من أجل حُبّها سارَ تحت المطر/وداع على مياه هادئة
تاريخ النشر: 28/09/21 | 10:16من أجل حُبّها سارَ تحت المطر
عطا الله شاهين
كانت الغيوم السوداء تمطر مطرا غزيرا ذات مساء، حينما همّ للقاء امرأة ذات زمن ولى، تعرف عليها حين ركب حافلة ذات صباح.. كان حينها طالبا لا يفهم معنى الحب.. لم يكن في ذاك الوقت هواتف خلوية للاتصال.. يذكر بأنه وعدها بالمجيء إليها، ولكنه لم توقع مطرا في ذاك المساء.. لحسن الحظ جاءت الحافلة في موعدها.. كانت النظرات التي رمقته من الركاب تعي بأنه ليس محليا.. لم يعر لهم أي إهتمام، وحين وصلَ إلى وجهته، نزل من الحافلة، ونسي العنوان، وسار تحت المطر مسافة طويلة، وتبلل تماما ..كانت هي تبحث عنه، وأهو في ذات الوقت كان يبحث عنها، وفي النهاية وقفَ تحت شجرة التنوب كي يبتعد عن المطر الغزير، وفجأة رأته واقفا هناك، فأتت صوبه، وقالت: لم أتوقع بأنك ستأتي في مساء ممطر، فقال لها: لأجل حبك سرت تحت المطر، فابتسمت، وقالت: الحب شعور جنوني لا يمكن تخيّله حتى لو ارتعشت من المطر..
——————-
وداع على مياه هادئة
عطا الله شاهين
لم يكن البحر هائجا بمياهه الزرقاء
على المركب عيانان تبكيان بصمت
كان الوداع هادئا يشبه البحر بهدوئه ..غير العادي
عناقهما لم يدم سوى لثوان معدودات
بكاء صامت من عيني امرأة لعاشق يدمع على رصيف ميناء مهجور
تحرك المركب بهدوء
لوح لها بيديه
قالت بصوت هادئ: أحبك
ابتعد المركب عن الميناء
ظل يدمع حتى اختفى المركب في الأفق
ظل البحر هادئا بمياهه
قال: لماذا اليوم البحر بلا أمواج؟
عاد باكيا وقال: يا لهذا الوداع، الذي جعلني أبكي بهدوء