رسائل حسن نصر الله في خطاب الساعتين… مائة ألف مقاتل لدى حزب الله- أحمد حازم

تاريخ النشر: 19/10/21 | 9:38

الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، يوم أمس الإثنين يحمل رسائل سياسية مختلفة منها التحذيرية ومنها اتهامات ومنها أيضاً اعترافات. في خطابه الذي استغرق بالضبط ساعة واحدى وخمسين دقيقة، خصص نصر الله منها ساعة ونصف للحديث عن القوات اللبنانية. وكعادته في كل مرة لم يذكر نصر الله اسم سمير جعجع بل اكتفى بالقول رئيس اللوات اللبنانية. وقد يكون سبب تجاهل ذكر اسم رئيس القوات اللبنانية يعود إلى الحقد الكبير الذي يكنه نصر الله لعدوه السياسي سمير جعجع، لدرجة أنه يأبى على نفسه ذكر اسمه، رغم أنه تحدث اكثر من مئة مرة عن القوات اللبنانية ورئيسها.

السبب الذي دعا نصر الله إلى إلقاء الخطاب، هو الاشتباكات التي وفعت الخميس الماضي في (الطيونة) في ضاحية عين الرمانة إحدى ضواحي بيروت المسيحية، والتي سقط قيها سبعة قتلى من حزب الله وحركة أمل الشيعيتين، والتي اتهم في إشعالها عناصر من ميليشيات القوات اللبنانية. وحملها مسؤولية الأحداث الدامية.

نصر الله دخل في تفاصيل دقيقة عن الإشتباكات وعن القوات اللبنانية. فقد اتهم هذه القوات وزعيمها بالتحريض وإثارة قلق المسيحيين، بقوله:” “البرنامج الحقيقي لحزب القوات اللبنانية هو الحرب الأهلية، لأن الحرب الأهلية هي التي ستؤدي إلى تغييرات ديموغرافية تحشر المسيحيين، في منطقة معينة لإقامة كانتون مسيحي وإقامة دولة مسيحية وغيتو مسيحي، يهيمن عليها حزب القوات اللبنانية ولا مكان فيها لأحد آخر”.

وخاطب نصر الله المسيحيين في لبنان قائلا: ” إن كل من يريد أن يقدم لكم الشيعة والمسلمين كأعداء فهذا ظلم وافتراء ولغم كبير في البلد، لأن أكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان هو حزب القوات اللبنانية ورئيسه وحلفاؤه الإقليميون والدوليون، وأكبر تهديد لأمن المجتمع المسيحي هو هذا الحزب ورئيسه وراجعوا التاريخ القريب”.

ويبدو أن نصر الله رأى نفسه مضطراً إلى الكشف عن عدد عناصر الميليشيا الموجودة لدى حزب الله. فقد قال في خطابه، أن الهيكل العسكري لحزب الله يتشكل من مائة ألف مقاتل، بدون انصاره ومحبيه ومن دون جسمه الطلابي والمهني والتسوي، وهؤلاء موجودون لردع جعجع عن اللجوء الى الحرب الاهلية “وأنا مضطر أن أكشف هذا الرقم لأول مرة لأمنع الحرب الأهلية وليس للتهديد بها”. حسب قوله.

نصر الله خاطب سمير جعجع بصورة تحذيرية يشتم منا رائحة تهديد بقوله:” لا تخطئوا الحساب، اقعدوا عاقلين، وتأدبوا وخذوا عبرة من كل حروبكم وعبرة من كل حروبنا”. والسؤال المطروح: لماذا تطرق نصر الله لأول مرة إلى عدد قواته في ميليشيا حزب الله؟ كلام نصر الله أو بالأحرى اعترافه بهذه المعلومة، جاء رداً على ما ورد في خطاب سابق لريس القوات اللبنانية سمير جعحع الذي قال “أنه يملك جيشاً قوامه خمسة عشر ألف مقاتل ويستطيع به مواجهة حزب الله الذي هو الآن اضعف من منظمة التحرير الفلسطينية قبل الاجتياح الصهيوني عام 1982″. حسب ادعائه.

في هكذا تطورات للمواقف يتطلب الأمر العودة إلى التاريخ: في الثالث عشر من أكتوبر /تشرين أول العام الماضي ذكرت صحيفة (الأخبار) اليومية اللبنانية أن جعجع التقى السفيرة الأمريكية في لبنان، ميشيل سيسون في التاسع من شهر مايو/ أيار 2008، وقال لها جعجع، «إنه يريد التأكد من أن
واشنطن
على علم بوجود 7000 إلى 10000 مقاتل مدربين من القوات اللبنانية وجاهزين للتحرك، «ويمكننا القتال ضد حزب الله وأنه بحاجة إلى دعم الولايات المتحدة للحصول على أسلحة لهؤلاء المقاتلين”. هذه المحادثة بين السفيرة وبين جعجع كشفها موقع ويكيليكس عام 2011 ونشرتها «الأخبار» في عددها الصادر يوم 5 نيسان من العام نفسه.

إذاً الملاحظ أن عدد ميليشيات القوات اللبنانية وحسب المعلومات التي أوردها جعجع، قد تضاعفت منذ العام 2008 حتى اليوم. ويبدو أن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع يحتمي بالولايات المتحدة ويضرب بعصاها في لبنان، تماما كما يحتمي نصر الله ب
إيران
ويضرب بسيف ملالي طهران؟

والسؤال المطروح: فيما لو وقع في لبنان ما لا يحمد عقباه واستطاع جعجع من خلال “جعجعاته” المتكررة جر لبنان إلى حرب، وفقد نصر الله صبره، فماذا ستكون يا ترى نتيجة المواجهة العسكرية بين ميليشيات ولاية الفقيه وبين من يؤمنون بدولة تمثال الحرية؟

وقبل التفكير في جواب على هذا التساؤل، علي التذكير بما قاله وليد جنبلاط ذات يوم في حوار تلفزيوني: “أي شخص من أي طائفة يفكر في مغامرة عسكرية في لبنان هو مجنون”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة