يحدث في فلسطين فقط .. !!
تاريخ النشر: 14/10/21 | 1:43بقلم : سري القدوة
الخميس 14 تشرين الأول / أكتوبر 2021.
جرائم سلطات الاحتلال خطيرة ومتنوعة وممارساته للقمع والتنكيل بحق ابناء الشعب الفلسطيني تفوق التصور البشري، ولكن لم يتصور احد ان يقدم الاحتلال على عمل اجرامي بشع يستهدف الموتي في قبورهم ويعيد اخراج جثثهم وينبش قبورهم بدون اي واعز اخلاقي او ديني فكل الشرائع السماوية والقوانين الاخلاقية والإنسانية تحرم هذا العمل القبيح، وان مثل هذه الجرائم لا يمكن ان تشاهدها في بقاع العالم كون ان للميت حرمات وخشوع ورهبة واحترام للخالق الذي يأخذ ودائعه بينما ترى وتشاهد ان اعادة دفن الموتي بعد نبش قبورهم والصلاة عليهم يتم في فلسطين بعد ارتكاب الاحتلال ابشع مجازره بحق موتي المقبرة اليوسفية في القدس المحتلة .
يشكل اعتداء سلطات الحكم العسكري على المقبرة اليوسفية عدوانا على تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية والعالم بإنسانيته كونه يمثل اعتداء على كرامة الانسان وخصوصيته البشرية ولم يكن مشهد تلك الجريمة البشعة والنكراء بتجريف المقبرة اليوسفية في مدينة القدس سوى تعبيرا عن وجهه الاحتلال الهمجي والقبيح الذي يؤكد ساديته وعدوانيته ولا يحترم كرامة الأموات ويعمل بشكل مخالف لكل القيم الانسانية وعملية التجريف وما صاحبها من خروج عظام الموتى ورفاتهم ونبش قبورهم الا دليلا على أن هذا الاحتلال العنصري هو عار على التاريخ وعدو لكل القيم الانسانية ولحقوق الانسان والمجتمع الدولي .
ومهما مارست سلطات الاحتلال من اساليب قمعية تهدف الي تهويد مدينة القدس ومحيطها الا انها ستبقي شاهدة على جرائم الاحتلال وكل ممارساتهم ومحاولاتهم لتهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها الحضارية ستفشل فمقبرة «باب الأسباط» المقبرة اليوسفية تحمل في طياتها تاريخ الامة الاسلامية والعربية وكانت دوما وستبقي تحافظ على الطابع الاسلامي للمدينة المقدسة والتي تحتضن آلاف الشهداء الذين استشهدوا دفاعا عن القدس وكتبوا التاريخ بدمائهم الطاهرة، ويمتد العمر الزمني للمقبرة اليوسفية منذ عهد الأيوبيين الذين حرروا القدس ودحروا الغزاة وكانوا اكبر تحدي لمن يحاول طمس حقائق التاريخ ويعتقد انه بإمكانه جرف هذا التاريخ وتمزيقه، وستبقي تلك الممارسات أكبر شاهد على جرائم الاحتلال ولا يمكن لمن كان ان ينجح في قلب حقائق التاريخ او تغير معالم وهوية القدس العربية الاسلامية فهذه المقبرة ما زالت تحمل النصب التذكارية لشهداء الامة الاسلامية والعربية والجيش العربي الاردني الذين دافعوا عن القدس عام 1967، وشهداء الشعب الفلسطيني الاحرار الذين استشهدوا خلال مجزرة الأقصى عام 1990.
نتوجه بالتحية لجماهير الشعب الفلسطيني المرابط في القدس الذين هبوا للدفاع عن كرامة أمواتنا وشهدائنا في تلك المقبرة وإن أبناء القدس وإبطالها الاحرار لن يسمحوا لهذا الاحتلال المجرم أن يعتدي على حضارة وتاريخ الشعب الفلسطيني الصامد على ارضه، ولا بد من مواصلة العمل لفضح جرائم الاحتلال وأهمية المشاركة في فعاليات الدفاع عن المقبرة لمنع قوات الاحتلال من مواصلة جرائمها .
ممارسات حكومة الاحتلال ومواصلة عدوانها على مدينة القدس وهويتها الحضارية واستمرار مخططها الهمجي القائم على التوسع الاستيطاني لن يجلب للمنطقة سوى الدمار الشامل وإن محاولات التهويد للمدينة المقدسة لن تقلب الحقائق او تغير التاريخ الذي يحمله الشعب الفلسطيني بوجدانه ويحافظ عليه وتتوارثه الاجيال القادمة جيلا وراء جيل، فحضارة القدس قائمة منذ ألاف السنين ولا يمكن ان تمحوها قوة الغطرسة والعدوان والقدس بكل تفاصيلها هي عربية إسلامية لا يمكن لهذا الاحتلال ان ينال منها .