استعراض لرواية “المستحيل” للكاتب والأديب “نبيل عودة”
تاريخ النشر: 12/10/21 | 17:51بقلم: حاتم جوعيه
مقدمة: الكاتبُ والأديبُ والناقدُ القدير الأستاذ “نبيل عودة” من سكان مدينةِ الناصرة يكتبُ القصَّة القصيرة والرواية والدراسات النقدية والمقالات المتنوِّعة في شتى المواضيع: السياسيَّة، الاجتماعيَّة، الأدبيّة، الثقافيَّة منذ أكثر 45 سنة، أصدرَ العديد من الكتبِ الأدبيَّةِ والقصص والروايات ونشر إنتاجه الإبداعي في معظم وسائل الإعلام محليا وخارج البلاد ويعتبرُ من روَّاد القصَّة القصيرة والرواية على الصعيد المحلي. سأتناولُ في هذه المقالة روايته “المستحيل” من خلال الاستعراض والتحليل.
مدخل: تقعُ رواية “المستحيل” في (148 صفحة) من الحجم المتوسط ويهدي الكاتب نبيل عودة روايته إلى “فوزي ضبيط” ابن مدينة الرملة عمًّا وأبا وصديقا وإنسانا كبيرا… رحلَ عنّا وبقي فينا بحبِّهِ الكبير لكل الناس… كما جاء في الإهداء. وفي الصفحة التي تليها من الكتاب (الرواية) يضع الكاتبُ نماذج من أقوال “البير كامو” عن العبوديَّة: ((العبوديَّة ؟ كلا بالطبع. نحن ضدها !! أن نكونَ مضطرين إلى تثبيت ذلك في بيوتنا ومصانعنا – حسنا، هذا طبيعي، ولكن الفخر بذلك؟!… هذا هو الحدّ! ولا نتردّد في إعلان بيانين أو ثلاثة، او ربما أكثر!!)).
تمتاز هذه الرواية بأسلوبها الرشيق وبلغتها الجميلة والمنمَّقة والشائقة وفيها يتجلَّى ويشعٌّ (في الكثير من المشاهد الدراميَّة) عنصر المفاجأة… العنصر الهام الذي يعطي لكل رواية مهما كان موضوعها وتوجُّهُهَا بعدا وجمالا فنيًّا. تتحدثُ الرواية عن عدَّةِ مواضيع وقضايا هامَّة: إنسانيَّة واجتماعيَّة وأسريَّة وسياسيَّة ووطنيَّة وفلسفيَّة وادبيَّة وثقافيّة.. إلخ. ونحن نلمسُ ونستشف ونعيشُ هذه المواضيع من خلال مجرى أحداث الرواية وتسلسلها وفي لوحاتها مشاهدها الدراميَّة الرائعة.
تبدأ الرواية على لسان الكاتب وبالأسلوب والطابع السردي كبداية ومقدمة وذلك عندما يكون داخل دكان لشراء بعض الأغراض وتتقدَّمُ منه امرأةٌ وتدسُّ وتضعُ في يده ورقة مكتوب عليها (أنتظر مكالمة منك الساعة السادسة مساء) وتحتها توقيع (اليائسة ر. ). ويحتار الكاتبُ (الراوي أو بطل القصة) في أمر هذه المرأة وحقيقتها وظنَّ في البداية انها معجبة به وتحبُّه وتريدُ إقامة علاقة معه. ويحاول الكاتبُ مرات عديدة الاتصالَ بها دون جدوى وتمتدُّ الرواية لعدة فصول ويبقى أمر هذه المرأة لغزا ويظنُّ القارئ أنها امرأة تريد إقامة علاقة معه لا أكثر.. ولكن بعد مسافة ومرحلة طويلة من مجرى أحداث القصة تظهر حقيقة هذه المرأة حيث أنها كانت زميلة وعشيقة لصديق الكاتب واسمه مفيد منذ مرحلة الدراسة الثانويَّة واسمها ليلى. وصديقهُ مفيد كان شاعرا وأديبا كتبَ القصائد السياسيَّة الملتهبة واضطر للسفر إلى خارج البلاد لدراسة موضوع الطب ولم يتمكن من الزواج بحبيبتة ليلى. وأما ليلى فرضخت لضغوطات الأهل حيث زوجوها بشخص لا تحبه وكان عقيما لا ينجب وعاملها معاملة سيئة وعاشت في جحيم معه. وبعد رجوع مفيد من الخارج وإنهاء دراسته تزوج من فتاة أخرى زواجا تقليديا غير مبني على المحبَّة