هل تتحول قبرص إلى ساحة صراع بين إسرائيل وإيران- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 06/10/21 | 9:20الصراع الخفي بين إسرائيل و إيران امتد إلى البحر ولا سيما في مياه منطقة الخليج والتي شهدت هجمات على سفن إسرائيلية. ويبدو أن الصراع الخفي انتقل إلى جزيرة قبرص التي يطلقون عليها لقب “جزيرة الشمس” التي كانت في سنوات الثمانينات من القرن الماضي ساحة اغتيالات ومحاولات اغتيال إسرائيلية وفلسطينية. ويبدو أيضاً أن الجزيرة في طريقها للتحول إلى ساحة صراع خفي بين إسرائيل وإيران.
فقد شهدت الجزيرة قبل أيام محاولة قنل ملياردير إسرائيلي يدعى تيدي ساغي، لكن المحاولة باءت بالفشل. وفور إذاعة خبر المحاولة سارعت إسرائيل إلى اتهام إيران بالوقوف وراء العملية، كونها العدو رقم واحد. وليس من المستغرب أن يتبادل الاثنان النهم في حال حدوث حالة قتل أو محاولة اغتيال في إحدى الدولتين. وقد ذكر محلل سياسي ساخراً:” إذا تأخرت زوجة أحد قادة إسرائيل في الحمل فإنهم يتهمون إيران بذلك”. الفارق في تبادل الاتهامات أن إسرائيل لم توجه أي اتهام بعد لإيران لحادث أو عملية وقعت داخل إسرائيل بعكس إيران التي كثيراً ما وجهت أصابع الاتهام لإسرائيل باتنفيذ عمليات داخل إيران.
الملياردير الإسرائيلي تيدي ساغي، وحسب المعلومات المتوفرة، هو واحد من الكثير من رجال الأعمال الإسرائيليين الذين يحملون الجنسية القبرصية أيضاً، علماً بأن قبرص يوجد فيها لنحوالي 3500 يهودي، والكثير منهم إسرائيليون. وتعتبر قبرص وجهة سياحية لقضاء العطلات بشكل خاص للإسرائيليين، وتبعد حوالي أربعين دقيقة طيران من تل أبيب. وتقول القناة 12 العبرية، ان ساغي هو رجل أعمال إسرائيلي-قبرصي معروف أسس شركة برمجيات المقامرة Playtech ويمتلك Camden Market في لندن وهو المعروف عنه امتلاكه لأكبر صالات القمار في العالم.
المتحدث باسم رئيس الحكومة، متان سيدي، قال في بيان له: “فيما يتعلق ببعض التقارير بشأن الحادثة في قبرص، أود أن أوضح، أن ما حدث كان عملا إرهابيا دبرته إيران ضد رجال أعمال إسرائيليين مقيمين في قبرص”. حتى ان وزير الدفاع بيني غانتس، وحسب مصادر إسرائيلية، قال خلال اجتماع لكتلة حزبه “أزرق أبيض” في الكنيست: “تم إحباط هجوم إيراني ضد أهداف إسرائيلية في قبرص”، وأضاف أن “إيران لا تزال تشكل تهديدا دوليا وإقليميا، وكذلك تحديا لإسرائيل، وسنواصل العمل من أجل حماية مواطنينا ودولة إسرائيل في أي مكان من أي تهديد”.
السفارة الإيرانية في قبرص، وحسب التقارير المتوفرة نفت تورطها في محاولة الاغتيال وقالت إن المزاعم الإسرائيلية “لا أساس لها من الصحة”. حتى أن الشرطة القبرصية لم تنته بعد من جمع الأدلة وفقا للقناة 12العبرية، التي ذكرت أيضاً أن ساغي استطاع في اللحظة الأخيرة النجاة من مخطط لاغتياله بعد أن تلقى تحذيرا.
القناة 12 ذكرت أيضاً أن ساغي قد تم استُهدافه بسبب ديون لشركاء عمل روس، بينما أكد موقع “واللا” الإخباري أن قاتلا مأجورا من أصول أذربيجانية يحمل جواز سفر روسي كان في انتظار ساغي في الجزيرة. وكانت مجموعة تيدي ساغي قد أصدرت بيانا نفت فيه التقارير التي تحدثت عن أن رجل الأعمال اليهودي استُهدف بسبب مصالحه التجارية، وقالت إن “هذا كان هجوما إرهابيا، خططت لها إيران”.
وفيما لو وصلت تحقيقات الشرطة القبرصية إلى نتائج تؤكد تورط إيران في محاولة عملية الاغتيال، فهل ستصبح جزيرة الشمس بذلك ساحة صراع خفي بين إسرايل وطهران؟