لابيد والتغريد خارج سرب الحكومة…مناورة أم تحضير لسياسة جديدة؟ – أحمد حازم
تاريخ النشر: 07/10/21 | 12:04التصريحات التي يطلقها في الفترة الأخيرة يائير لابيد وزير خارجية إسرائيل، يشتم منها أنها لا تتلاءم مع سياسة زميله في الائتلاف رئيس الحكومة نفتالي بينيت، علماً بأنه هو من فسح المجال لبينيت أن يصبح رئيس وزراء. في تصريحه الأخير حول القضية الفلسطينية يتضح موقف لابيد المعاكس لموقف بينيت. فقد قال “ان الحكومة لن تستطيع تجاهل القضية الفلسطينية إلى الأبد”. وهذا يعني إقرار من الرئيس المقبل للحكومة الإسرائيلية بأنه لا بد من معالجة القضية الفلسطينية عاجلاً أم آجلاً، ولا يمكن إهمال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ما قاله لابيد هو تماما بعكس موقف بينيت الذي تجنب نهائياً التطرق للقضية الفلسطينية في خطابه الذي ألقاه الشهر الماضي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذا الكلام لم يقله لابيد خلال مؤتمر صحفي بل قاله علانية هذا الأسبوع أمام المؤتمر السنوي للاتحادات اليهودية في أمريكا الشمالية، والذي اعترف فيه أيضاً بوجود خلافات مع الجالية اليهودية، من خلال قوله:” لا يزال أمام الحكومة بعض العمل لإصلاح العلاقات مع الجالية اليهودية”.
قد يتساءل البعض عن سبب تغريد لابيد خارج سرب الحكومة الحالية. باعتقادي أن الأمر واضح وعلى الأكثر يريد لابيد كما يبدو إعطاء صورة عن سياسته المقبلة بعد أن يتولى العام المقبل رئاسة الحكومة للمرحلة الثانية من اتفاقية الإئتلاف، بمعنى أنه قد يستهدف تقديم لمحة عما سيفعله مستقبلاً بالنسبة للقضية الفلسطينية. ونحن نقول(قد) ولا نؤكد. لأن السياسة تتغير حسب الأجواء. ولا ننسى أن لابيد كان قد أعلن في السابق أنه مع حل الدولتين لكنه ومنذ تشكيل حكومة الائتلاف كانت له تصريحات عرجاء حول هذا الموضوع.
الأمر الملفت للانتباه، أن لابيد قالها صراحة أنه فيما يتعلق باتفاقات التطبيع الأخيرة، وحسب موقع تايمز أوف إسرائيل، “أن متابعة اتفاقيات التطبيع مع دول الشرق الأوسط لن تكون بديلا لاستئناف محادثات السلام المحتضرة مع الفلسطينيين”. هذا يعني أن القضية الفلسطينية شاء الغير أم لم يشأ ستكون حاضرة في حكومة لابيد المقبلة؟ ومن الطبيعي أن لا يكون ذلك بسهولة أو بأي ثمن وقد نكون تصريحات لابيد مجرد “مناورة” أو “فقاقيع” لا قيمة لها فعلياً بل تبقى في إطار التبجح. لأن الظاهر في السياسة الإسرائيلية لا يكون دائماً هو الحقيقي. والمخفي سنراه عندما يتسلم لابيد رئاسة الحكومة.
وزير الخارجية لمح إلى وجود دول أخرى في الشرق الأوسط تريد التطبيع مع إسرائيل، لكنه لم يتطرق إلى ذكر أسماء هذه الدول. ولكن لماذا يلتزم لابيد الصمت؟ لأن الإباحة بأسماء دول عربية جديدة التي تريد إقامة علاقات مع إسرائيل، “أمر سيضر بالعملية” حسب قوله.
وفي هذا الصدد، وحسب موقع “تايمز أوف إسرائيل” الرسمي، قال إيلياف بنيامين، رئيس قسم الشرق الأوسط وعملية السلام في وزارة الخارجية “أن سلطنة عُمان على رأس قائمة الدول التي تتعامل معها إسرائيل في محاولة لتطبيع العلاقات، وإن إسرائيل دفعت قدما بجهودها لإقامة علاقات رسمية مع دول في الشرق الأوسط وأفريقيا في أعقاب سلسلة من الصفقات التي توسطت فيها الولايات المتحدة العام الماضي.”
لكن لابيد كان في منتهى الصراحة عندما اعترف في حديثه أمام أبناء جلدته اليهود بأن عملية مواصلة اعتراف دول عربية أخرى بإسرائيل يتم بالتنسيق مع الولايات المتحدة ومع ما أسماهم “الأصدقاء الجدد في الإمارات والبحرين والمغرب من أجل توسيع التطبيع إلى بلدان أخرى”، لكن لابيد أفهم الحاضرين أن عملية التطبيع “لا تعني أننا نتجاهل إلى الأبد القضية الفلسطينية التي يتعين علينا العمل عليها أيضا”
ومع اعترافه بأن “الإئتلاف الحكومي معقد للغاية” لكنه بق البحصة وتحدث بكل وضوح عن مسألة أساسية، حسب وصفه. فقد قال: “علينا العمل على قضايا معينة تم إهمالها لفترة طويلة، من بينها الصلاة في الحائط الغربي (والمقصود هنا الأقصى)، هذه نقطة مهمة في السياسة المقبلة لرئيس الحكومة القادم في العام المقبل، والتي منذ الآن يجب أخذها في عين الإعنبار.