والانسجام الكامل (الروحي والفكري والعاطفي) كما كانت علاقته مع ليلى حبيبته. وحسب رأي الكاتب وبأسلوبه التهكمي اللاذع – كما جاء في الرواية – أن مفيدا تزوج من هذه الفتاة لأن سيقانها حلوين.. أي لنزوة وشهوة جسديَّة آنيَّة (وهذا يحدث مع الكثيرين من الرجال والشبان في مجتمعنا العربي حيث ينجذبون لفتاة ولامرأة ما بدافع الشهوة او استحلاء جانب من جسدها كسيقانها أو خصرها او ثدييها أو مؤخرتها.. الخ) ويتزوجُ مفيد وينجبُ من امرأته عدة أولاد ولكن حياته تكون جافة مع امرأته لأنها بدون حب ومشاعر وعواطف ملتهبة. وبعد عدة سنوات تلتقي ليلى بمفيد من خلال عمل مفيد حيث يعمل في عيادة صندوق المرضى ويكون هو طبيب العائلة -عائلة ليلى – ولأنها كانت مظلومة ومضطهدة من زوجها والعائلة (روحيا ونفسيا وجسديا) وعائشة في كبت وحرمان حيث زوجها كان عقيما فتتجدَّدُ وتتوهجُ العلاقة مع حبيبها مفيد ويحدث الإتصالُ الكامل بينهما روحيا وعاطفيا وجسديًّا وتحمل منه وتقعُ في مشكلةٍ كبيرة لأجل العادات والتقاليد.. ولا تعرفُ كيف تتصرف لتخرجَ من هذا المأزق والورطةِ الصَّعبة، ولهذا تدسُّ الورقة في يدِ الكاتب صديق مفيد القديم والحميم عندما كان في الدكان وفيها رقم تلفونها وتطلب منه أن يتصلَ بها لكي تستشيره وتطلب مساعدته في هذا الموضوع، وتمتدُّ الرواية بعد ذلك لعدَّةِ فصول وفي كل فصل ولوحة يفتتحها الكاتبُ بأسلوب سردي على لسان شخصيَّة معيَّنة.. إما مفيد أو ليلى أو الكاتب صاحب الرواية وبعدها يكون الحوار الدرامي (ديالوج بين أبطال الرواية). ومن خلال السرد والحوار الدرامي يتطرقُ الكاتبُ إلى مواضيع ومشاهد عديدة دراميَّة قديمة تعود للوراء لفترات سابقة ومتأخرة عندما كان مفيد طالبا في الثانوية وقبل سفره للخارج لأجل الدراسة. فمثلا يستعرض الكاتبُ حياة مفيد الديناميكية ونشاطه السياسي مع زملائه وأترابه وزميلاتهِ في المدرسة ويذكر أن مفيدا كان شاعرا مميزا وطنيا كتب الكثير من القصائد السياسة الملتهبة وكيف كانوا يقيمون الاعتصامات ويشاركون في المظاهرات والمسيرات الشعبيَّة والنشاطات السياسيَّة والثقافيَّة لأجل قضايا إنسانية ووطنية ولنيل الحقوق، حقوق الأقلية العربية المضطهدة داخل البلاد التي تعاني من سياسة التمييز العنصري (عرب ال 48).. وكان مفيد كما يصفه الكاتب لا يلهثُ ويركض وراء الشهرة والانتشار فهو متواضع ولهذا لقب بالشاعر الصعلوك أو المتصعلك. ويتحدث عن ليلى أيضا كيف أنها كانت فتاة جميلة ومثقفة ومحترمة وتتمتعُ بشخصية قوية والكثيرون من الشبان كانوا يودون التقرب إليها وأن ينالوا رضاها ولكنها لم تلتفت لأحد ولم تهتم سوى بمفيد الذي أحبته وأحبَّها وكان المفروض أن تتكللَ علاقةُ الحبِّ العميقة والحارة بينهما بالزواج الشرعي. ولكن هذا لم يحدث لأجل سفر مفيد إلى خارج البلاد لدراسة موضوع الطب… وتتزوج ليلى من شخص آخر
في نهاية القصة بعد سنوات من البعاد ترجع العلاقة بين مفيد وليلى ويسافران (مفيد وليلى) إلى خارج البلاد، إلى كندا ويتزوجا هناك… وتكون المفاجأة للجميع وتنهي القصة هذه النهاية المفتوحة… وهذا استعراض مختصر وسريع وخاطف للرواية.
