ضمن سلسلة ورش في إطار مشروع “مستقبل القضية الفلسطينية في ضوء التطورات المحلية والإقليمية والدولية”، الذي ينفذه مركز مسارات بالشراكة مع مؤسسة “فريدريش إيبرت”، موضحًا أن هذا البرنامج يقدم فرصًا للشباب للحوار فيما بينهم حول القضية الفلسطينية ومستقبلها، وسيخرج منه الشباب بوثيقة تتضمن رؤاهم حول التطورات على الساحة الفلسطينية وتفاعلاتها الإقليمية، وسبل الخروج من المأزق الراهن.من جانبه، قال أبو سعدة إن فرص إحياء عملية التسوية في ظل إدارة بايدن صفر، لأن أي عملية تسوية بحاجة إلى أطراف ووسيط، وإذا نظرنا إلى أوضاع طرفي الصراع والوسيط، فسنخرج بنتيجة أنه لا توجد أي فرصة للتسوية.واستعرض وضع الطرف الإسرائيلي، مبينًا أنه غير جاهز لأي عملية مفاوضات، كون الحكومة الإسرائيلية بمكوناتها الحالية غير قادرة على اتخاذ قرارات جرئية، وأن أي حديث عن حل الدولتين سيؤدي إلى انهيار الحكومة، حتى أن إيليت شاكيد هددت بالانسحاب في حال تم تجميد الاستيطان، ويضاف إلى ذلك تصريح رئيس الحكومة بأنه لن يقابل الرئيس محمود عباس، وأن السلطة فاشلة. أما فيما يخص لقاء الرئيس بيني غانتس فهو لبحث قضايا اقتصادية واستمرار التنسيق الأمني.