فاطمة كيوان:رواية “اليتيمة” والدعوة للتغيير
تاريخ النشر: 11/10/21 | 12:00نوقشت رواية اليتيمة للأديب المقدسي جميل السلحوت يوم 10 اكتوبر 2021 بوجود الكاتب بالأمس في نادي القراء في مكتبة مجد الكروم، صدرت الرواية عام 2020 عن مكتبة كل شيء في حيفا، ويحمل غلافها الأوّل لوحة للفنّان التّشكيلي محمد نصر الله.
هي رواية العديد من الفتيات الفلسطينيات والأسر الفلسطينية خاصة التقليدية . رواية حزينة تراجيدية تعالج قضية التمييز بين الذكور والإناث، وتمنح رسالة اجتماعية هامة للأهالي لاعادة النظر في التعامل وتغيير النظرة الدونية مع الأبناء وقضية الذكورية عامة.
القصة غنية بالسرد المشوق لتوضيح الأماكن خاصة ضواحي القدس… سلوان وبير أيّوب، حيث تسكن العائلة الجد أبو النعمان وبطلة الرواية عبير وأمّها وشقيقها عزيز، هذه العائلة المنكوبة بفقدان الأب واثنين من أبنائه في حدث طرق.
ممّا جعلها تتكور ذاتيا بالحزن لمدة عشر سنوات وينعكس تأثير ذلك على حياة الأبناء فيما بعد. فشخصية عزيز مهزوزة توحي بالحرمان والكبت رغم أنه أنهى دراستة الجامعية، فلم يستطيع اتخاذ قرار بزواجه ولا بزواج شقيقته بل ركن على اختيار الّمّ والجدّ، وهنا تلميح من الكاتب لضرورة تدخل العلم والعلاج النفسي في حالات الفقدان لاعادة ترميم الذات.
الابنة المتفوّقة علميا على كل المدارس والضواحي تحرم من التعليم من أجل أخيها لا بل يتم استغلال منحتها المالية من المعلمات لتزويج أخيها. فاي ظلم هذا؟
كذالك قضية صورة الابن والاعتداد به كونه ذكر( فكل البنات يتمنينه) على حد قول والدته، جاءت وداد لترفض وتقول لا الامر ليس كذالك . هذا الموقف تحديدا يسجل للكاتب فهو دعوة لاحترام براءة الصّداقة بين الزّملاء في الجامعة.
الرواية بشكل عام تلقي الضوء على الفلكور الشعبي والعادات والتقاليد وهي توثق الميثولوجيا الفلسطينية من حيث عدد الأمثال الشعبية، التي وردت بالرواية لتؤكد الصور النصية، وأيضا الأعراس و قضية المهور المعجلة والمؤجلة وترتيبات شراء المصاغ وغيرها، ثم الأغاني والزغاريد والمهاهاة وما تضمنته من جماليات ومفاخرة بالحسب والنسب والجمال والأخلاق للعروسين.
تلقي الرواية أيضا الضوء على مصطلح ما يسمى “أسرار البيوت” وقضية العيب.
فالبطلة التي أخفوا عنها وتستروا على وضع العريس الذي يعاني من اضطراب نفسي، وتم زواجها منه اكتشفت أنه يعاني أيضا من قصور جنسي بسبب الأدوية والمهدئات التي يتناولها. ولكنها أجبرت على الكتمان، ولم تجد من تفصح له بذالك حتى والدتها لم تنصت لها، معتبرة ذلك من خصوصيات المرأة وأسرار البيوت، ومن العيب الإفصاح عن ذلك . فباتت تحيا معاناة طويلة ومريرة مع وجود طفل وهي تعيش دون زوج ودون طلاق وفي حالة حزن واكتئاب ترثي حظها العاثر من الحياة.
الرواية تتخللها بعض الإيحاءات الجنسية شأن ذلك كما في جزئيها الأوّل والثّاني المطلقة والخاصرة الرخوة ورواية المطلقة.
تأتي الرواية هنا كدعوة للتغيير والتمرّد على العادات السلبية.
الرواية دعوة للتحرر من الآلام وإعادة صياغة عملية اتخاذ القرار خاصة فيما يخص العلاقات الزوجية، لان ذلك أساس بناء الأسرة السعيدة السوية وبناء المجتمع السليم.