تحليل: توجدُ في هذه الرواية جميع العناصر والأسس الهامَّة لبناء الرواية الإبداعيَة المتطورة والمتكاملة. أولا من ناحية طول الرواية ومسافتها ومشاهدها الدراميَّة الزاخرة بالمفاجئات وبالمواضيع والقضايا الهامة والمتشعبة والمتسلسلة. كل هذا يظهر في مجرى وتسلسل أحداث الرواية وفي المواقف الدرامية المثيرة والمواضيع المتشابكة والمتشعبة، وتمتاز وتتحلى الرواية باللغة الأدبية الجميلة والمنمقة. وأحيانا نستشفُّ ونلمسُ اللون والطابع الصحفي والتقريري في بعض المواقف والمشاهد، وخاصة كما جاء على لسان الكاتب من خلال تحليله وفلسفته لبعض الأمور الحياتيَّة بمنظاره التقدمي والثوري ضرط).
يتحدثُ الكاتبُ في الرواية عن فترةٍ ومرحلة تاريخيَّة هامَّة وحساسة، فترة الستينيات من القرن الماضي عندما كان طالبا في الثانويَّة (زمن الحكم العسكري وبعده بفترة قليلة) وعندما كان عضوا ورفيقا في الحزب الشيوعي حيث كان هو الحزب الوحيد آنذاك الذي يدافع عن قضايا الأقلية العربية (عرب ال 84) داخل دولة إسرائيل) وكان الكاتبُ ناشطا اجتماعيا وسياسيا وشارك في الكثير من الفعاليات النشاطات والمسيرات والمظاهرات مع زملائه لأجل قضايا شعبه… الأقلية العربية في الداخل، ويتحدثُ عن شخصيَّة “مفيد” وقد تكون شخصية حقيقية ولكن يرمز لها بهذا الاسم المستعار وهذه الشخصية يوجد الكثير مثلها في مجتمعنا، وانه كان شاعرا قديرا مبدعا وكاتبا كرس كتابته في مجال السياسة والقضايا الوطنية الهامة.
استطاع الكاتبُ أن يصوغ روايته وينسجها بشكل جميل وأنيق يجذب القارئ ويشدُّهُ لقراءتِهَا حتى النهاية دونما انقطاع. ومن المواضيع الهامة التي يتطرقُ إليها الكاتبُ ويعالجها في هذه الرواية موضوع ظلم المرأة واضطهادها في المجتمع العربي وعدم إعطائها حقوقها الحياتيَّة الأساسيَّة والهامة وخاصّة في قضايا الزواج واختيار الشريك والزوج حيث الأهل كانوا قبل عشرات السنين هم الذين يرسمون ويقررون مصيرَ ومستقبل الفتاة وكانوا يجبرون الفتاة على الزواج من شخص لا تريده ولا تحبُّهُ ويمنعونها من اختيار شريك الحياة بنفسها فتكون حياتها الزوجيَّة من خلال الزواج التقليدي المتخلف جحيما لا يطاق، وهذا الأمر والموضوع كان منتشرا كثيرا في المجتمع العربي محليا وخارج البلاد (في الدول العربية) وما زال موجودا وللأسف في بعض الأماكن والقرى في مجتمعنا العربي. والكاتب يتحدَّثُ أيضا عن العلاقات غير الشرعيَّة التي تحدثُ بين المحبِّين والعاشقين خارج إطار الزواج حيث أنَّ المرأة المضطهدة والمظلومة من زوجها الذي أرغمت وأجبرت على الزواج منه بضغط من الأهل وهي لا تحبُّه وتمقته، فبشكل تلقائي وانعكاسا واحتجاجا على ظروفها القاهرة تقيم علاقة حميمة وكاملة مع عشيقها وحبيبها الذي منعت من الزواج منه لتنفس عن الكبت والحرمان الذي عانت منه سنوات طويلة وللانتقام من ظلم المجتمع والأهل… بيد أنَّ الكاتبَ يرفضُ بدوره هذه العلاقات وينتقدها لأنها تضرُّ وتمسُّ بالنسيج الاجتماعي والأسري فينتقدها في الرواية بشكل تهكمي لاذع ولكنه يذكر جميع الأسبابَ والمُبَرِّرَات الهامة التي تدفع المرأة على خيانة زوجها الظالم والمستبد بشكل موسَّع… وهذا القضية وهذا الموضوع موجود ومنتشر بشكل واسع في مجتمعنا العربي وللأسف وفي يومنا هذا لأنَّ الكثير من العلاقات الكاملة جسديا وعاطفيا تحدث خارج إطار الزواج. والكاتبُ يرى أن الزواج الحقيقي والطبيعي هو الزواج المبني على الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين والانسجام الكامل وليس من منطلق علاقةِ جسديَّة بحتة آنيَّة فقط.
