منصور بينيت ونفتالي عباس وجهان لائتلاف واحد… ألهذه الدرجة وصل النفاق؟- أحمد حازم
تاريخ النشر: 05/10/21 | 11:05الحادثة التي شهدتها مدينة كفر قاسم مؤخراً من اشتباك بين عناصر الشرطة وأفراد من شركة الحراسة التي يوجد مقرها في بلدية كفر قاسم، أظهرت الوجه الحقيقي لرئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس. ويؤكد عباس وقوفه في هذه الحادثة إلى جانب رئيسه في التحالف وإلى جانب الشرطة بدلاً من الوقوف إلى جانب شعبه.
منذ سماع الحادثة سارع رئيس الحكومة بقوله:” أقف إلى جانب عناصر الشرطة الذين تعرضوا لاعتداء عنيف في كفر قاسم”، ولم يتوقف الأمر إلى هذا الحد ، بل طالب المجتمع العربي “بدعم عناصر الشرطة دعما كاملا لنصل إلى المعتدين وسنحاسبهم”.أما المفوض العام للشرطة يعكوف شبتاي فقد توعد بمحاسبة ما أسماهم بـ “المعتدين” على الشرطة وهدد وزمجر قائلاً:” ان الحادث لن يمر مرور الكرام”.
نحن أمام حدث وقع بين عناصر شرطة وبين حراس شركة حراسة تعمل بتكليف من بلدية كفر قاسم. ومن ناحية منطقية، يجب الفحص أولاً عن السب الذي أدى إلى وقوع الاشتباك بين الجانبين لمعرفة الجانب المخطيء في التصرف، وليس استخدام الإدانة الفورية للحراس واعتبار عناصر الشرطة “ملائكة” لا يقترفون ذنباً. فلماذا لم تعمل الجهات المحتصة على ذلك؟
رئيس الحكومة وبعض وزراء الائتلاف ومفتش عام الشرطة، سارعوا فوراً إلى إدانة العرب فور سماع خبر الاشتباك كونه وقع مع الشرطة. وهذا يعني أنهم مع الشرطة مذنبة أم غير مذنبة. من الطبيعي أن يقف هؤلاء إلى جانب الشرطة لأن “الجاجة ما بتتخلى عن…”. لكن الأمر الذي يدعو إلى التساؤل: لماذا شمّر منصور عباس عن ساعديه ورفعهما ضد أبناء شعبه قبل معرفة السبب؟ لماذا لم يقف إلى جانب أبناء جلدته ؟ على الأقل كان عليه أن يصدر بياناً يستنكر فيه ما قام به الطرفان وليس الطرف العربي فقط.
لكن ما فعله منصور عباس يستهدف توجيه رسالة إلى رئيس الحكومة بينيت (رئيسه في الائتلاف) أنه مع كل قرار يتخذه حتى لو كان ضد أبناء شعبه. ونحن لا نستغرب هذا الموقف لأن عباس له سوابق في هكذا مواقف. فهل نسينا على سبيل المثال دعمه لقرار منع لم الشمل؟ وهل نسينا سكوته على ما يجري في غزة؟ وحتى ما جرى في القدس داخل الأقصى وفي أحيائها لم تهتز له شعرة في رأسه.
منصور عباس ذهب في الاتجاه المعاكس. فقد أصدر بياناً أعرب فيه عن استنكاره لما أسماه الاعتداء على عناصر للشرطة في مدينة كفرقاسم، استناداً إلى ما نشر في موقع العرب وفقا للصحافية “دفنا ليئال”. عباس لم يبق على الإستنكار فقط، بل أعلن عن تعاطفه مع عناصر الشرطة المصابين، حيث تمنى لهم الشفاء العاجل، وليس من المستغرب أن يكون عباس قد همس بينه وبين نفسه:” يكسر إيدين اللي ضربوهن” انطلاقاً من محبته للشرطة. “يا لطيف قديش الدكتور حنون وقديش قلبو رقيق على أفراد شرطة وطنه إسرائيل”.
وبعد كل هذه التصريحات ماذا يريد منصور عباس بعد؟ يقول عباس المحروس من قائمته ومن ائتلافه الحكومي: ” أرغب بتعزيز الثقة والتعاون بين الشرطة والمواطنين العرب” ولماذا هذه الرغبة يا شيخ منصور؟ “للقضاء على الجريمة المتفشية في مجتمعنا”،
منصور عباس لا يزال يعتقد بوجود ثقة بالشرطة لدى المواطنين العرب؟ معقول ؟ فإما أن يكون هذا غباءً أو استغباءً. كيف يمكن للمواطن العربي أن يثق بالشرطة وعناصرها قتلت مواطنين عرب ولم تتم محاكمة القتلة؟ هناك أرقام وأسماء وتواريخ بإمكان عباس مراجعتها.
أما المفوض العام للشرطة يعكوف شبتاي فقد توعد بمحاسبة ما أسماهم بـ “المعتدين” على الشرطة وهدد وزمجر قائلاً:” ان الحادث لن يمر مرور الكرام وأوصيت الشرطة بالعمل دون تهاون من أجل القبض على الضالعين بالحادثة وسنوفر كل الوسائل لهذا الغرض، ”
والسؤال المطروح يا سيادة المفوض: ” لماذا لم تستخدم هذا الأسلوب، وتوصي أفراد الشرطة بالعمل بكل حزم من أجل القبض غلى المجرمين قتلة المواطنين العرب؟ لماذا لم نسمع منك لهجة التهديد هذه؟ فهل دم اليهودي أهم وأعلى من دم العربي؟ أم ماذا؟