قصّة الأطفال “مزرعة الأصدقاء” والجنوح باللغة
تاريخ النشر: 14/10/21 | 12:04جميل السلحوت:
صدرت عام 2021 قصّة الأطفال “مزرعة الأصدقاء” للكاتبة الفلسطينيّة فاطمة كيوان عن دار الهدى للطّباعة والنشر -كريم. في كفر قرع. وتقع القصّة التي رافقتها رسومات منار الهرم ودققتها لغويّا لينا عثامنة في 24 صفحة من الحجم الكبير، ومطبوعة على ورق مصقول ورسوماتها مفروزة الألوان، وغلافها مقوّى.
أهدتني مشكورة الكاتبة الفلسطينيّة ابنة مجد الكروم فاطمة كيوان ثلاث قصص للأطفال من تأليفها وهي: “رحلات أبي الحروف في الأقطار العربيّة، و”ميمي والصّبيّ الأحدب” و”مزرعة الأصدقاء”.
قرأت القصص الثلاث في جلسة واحدة، وأعجبت بالمضمون التّربويّ النّبيل الذي احتوته، وتوقّفت عند قصّة”مزرعة الأصدقاء” للكتابة عنها، كونها صدرت في هذا العام 2021، ولا أعلم إن كانت هذه القصّة آخر إصداراتها أم لا.
ملخّص القصّة: تدور أحداث القصّة في مزرعة للحيوانات يملكها شخص اسمه أبو سامي، وتحوي المزرعة عدّة أصناف من الحيوانات والطّيور كالماعز، البقر، حمار، كلب، دجاج بطّ وإوزّ، وهناك خلايا لتربية النّحل أيضا. وكل صنف له مكان مخصّص له، وحرصا من صاحب المزرعة على سلامة حيواناته فقد وضع جرسا في رقبة كلبه، كي يلفت صوت الجرس انتباه الحيوانات الأخرى إذا ما تعرّض حيوان منها للخطر من قبل عدوّ مهاجم، فتهرع لنجدته، وهذا ما حصل عندما هاجم ثعلب “عشّ الدّجاج”. وأوّل ما لفت انباهي هو تعليق الجرس على رقبة الكلب! وهذا أمر لم أشاهده ولم أسمع عنه في حياتي في بلادنا ولا في غيرها من البلدان التي رحلت إليها، فالأجراس عادة تعلّق على رقبة “المرياع” الذي قد يكون من الأغنام أو الحمير أو الأبقار، وعادة ما يكون “مخصيّا”، والهدف من الجرس هو لفت انتباه قطيعه كي يلحق به، ولا علاقة له بالحراسة، أمّا الكلب وهو حارس أمين فإنّه يلفت انتباه صاحبه وانتباه الآخرين من خلال نباحه.
وممّا لفت انتباهي أيضا هو الأخطاء اللغويّة في قصّة موجّهة للأطفال، فعلى سبيل المثال كان هناك سوء استعمال لبعض حروف الجرّ، كما ورد في الصّفحة الثّانية:”فهناك بالطّرف الأيمن زريبة البقرة” والصّحيح “في الطّرف”. وورد في السّطر نفسه كلمة”العنزة”، وهي لفظّ عامّيّ دارج، فأنثى الماعز والظّباء والأوعال “عنز”، أمّا “العنزة” فهي :” أطول من العصا وأقصر من الرّمح…….يتوكّأ عليها الشّيخ الكبير”.
كما ورد “خُمُّ الدّجاجات” ص3، وهو و”القنّ” كلمات شائعة في اللهجات المحكيّة، أمّا بيت الدّجاج وبقيّة الطّيور فاسمه “عُشّ”. وورد أنّ الثّعلب “اختبأ خلف بيت الحمار والبقرة” والصّحيح “خلف حظيرة الحمار والبقرة”ص7.
وهنك سوء استعمال للضّمير، فعندما تعارك الدّيك مع الإوزّة في الصفحة الخامسة وضع صاحب المزرعة حاجزا بينهما، وفي الصّفحة السّادسة” بالقرب منهم علّق قفص العصافير…..” والصّحيح هو “بالقرب منها” لأنّ جمع غير العاقل يعامل معاملة المفرد المؤنّث، وتكرّر هذا الخطأ لاحقا في أكثر من موضع منها عندما استيقظت الحيوانات وطاردت الثّعلب الذي هاجم الدّجاج:” وبدأت تلاحق الثّعلب المعتدي حتّى حاصروه في الزّاوية….” والصحيح” حتّى حاصرته”. وتكرّر هذا على طول السّطرين الأخيرين في القصّة ص23. وورد في القصّة أنّ الحيوانات عندما حاصرت الثّعلب” وفي هذه اللحظات كانت الحيوانات جميعًا قد أحاطته” ص12، والصّحيح “جميعُها”، لأنّها توكيد لفظيّ يتبع ما قبله في إعرابه.
وممّا جاء في القصّة ” سمع العمّ أبو سامي أصوات الحيوانات، وسمع أصوات حوافرها وهي تركض”ص16. والحافر للحمار وللبغل وللفرس، وفي القصّة حمار وبقر وماعز وكلب وطيور، وبما أنّ للحمار حافرا فإنّ للبقرة والماعز ظلف وهو” الظُّفْرُ المشقوق للبقرة والشاةِ والظَّبْي ونحوها، وللكلب وللطيور مخالب. وبما أنّ القصّة موجّهة للأطفال، حبّذا لو أنّ الكاتبة وضعت أسماء أصوات الحيوانات التي وردت في القصة طقولنا: نباح الكلب، خوار البقرة، ثغاء الماعز، صياح الديك، نقنقة الدّجاجة، زقزقة العصافير، هديل الحمام…إلخ.
الأسلوب: استعملت الكاتبة أسلوب السّرد القصصيّ الذي لا يخلو من التّشويق.
الرّسومات والإخراج: الرّسومات التي خطها قلم منار تعيرات جميلة وتناسب النّصّ، والإخراج جميل أيضا، وحبّذا لو أنّ دار النشّر تستغني عن كتابة كلمة “تأليف” أمام اسم الكتّاب على الغلاف، فلا داعي لكتابتها فهي مفهومة، ولا داعي لكتابتها.
كل الشكر للكاتب الكبير الشيخ جميل السلحوت ولكن هناك العديد من المعاجم التي ذكرت
ان(( الخم ))هو بيت الدجاج .
وان كلمة عنزة تصلح وليست خطا وجمعها عنزات.
وكنت اتمنى من الكاتب ان يكتب عن الاهداف التربوية والمغزى وليس فقط عن الناحية اللغوية فالف شكر له ولقرائته الثاقبة