يقولُ الكاتب في أحد الفصول من الرواية بعنوان: (“قرص شمس الأحمر” صفحة 115):
(“ألف شمس توهّجت وخبت. أخذتني الغرابة لأجوائها. جلتُ في الآفاق والأبعاد. بحثتُ عن نقطةِ ضوءٍ فيما يحدثُ، بارقة امل تقود خطاي. حاولتُ تأويلَ الأمور وفلسفتها. فشلت كلُّ حججي ومستنداتي في إيجاد حلٍّ يتلاءَمُ، ليس مع المنطق… وإنما مع التشكيلات التي تحكمنا والمتعارف عليها. لا شكّ عندي أنَّ ليلى أخطأت. ولا شكّ أنَّ مفيد ارتكبَ نفس الخطأ. ارتفعت العاطفة فوق المنطق. غرقت في حيرة شديدة وأيقنتُ أننا امامَ طريق مسدود. حتى كان يوما، كنت أتحدَّثُ مع مفيد، حائرا فيما نحن فيه. وبدون سابق إنذار توهَّجت فكرةٌ في دماغي، تغيَّرت سحنتي وبان التيقظ الشديد في وجهي. (يشير إلى الورطة التي تورَّطها مفيد مع ليلى حيث أقاما علاقة جنسية وحملت منه وهي على ذمة زوج عقيم لا ينجب) ويتابع الكاتب حديثه فيقول:
(“لم يبق أمامنا إلا أسلوب الخداع. كانت فكرةٌ مجنونة تركب رأسي، لم يفهمني. تعلقت نظراته بنظراتي باستفسار حائر، قلت:
– أنت طبيب العائلة.. وتربطك بهم علاقة الوظيفة.
– ذلك أساس البلوى
– وهذا أساس الخلاص.
لم يكن يفهم ما يرتسم في رأسي) إلخ.
المقصود هنا أنَّ الكاتبَ قد نصح مفيد بصفنه طبيب العائلة في صندوق المرضى حيث تتعالج عنده دائما ليلى وزوجها وهو المشرف على كل مشكلة طبية تواجههما بأن يطلب من زوج ليلى بصفته طبيبه أن يتوجه إلى أخصائي في مجال علاج الذين عندهم مشاكل العقم وعدم الإخصاب والأنجاب ويوهمه بعد فترة قصيرة أن العلاج نجح معه وأستطاع أن ينجب وهكذا تحلُّ القضية والمشكلة ويظن أن حمل ليلى زوجته كان منه وذلك شيىء طبيعي بعد علاج مستمر وليس من شخص آخر (مفيد).
ولكن في نهاية القصة يسافر البطلان العاشقان ليلى والدكتور مفيد إلى خارج البلاد ويتزوَّجان وتنتهي الرواية على هذا النحو نهاية شبه مفتوحة.
يقول الكاتب صفحة (147-الصفحة الأخيرة من الرواية):
(“حافظتُ على صمتي وعيني لا تفارقان شاشة التلفزيون، متابعا مقالب الفأر الذكي في مواجهة القط المفترس… محاولا فهم العلاقة والتشابه بين ما أراهُ على الشاشة الصغيرة، وبين ما يجري حقا على شاشة الحياة الكبيرة.
