استقدام أطباء يهود من الخارج.. خطوة عنصرية بامتياز| بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/10/21 | 8:55يوجد قول يتردد على ألسنة الكثير من الناس خلال أحاديثهم مع بعض وهو:” من رابع المستحيلات” وهذا يعني وجود ثلاثة مستحيلات لدى العرب. وتقول المعلومات أن المستحيلات الثلاثة هي : الغول والعنقاء والخل الوفي. وأنا أريد أن أصيف عليهم مستحيلاً آخر وهو أن تصبح إسرائيل خالية من العنصرية تجاه العرب. فهذه الدولة التي أطلقت هي على نفسها دولة اليهود قائمة على العنصرية التي يعود منبتها للفكر الصهيوني.
إسرائيل تشكو دائماً من نقص في الأطباء في الجهاز الصحي، رغم وجود المئات من الأطباء العرب لا تتاح لهم إ‘مكانية العمل. وبدلاً من أن تسعى السلطات المختصة لاستيعابهم في أماكن صحية لسد النقص، فإن هذه السلطات تريد استقام أطباء يهود من الخارج. والدولة التي تحترم نفسها ومواطنيها تهتم أولاً بكوادرها ومن تم بكوادر أجنبية.لكن العنصرية الإسرائيلية تلعب دوراً هاما في هذا الخصوص.
صحيفة “يديعوت احرنوت” قالت في عددها الصادر الأربعاء الماضي، “إن مخطط استقدام مائة طبيب يهودي من دول العالم سنويا، وخاصة من أوروبا الشرقية يحتاج سنويا الى 200 الف دولار، كي يتم تأهيلهم لاجتياز امتحان الطب الإسرائيلي الصعب، ومن ثم انخراطهم في جهاز الصحة الإسرائيلي”.
ومن المؤكد أن الوجود العربي الطبي وتفوق الأطباء العرب، لم يرق للسلطات الإسرائيلية المعنية، ولذلك تحاول حكومة إسرائيل المدعومة من القائمة العربية الموحدة التي يرأسها منصور عباس ، التقليل من هذا الوجود واستبداله بأطباء يهود. قمة العنصرية. وعلى ذمة الصحيفة:” وضعت الوكالة الصهيونية مخططا لاستقدام أطباء يهود من العالم، وأوكلت المهمة لشركة تابعة للوكالة الصهيونية “حافايا ليسرائيل”، التي تعمل بالتعاون مع كلية “ييداع”، في مستشفى رمبام في حيفا ، وحتى الآن تم استقدام 600 طبيب من يهود العالم”.
مدير عام شركة حافايا ليسرائيل،وحسب الصحيفة، قال إن شركته ضمنت حاليا 80 طبيبا يهوديا جديدا، على استعداد للعمل في إسرائيل، ومن بينهم من يريد أن يتسجل كمهاجر لإسرائيل، ليعملوا في المستشفيات وشبكات العيادة الإسرائيلية.
هذه المخططات الحكومية تنطلق بدون شك من قناعات عنصرية ضد الأطباء العرب، الذين أثبتوا جداراتهم خلال ممارساتهم للمهنة. وقد جاء في تقرير رسمي لجمعية “الجليل” للبحوث الصحية صدر في شهر مايو/ أيار عام 2019 أن الإقبال العربي على مهنة الطب قد تصاعد بشكل كبير:
ففي العام 2000 بلغ عدد الأطباء في إسرائيل 26214 طبيبا (الرقم يشمل كل الأطباء بمن فيهم من خرجوا للتقاعد) منهم 1527 طبيبا عربيا أي 6 في المئة، وفي العام 2010 ارتفع العدد إلى 31188 طبيبا منهم 2319 طبيبا عربيا أي7 في المئة من مجمل الأطباء. واستمر الارتفاع أكثر مما هو لدى اليهود. ففي عام 2017 بلغ عدد مجمل الأطباء في البلاد 37400 طبيب منهم 3921 طبيبا عربيا أي 10 في المئة وهي نسبة ترتفع إلى 13 في المئة من الأطباء العاملين (دون جيل الـ 67).
أداء الطواقم الطبية العربية في عصر «كورونا». أثار اهتماماً ملحوظاً في وسائل الإعلام العبرية، صحيفة “هآرتس” كانت في منتهى الوضوح والعقلانية في هذا الموضوع، إذ قالت في تقرير لها في شهر مارس/آذار العام الماضي:”إن المعطيات تظهر أنه من دون أصحاب المهن الطبية من أبناء المجتمع العربي فإن جهود إنقاذ ال حياة كانت ستتعرض لضربة شديدة”.
لكن بسبب العنصرية المتجذرة في الوسط اليهودي ولا سيما في مؤسسات الدولة، فهناك رفض عنصري للنجاح العربي في مهنة الطب، الأمر الذي أدى للتفكير في تقليل نسبة الأطباء العرب. وهذه العنصرية ليست جديدة في الوسط اليهودي ويعيشها العربي منذ تأسيس الدولة، لأن العنصرية الإسرائيلية هي من منابت الحركة الصهيونية كما أن هذه العنصرية تنطلق من تعاليم التوراة والتلمود، التي تقول” ان الأرواح غير اليهودية هي أرواح شيطانية تشبه أرواح الحيوانات”. إذاً، لا حاجة للاستغراب من ممارسات إسرائيل العنصرية تجاه الأطباء العرب.