هكذا يكذب بينيت على ضيفته الألمانية- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 11/10/21 | 10:08المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تزور إسرائيل حاليا للمرة السابعة خلال فترة توليها منصب المستشار قبل 16 عاماً، والتي تقابل رئيس الحكومة بينيت للمرة الأولى، ليس من المؤكد أنها اكتشفت أكاذيبه خلال اللقاء بينهما، مثلما اكتشفناه نحن من حلال كلامه مع ضيفته. وقد تسجل ميركل حقيقة موقفها من اليميني القومي الديني بينيت ربما في مذكراتها المقبلة.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده بينيت مع ضيفته الألمانية، قال بينيت:” لا نتجاهل الفلسطنيين وفي نفس الوقت نتعلم من التجارب السابقة،لكن لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية لأن هذا يعني اقامة دولة إرهابية”.
ويبدو أن بينيت قد تعلم الكذب من معلمه نتنياهو ، لأنه تتلمذ سياسياً على يديه لدرجة أنه في بعض الأحيان يتفوق عليه كذباً. بينيت يقول انه لا يتجاهل الفلسطينيين وهذه كذبة كبيرة. فهو يعرف أن القضية الفلسطينية هي سبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهي في نفس الوقت مشكلة المشاكل على الصعيدين العربي والدولي، ورغم ذلك لم يتطرق إلى القضية الفلسطينية في أول خطاب له أما الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي انعقدت الشهر الماضي في نيويورك. وهذا يعني تجاهل تام للفلسطينيين.
ثم يدعي بينيت بأن حل الدولتين غير مناسب لإسرائيل لأنه يعني إقامة دولة إرهابية على حدود إسرائيل. مرة أخرى يتعمق بينيت أكثر في الكذب. فكيف يمكن لبينيت أن يعتبر إقامة دولة فلسطينية يعني إقامة دولة إرهاب، في الوقت الذي توافق الولايات المتحدة وغالبية دول العالم على إقامتها، بما في ذلك ألمانيا دولة مضيفته ميركل. يعني عينك عينك يكذب على ميركل. لكن المستشارة الألمانية أفهمته بأن حل الدولتين هو الحل الأمثل وأن ألمانيا متمسكة بهذا الحل.
ويواصل بينيت كذبه عل ضيفته المستشارة الألمانية بقوله:”عرضنا على الفلسطينيين لقاحات. اخذوها ثم اعادوها “. يعتقد بينيت بأن ميركل لا تعرف لماذا أعاد الفلسطينيون اللقاح. الحكومة الفلسطينية يا بينيت، رفضت استلام نحو مليون جرعة من لقاح “فايزر” المضاد لكوفيد-19 لأن صلاحيتها كانت تقترب من الانتهاء، وأنها غير مطابقة للمواصفات”.
ومن ضخامة الكذب الذي تفوه به بينيت أمام ميركل في المؤتمر الصحفي، يستغرب الصحفي كيف أن بينيت لا يحمر وجهه عندما يكذب علانية. فقد تحدث عن المساواة بين الرجال والنساء وبين اليهود وغير اليهود في إسرائيل. من يصدق هذا الكلام والأمم المتحدة والعالم كله يعرف أن العنصرية متجذرة في إسرائيل ضد المواطنين العرب.
في أبريل/نيسان العام الحالي أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرا من 213 صفحة بعنوان “تجاوزوا الحد”، يتلخص في أن السلطات الإسرائيلية ترتكب جريمتَي الفصل العنصري والاضطهاد، وهما جريمتان ضد الإنسانية. وقد تم التوصل إلى هذا القرار بناء على توثيق المنظمة لسياسة حكومية شاملة للحفاظ على هيمنة الإسرائيليين اليهود على الفلسطينيين، إلى جانب انتهاكات جسيمة تُرتكب ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في الأراضي المحتلة، بما فيها القدس الشرقية. تم يتحدث بينيت بكل وقاحة عن وجود مساواة بين اليهود والفلسطينيين في إسرائيل.
وبما أن الكذب عند بينيت أمر عادي فلا بد أن يتحدث عن ائتلافه الحكومي. فقد قال عن حكومته انها:” الأكثر تنوعاً في تاريخ إسرائيل. لدينا يسار ويمين، يهود ومسلمين، متدينون وعلمانيين ونحن نجتمع معًا بشكل جيد. وأعتقد أن هذا أحد أسباب نجاحها بالفعل”.
الجميع يعرف أن هذه ليست حكومة تنوع بل حكومة “لملمة” أحزاب شكلوا ائتلافاً من أجل التمكن من تشكيل حكومة فقط، وأي حزي ينسحب من الائتلاف “بتفرط” الحكومة لأن كل حزب له توجهات تختلف عن الآخر بمعنى أن الحكومة ليس لها أساس مشترك سليم باستثناء المصالح، حكومة “إدفشها بتقع” لكن منصور عباس (المسلم !) “بسندها”. والأنكى من ذلك يدعي بينيت بأن الحكومة ناجحة. فأين هو النجاح؟ يكفي كذباً.