من الفأر؟… ومن القط ؟
وهل هما، مفيد وليلى… الفأر الذكي ؟!
– أستاذ… نتكلم من كندا…
-..
– ألو.. أنا مفيد.. مفيد وليلى.. ألو… ؟!
أقفلتُ السمَّاعة، دون أن أنبس ببنت شفة، غاضبا، رافضا أن أكون غطاءً لما يجري، وبنفس الوقت حائرا في إيجاد بديل لما يجري.
ارتاحت نفسي قليلا، وغرقت في مقعدي (تعبير بلغي جميل ومبتكر)، وعدت أتمتعُ، مع الصغار… بذكاء الفأر في خداع القط، بخططه الجهنميَّة… (الصفحة الأخيرة من الرواية).
في النهاية أريد القول: إنَّ الرواية تحوي وتضمُّ في أكنافها وفصولها عدة جوانب وأبعاد هامَّة وهي:
1 – البعد الإنساني
2 – البعد الاجتماعي والأسري.
3- واقع المرأة في المجتمع العربي قبل عشرات السنين واضطهادها من قبل المجتمع الذكوري المتخلف آنذاك.
4 – البعد السياسي
5 – البعد الوطني
6 – البعد الفلسفي وفيه تحليل مسهب لقضايا وأمور عديدة في الحياة والوجود بأسره. والكاتبُ هو إنسان مثقف ثقافة عالية وملم ومتبحر في شتى المواضيع: الأدبية والعلمية والفكرية والفلسفيَّة.. إلخ. ومحلل أدبي وسياسي رائع وعميق وشامل وواسع في تحليلاته وأطروحاته ورؤيته لأمور الكون والحياة والسلوكيات والأبعاد الاجتماعيَّة والإنسانيَّة والفلسفيَّة وغيرها.
6 -عنصر التشويق والتسلية.
7- الطابع التهكمي الساخر الي يمتاز به الكاتب وبشكل جميل ورائع يجذب القارىء ويضيف جماليَّة وجاذبيَّة وتشويقا لمتابعة أحداث الرواية.
8 – عنصر المفاجأة وهو موجود في العديد من المشاهد الدرامية في فصول هذا الرواية.
9 – البعد الفني.. وهذا الجانب موجود في جميع كتابات ومؤلفات الكاتب والأديب والناقد القدير الأستاذ نبيل عودة.
وأخيرا وليس آخرا: إنَّ هذه الرواية ناجحة ومتكاملة ومتناغمة في نسيجها وصياغتها من جميع النواحي والأبعاد، من ناحية الأسلوب واللغة الأدبيَّة الراقية والمنمَّقة، وفي العوالم والآفاق الواسعة والمواضيع الوجيهة والهامة والعميقة والمتشعبة والمتسلسلة، ومن خلال التحليل الفلسفي لشتى المواضيع والقضايا التي نحياها ومن خلال الرؤية الإنسانيَّة الشاملة، ولأجل لغتها السلسة والجميلة والمنسابة والأخَّاذة والحافلة والزاخرة بالتعابير والمصطلحات البلاغيَّة الجديدة والمبتكرة. ونستشفُ في هذه الرواية اللغة الشعريَّة والرومانسيَّة الحالمة، في بعض الفصول والمشاهد منها.
وأستطيع القول: إنَّ هذه الرواية هي من أجمل وأروع الروايات على الصعيد المحلي من جميع النواحي ويحق لها أن تترجم إلى معظم اللغات الأجنبيَّة وَيُكتب عنها الدراسات والأبحاث المطولة… وما هذه المقالة التي كتبتها أنا سوى محاولة متواضعة وسريعة واستعراض خاطف لبعض الأمور والمواضيع التي تتناولها وتعالجها الرواية (المستحيل) حيث أسلط الأضواء على نقاط معيَّنة فقط وليست دراسة مسهبة وشاملة. وأتمنى بدوري أن أكون قد أعطيت لهذه الرواية لو جزءا وحيِّزا صغيرا مما تستحقه فهي رواية على مستوى عال جدا تضاهي روايات كبار الكتاب في العالم العربي والكتاب الأجانب العالميِّين.
(حاتم جوعيه – شاعر وناقد – المغار – الجليل)