إحذروا من المعلومات المضللة بحق العرب.. وأمة إقرأ تقرأ ولا خوف عليها-بقلم:أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/10/21 | 12:14كثيرة هي الاتهامات التي يلصقونها بالعربي لإظهاره أنه المتخلف الأكبر في هذا العالم. فهناك من يقول أن العربي لا يقرأ. فمن أين أتى هذا الاتهام؟ وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه دايان قال ذات يوم: “العرب شعب لا يقرأ، واذا قرأ لا يفهم، واذا فهم لا يطبق”. وظل الناس يتداولون هذا الوصف الكاذب ويروجون له. لكن دايان لم يعتمد على أي شيء لإثبات رأيه أو للبرهان على صحة كلامه، إنما انطلق من مجرد العداء للعرب.
حتى أن منظمة “هيتما” للتنمية الثقافية والإجتماعية العالمية أصدرت تقريراً في العام 2010 ذكرت فيه أن العربي لا يقرأ أكثر من 6 دقائقَ سنوياً مقابل 200 ساعةٍ للأوروبي الذي يقرأ بدوره 2000 ضعف ما يقرأه العربي، ولم ينتج كعالم عربي في سنوات من الكتب ما تنتجه دولة أوروبية واحدة في عام واحد. وهذه المنظمة لم تقدم دليلاً واحداً على معلوماتها المضللة، وكان الهدف من التقرير إظهار العرب وكأنهم متخلفين، علماً بأن رئيس المستشارين في الأمم المتحدة الدكتور هاني تركي، قال ان هذه المعلومات بعيدة عن الواقع وإنها لم تبنَ على أسس منطقية.
خلال منتدى أبو ظبي للنشر، وحسب تقرير نشرته صحيفة (البيان) الإماراتية رفض الدكتور هاني تركي الأرقام والنتائج لوضع القراءة عربياً وأكد :” أن الباحثين حاولوا معرفة الأسس التي بني عليها تقرير عام 2010 السابق والمرجعيات التي اعتمد عليها فلم يعثروا لها على أي أساس، سوى قناعة تريد أن تكرس في الإنسان العربي إحساسه بالدونية إزاء الآخر”
هذه الإفتراءات عن العربي تحولت وللأسف إلى مقولة “«أمة اقرأ، لا تقرأ» ولاقت قبولاً لها عند البعض أو لدى الكثيرين من ضعيفي النفوس. لكن مؤسسة ” مؤشر القراءة العربي” ذكرت في بيان لها حول هذا الموضوع معلومات تتنافى كلياً مع معلومات “التنمية الثقافية والاجتماعية” فقد قالت: ” أن لبنان ومصر والمغرب والإمارات احتلت قمة الترتيب بالتسلسل، وبواقع 29 كتاباً للفرد اللبناني سنوياً، و27 كتاباً للمصري والمغربي، و24 للفرد الإماراتي، أي بمتوسط 16 كتاباً للمواطن العربي، بينما بلغ متوسط ساعات القراءة 35 ساعة وليس 6 دقائق، وتراجع متوسط قراءة الأوروبي حسب التقرير إلى 4 أضعاف ما يقرأه العربي، وليس 2000 ضعف حسب تقرير 2010″.
والملاحظ أن العرب يتعرضون باستمرار لحملات سلبية مقصودة. فالاتهام بالتخلف ليس الاتهام الوحيد الذي يواجهه العربي، فهناك اتهام آخر يوجه للعربي في الفترة الأخيرة وهو إظهار العرب أنهم أكثر شعوب العالم مشاهدة للأفلام الإباحية علماً بأن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة بتاتاُ بشهادة كبرى مؤسسات تصدير وإنتاج الأفلام الإباحية، والتي تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي تتصدر المركز الأول في مشاهدة أفلام الجنس وليس العرب.
موقع Pornhub أشهر مواقع الأفلام الجنسية عالميًا، تطرق في تقريره الإحصائي السنوي الخامس إلى الدول الأكثر مشاهدة للأفلام الجنسية، حيث تبين من معلومات التقرير أن الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على المركز الأول في قائمة الدول الأكثر مشاهدة للأفلام الجنسية، وذلك على مدار سنوات. وبنسبة مشاهدة تصل لثلاثة أضعاف المركز الثاني الذي استقرت فيه بريطانيا ، يليها في القائمة الهند ثم اليابان.
النقطة المهمة في التقرير أن قائمة أعلى 20 دولة مشاهدة للأفلام الجنسية على مستوى العالم لا تتضمن دولة عربية واحدة، ولا يوجد أية دولة شرق أوسطية. هذا يعني أن اتهام العرب هو اتهام باطل.