أبو مازن يترجى وشاكيد ترفض – خلفية لقاء الـ”ميرتسيان” مع محمود عباس- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/10/21 | 13:04وزيران من حزب “ميرتس” المشارك في حكومة الإئتلاف الحاكم والمشكلة من ثمانية أحزاب مختلفة الاتجاهات السياسة، برئاسة اليميني القومي الديني نفتالي بينيت،ألأول يهودي اسمه نيتسان هوروفيتس ويشغل منصب وزير الصحة، والثاني عربي اسمه عيساوي فريح ويتولى منصب وزير التعاون الإقليمي. الإثنان قاما فجأة بزيارة للرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
بدون شك الزيارة تمت بعلم وموافقة رئيس الحكومة، لأن أي زيارة يقوم بها وزير ما يجب أن يوافق عليها رئيس الوزراء. وهذا يعني أن بينيت قد وافق على زيارة الوزيرين لرام الله والإلتقاء بمحمود عباس. الهدف من الزيارة وحسب المعلومات “المكشوفة” هو التركيز على حل الدولتين وبقائه في متناول اليد وليس قطع اليد التي تحمل هذا الحل. هكذا يقولون.
الأمر الغريب أن رئيس الحكومة نفسه كثيراً ما صرح بأن لا حل في الأفق للقضية الفلسطينية وأنه لا يؤيد أبداً إقامة دولة فلسطينية. إذاً فإن نهج بينيت السياسي واضح تماما. فما نفع تصريحات الوزيرين؟
وزير الصحة كان على الأكثر يتحدث باسم حزبه وليس باسم الحكومة، وهذا يستدل من تصريحاته. فقد قال حسب المعلومات المتوفرة: “إن حزب ميرتس يعمل على إبقاء حل الدولتين على قيد ال حياة داخل الحكومة الإسرائيلية الحالية”. لكن كيف يريد وزير الصحة إقناع بينيت بقوله “لا تدعوا حل الدولتين يختفي ولا تخربوا فرصة الوصول إليه في المستقبل، لأنه لا يوجد حل آخر”. وبينيت يرفض رفضاً قاطعا حل الدولتين وحتى أي حل آخر، لدرجة أنه لم يتطرق أبداً إلى الملف الفلسطيني في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي في دورتها السادسة والسبعين.
بالنسية لرئيس الحكومة بينيت فإن حل الدولتين غير موجود أصلاً ، بمعنى لا أمل في الوصول إليه في عهد بينيت استناداً إلى تصريحاته. خصوصاً أن ألـ “ميرتسي” هوروفيتس لا يعتقد بوجود حل آخر بمعنى أنه قاطع الأمل من أي اقتراح آخر غير حل الدولتين.
ويبدو وجود تنسيق مسبق بين الوزيرين أبناء حركة ميرتس فيما يتعلق بحل الدولتين. فقد ذهب العربي فريج في نفس الاتجاه عندما قال بعد اللقاء مع عباس:” “نحن هنا للدفع بحل الدولتين، ولنقول أنه شريكنا. إن المستقبل مهم، يجب علينا أولا العمل من أجل جعل الحاضر أفضل”.
أعتقد بأن فريج استهدف توصيل رسالتين: الأولى إفهام بينيت أن محمود عباس هو شريك في وقت يدعي فيه اليمين عدم وجود شريك فلسطيني للسير قدماً في العملية التفاوضية، والثانية هي التأكيد على حل الدولتين في ظل رفضه من بينيت. طبعاً، ما قاله الوزير العربي هو تعبير عن رأيه الشخصي وبالأحرى تعبير عن وجهة نظر حزبه ولا يهم رئيس الحكومة مثل هذه التصريحات.
وماذا عن موقف الرئيس الفلسطيني؟ حسب البيان الذي أصدرته ميرتس حول اللقاء فإن عباس قال للوزيرين:” : “يجب أن نبدأ في اتخاذ تدابير لبناء الثقة، لإثبات أننا نعتزم السلام، ولتمكيني من حماية أمل الشعب الفسلطيني. إذا فقدنا الأمل، سنفقد المستقبل، ليس عليكم أن تتفقوا، عليكم أن تتحدثوا”.
وإذا كان عباس يعتقد بأن تصريحاته هذه تضع الحكومة الإسرائيلية في الزاوية، فإنه مخطيء تماماً لأن بينيت لا يريد سماع أي شيء حول هذا الموضوع، وهمه الأول تكثيف الاستيطان. فكيف يريد عباس بناء ثقة مع هكذا بينيت، وكيف يريد أن يصنع معه سلاماً ما دام بينيت نفسه لا يؤمن بالسلام بمفهومه الحقيقي؟ ثم دعنا أن نكون واضحين يا أبا مازن: كيف تريد حماية أمل الشعب الفلسطيني وأنت مكبل باتفاقية تنسيق أمني ضد إرادة الشعب الفلسطيني. أليس هذا الاتفاق ضربة لأمل الشعل الفلسطيني؟
نقطة مهمة أخرى لا بد من التطرق إليها: محمود عباس طلب من الوزيرين الإسرائيليين إبلاغ وزيرة الداخلية أيليت شاكيد بأنه يريد مقابلتها. وأنا شخصياً لا أفهم مغزى هذا الطلب الذي أضعه بصراحة في خانة “فقدان الكرامة” لأن عباس يعرف تماماً أن شاكيد كثيراً من صرحت بأنها ترفض رفضاً باتاً لقاء الرئيس الفلسطيني. فلماذا هذا التباكي على لقاء شاكيد؟ سؤال بحاجة إلى جواب.