ورشة عمل في غزة حول سُبل مواجهة كورونا
تاريخ النشر: 19/09/21 | 10:02نظّم مركز الميزان لحقوق الإنسان،ورشة عمل متخصصة في مدينة غزة بعنوان: ” الموجة الثالثة من كوفيد-19 وطفراته المتعددة… التحديات الملحة وسُبل المواجهة” ، وذلك بحضور ممثلين عن وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ، وقطاع الصحة في وكالة الغوث والأونروا، وبحضور ومشاركة ممثلين عن المؤسسات الدولية والمحلية، وطلبة وأعضاء من الهيئات التدريسية في الكليات العلمية بالجامعات الفلسطينية.وافتتح ورشة العمل، الباحث في وحدة الأبحاث والمساعدة الفنية بالمركز باسم أبو جريّ الورشة مرحباً بالحضور، مؤكداً على أن الورشة تأتي في سياق حماية وتعزيز احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والتي تتضمن الحق في الصحة، وفي ظل المستجدات الصحية بعد دخول الموجة الثالثة من جائحة كوفيد -19 إلى قطاع غزة، والانتشار السريع للفايروس والارتفاع المضطرد في معدل الإصابات، واستمرار حالات الوفاة، وزيادة نسبة الإشغال في المستشفيات، تهدف الورشة إلى الوقوف على الحالة الوبائية، والتعرف على خطط وزارة الصحة ومناقشة الإجراءات الضرورية لحماية المجتمع من خطر الفايروس، والوصول إلى توصيات تسهم في تحسين الخدمات الصحية، وتوفر الحماية للمواطنين من خطر الفايروس.من جانبه، أكد عصام يونس مدير عام مركز الميزان، على أن قطاع غزة منطقة محتلة ومبادئ القانون الدولي تفرض على دولة الاحتلال الإسرائيلي التزامات ومسؤوليات لحماية السكان بما في ذلك ضمان حسن تسيير وتشغيل المنشآت الصحية وحماية صحة السكان، واحترام حقهم في الرعاية الصحية، كما أن قواعد القانون الدولي تفرض على سلطات الاحتلال أن تعيد إعمار ما دمرته آلتها الحربية وجبر ضرر الضحايا. وأشار يونس إلى التأثيرات الإنسانية الكارثية للحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، والتي طالت كافة المجالات بما فيها المجال الصحي، وانضمت جائحة كوفيد-19 لتضاعف التحديات والمعوقات خاصة في ظل ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بالفايروس. وأوضح يونس أن القطاع يمر في ظروف بالغة الاستثنائية وأصبحت غزة عصية على التنمية؛ جراء انتهاكات قوات الاحتلال المتواصلة، وفي ظل مستجدات الحالة الوبائية تشكل المعلومات والبيانات والحقائق التي تقدمها وزارة الصحة محل اهتمام كبير من قبل المجتمع، وتأتي هذه الورشة في سياق مناقشة الجهات المختصة واطلاع المجتمع على كافة التطورات المتعلقة بالصحة.
بدورها استعرضت هنـد العلـمي مسؤولة الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية الوضع الوبائي في قطاع غزة والحالة الوبائية حول العالم، وسبل تعزيز النظام الصحي للتعامل مع الحالات الجديدة والتحديات التي تواجه المجتمع، وأوضحت أن نسبة الأصناف الصفرية في شهر أغسطس/2021 من قائمة أصناف الأدوية المتداولة بلغت (38%)، وذلك تبعاً لقائمة الأدوية المحدثة، في حين بلغ نسبة الأصناف الصفرية من قائمة المهمات الطبية (22%).ووصفت العلمي الحالة الصحية في قطاع غزة بالصعبة؛ نتيجة ضعف المحددات الصحية خاصة على صعيد الوضع الاقتصادي المتردي وارتفاع معدلات الفقر، ونسبة اللاجئين الفلسطينيين الكبيرة بين سكان قطاع غزة، ونقص الأدوية والموارد البشرية العاملة في القطاع الصحي، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حرية الحركة والتنقل للمرضى. وفي هذه الجائحة من الضروري توفير أجهزة ومستلزمات وطواقم مدربة للتعامل مع الحالات المصابة بالفايروس، كما أكدت أن الإجراءات الطبية لها دور كبير في الحد من المرض. وفي الوقت ذاته، أوصت بإجراءات الحماية والوقاية؛ حيث إن الطفرات -بغض النظر عن نوعها- يعتمد النجاح في مواجهتها على الوقاية ووعي المجتمع، وأشارت أن وزارة الصحة الفلسطينية تعمل مع المنظمة بشكل دائم من أجل دعم النظام الصحي، كما أن (الأونروا) أيضاً تساهم في تقديم الخدمات الصحية وخاصة المتعلق بالتطعيمات.من ناحيته، استعرض خليـل حمـد (مسؤول مراقبة الأمراض في برنامج الصحة بوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا))، أبرز التحديات التي تواجه الوكالة، وواقع الحالة الوبائية في المؤسسات ومرافق التعليم (المدارس) التابعة (للأونروا) موضحاً أن (الأونروا) تواجه ضائقة مالية؛ وهذا له تأثير سلبي على الأنشطة، كما أن قطاع الصحة يواجه صعوبات لها علاقة بتوريد المستلزمات الطبية في الوقت المحدد؛ نتيجة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بعرقلة توريد كميات من (الأنسولين) للأطفال مرضى السكري منذ مايو الماضي، علاوة على ضعف مبادرة المواطنين وإقبالهم على الوقاية من خلال التطعيمات التي لها الدور الأكبر في محاصرة الوباء، مؤكداً أنه طرأ تراجع واضح في الإقبال على التطعيمات.