دول حرف (الضاد) وطن التناقضات.. غنى فاحش مع انتشار للفقر والأمية- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 18/09/21 | 13:00الاسم الرسمي لأمريكا: الولايات المتحدة الأمريكية ، وبريطانيا اسمها الرسمي المملكة المتحدة، وكانت لدى بني يعرب دولة اسمها الجمهورية العربية المتحدة وذلك بعد وحدة جمعت سوريا ومصر ، حيث لم تستغرق هذه الوحدة سوى 3 سنوات وذلك من الثاني والعشرين من شهر فبراير/شباط عام 1958 حتى الثامن والعشرين من سبتمبر /ايلول عام 1961. ولذلك أقترح تغيير فوري لاسم الوطن العربي إلى الإسم الرسمي : “الولايات العربية المتخلفة”. فهذا الإسم يليق بها وبمكانتها على جميع الأصعدة.
هذه الولايات العربية لديها ميزات لا يوجد مثلها في بقية أقطار العالم: فهي على سبيل المثال من اغنى بقاع العالم بالثروات الطبيعية وقد ذكر موقع “آفاق البئة والتنمية” أن العديد من الزعماء العرب ينفقون ويبذرون جزءاً كبيراً من العوائد المالية الناتجة من موارد بلدانهم الطبيعية، والبالغة مئات المليارات، على صفقات الأسلحة، طمعاً في العمولات المرتبطة بها. كما أن الارتفاع الكبير في العوائد النفطية العربية يبعثر معظمه لخدمة وترفيه العائلات والعشائر الحاكمة التي تتصرف بثروات وأموال أقطارها باعتبارها ملكية خاصة لها.
وبالرغم من هذا الغنى الفاحش، إلاّ أن هذه الدول العربية توجد فيها اعلى نسبة فقر واعلى نسبىة أمية في العالم. صحيح ان الأمم المتحدة جعلت يوم السابع شر من أكتوبر/تشرين كيوم عالمي للقضاء على الفقر، لكن العالم العربي لا يزال يعيش حالة تنامي للفقر بسبب عدم وضع خطط اقتصادية وعدم وجود وحدة اقتصادية تجمع دول عالم الضاد. ولا زال الحديث عن توصيف الظواهر الاقتصادية والاجتماعية عربيا تحكمه مقولة الاقتصادي القومي الراحل الدكتور رمزي زكي “لا يوجد اقتصاد عربي، ولكن توجد اقتصادات عربية”، بسبب غياب الوحدة الاقتصادية العربية، وبالتالي من الصعب الحديث عن معالجات عربية لتفاقم قضية الفقر في العالم العربي، الذي أصبح، وحسب بعض المحللين، جزراً منعزلة، في كل شيء.
ودول “الضاد” ورغم الغنى الفاحش توجد فيها نسبة عالية من الأمية مما تجعلها من بين أكثر البلدان انتشاراً للأمية. المعلومات الدولية المتوفرة تتحدث عن وجود ما بين 70 و100 مليون شخص أمي في الدول العربية، تشكل النساء نسبة كبيرة منهم حسب تقديرات عربية وأممية مختلفة، ورغم تراجع نسبة الأمية منذ سبعينيات القرن الماضي فإن عدد الأميين بارتفاع دائم نظرا للزيادة السكانية المطردة في المنطقة. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألسكو) تشير في آخر تقرير لها إلى أن معدل الأمية في الدول العربية لا يزال مرتفعا مقارنة بدول العالم النامي، إذ إن 21% من العرب أي نحو 96 مليون نسمة يعانون من الأمية مقارنة بـ13.6% كمتوسط عالمي. وتحدد منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) عدد الأميين العرب بنحو سبعين مليون شخص.
وفيما يتعلق بموضوع القراءة في العالم العربي، فإن الأمر قلق جداً ومخزي في نفس الوقت. معطيات الأمم المتحدة حول القراءة في العالم العربي تقول أن معدل ما يقرأه الفرد في أرجاء العالم العربي سنويا هو ربع صفحة فقط، وفي الوقت الذي يبلغ فيه متوسط قراءة الفرد الاوروبي يبلغ نحو 200 ساعة سنوياً حسب تقرير لمؤسسة الفكر العربي لا يتعدى المتوسط العربي 6 دقائق. وحسب احصاءات منظمة اليونيسكو، لا يتجاوز متوسط القراءة الحرة للطفل العربي بضع دقائق في السنة، مقابل 12 ألف دقيقة في العالم الغربي.
أما فيما يتعلق بالترجمة فالأمر أكثر خزية. معلومات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) تبين “أن العرب البالغ عددهم أكثر من 270 مليون نسمة لا يترجمون سنويا سوى 475 كتابا، في حين تترجم إسبانيا البالغ عدد سكانها 38 مليون نسمة أكثر من 10 آلاف كتاب سنويا. وقد ذكر فرج محمد صوان في كتابه (واقع الترجمة في الوطن العربي.). “أن كل مليون مواطن في المجر يحظى بنحو 519 كتابا سنويا، ويبلغ نصيب كل مليون إسباني في العام 920 كتابا، بينما متوسط عدد الكتب المترجمة في العالم العربي لا يتعدى 4.4 كتاب لكل مليون مواطن سنويا”
بعد كل هذا التخلف، هل يحق لنا الاعتزاز بهذه الدول العربية، التي توجد فيها أعلى نسبة في العالم من الفضائيات، وأعلى نسبة مشتريات للأسلحة، وأقل دول العالم انتاجية واكتشافات؟