فعلت خيراً أيمن عودة ولكن.. أين نواب المشتركة الآخرون؟- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 20/10/21 | 9:02عضو الكنيست إيتمار بن غفير، من حزب “الصهيونية الدينية” المتطرفة الكارهة والحاقدة على الفلسطينيين، والذي يريد إخراجهم من الأرض الفلسطينية، هو نفسه بن غفير الذي أراد زيارة الأسير الفلسطيني مقداد القواسمي، في مستشفى كابلان الإسرائيلي، بعد أن عرف أن القواسمي مضرب عن الطعام منذ تسعين يوما، ولا يزال على قيد الحياة.
هذا اليميني المتطرف بن غفير، أراد اقتحام غرفة الأسير المضرب عن الطعام بالقوة، ليس من ناحية إنسانية، بل ليرى كيف أن هذا الأسير لا يزال حياً بعد شهور بدون أكل، ومن المؤكد ليسمعه كلاماً عنصرياً. حتى أن الموقع الإلكتروني للقناة 7، ذكر أن بن غفير قال -باستهزاء- إنه سيحضر للمستشفى كي يشاهد “عن قرب معجزة الشخص (وصفه بالمُخرب) الذي لم يأكل منذ عدة أشهر وبقى على قيد الحياة”. فهل توجد وقاحة أكثر من هذه؟
صحيفة “معاريف” وغيرها من وسائل إعلام عبرية نشرت فيديو لعضو الكنيست بن غفير، وهو يحاول اقتحام غرفة الأسير المضرب عن الطعام. في مستشفى كابلان لكنّ رئيس القائمة المشتركة النائب أيمن عودة، منعه من اقتحام غرفة القواسمي، الذي لا يرفض الأكل فقط بل ويرفض تلقي العلاج مما يسبب له مشاكل صحية.
النائب أيمن عودة أعلن أنه تلقى رسالة تقول ان بن غفير سيكون في مستشفى كابلان الساعة الحادية عشر يوم أمس الثلاثاء، لرؤية الأسير المضرب عن الطعام في غرفته بالمستشفى. فطلب أيمن من مرافقه تغيير وجهة سفره والذهاب فوراً إلى المستشفى.
من خلال هذه الرسالة يتبين أن بن غفير كان يريد لفت الانظار إليه إعلامياً وخصوصاً انه يعرف أن الخبر لن يمر مر الكرام وأن ضجة ما ستحدث سيكون هو “بطلها”. وبالفعل وقع ما تكهن به بن غقير. ولكن لماذا أخبر بن غفير الإعلام في وقت كان بإمكانه أن يذهب بدون ضجة. هدف بن غفير كان واضحاً وهو استفزاز العرب وإحداث ضجة وتركيز الكاميرات والإعلام عليه في فعلته الشنيعة. وقاحة لا مثيل لها.
الغريب في الأمر، أن البعض في وسائل التواصل الاجتماعي يرى أنه كان من المفروض بأيمن عودة أن لا يستخدم يديه ضد بن غفير ويدفعه، لأن هذا ما كان يريده بن غفير. وأعتقد أن أيمن عودة تملك أعصابه عندما قام فقط بدفع اليميني المستفز بن غفير. فماذا يريد يميني متطرف حاقد من زيارة أسير فلسطيني مضرب عن الطعام سوى الاستفزاز؟
بدون شك مدير المستشفى كان متواطئاً مع العنصري بن غفير عندما اصطحبه للدخول لغرفة الأسير المضرب القواسمي، ويجب محاسبته على فعلته لأنه يعرف تماماً من ناحية قانونية كمسؤول عن المستشفى، أنه ممنوع منعاً باتا زيارة مريض بدون إرادته. فكيف يتصرف مدير المستشفى بهذا الشكل؟ تصوروا أن مدير المستشفى أراد تبسيط الأمر لأيمن عودة، وقال له: “سأكون معه في غرفة القواسمي” لكن أيمن رفض رفضاً قاطعا، حيسب أقوال له في حديث إذاعي.
نقطة أخرى نريد تفسيراً لها: يقول أيمن أنه تلقى خبر زيارة بن غفير للقواسمي، عبر الهاتف. لغاية هنا الأمر عادي. ومن الطبيعي أن يكون النواب العرب الآخرين في المشستركة (وغير المشتركة) أن يكونوا قد تلقوا أيضاً نفس الرسالة. ولكن لم يكن أحداً في المستشفى غير أيمن عودة. بمعنى لو لم يكن أيمن عودة هناك لما كان أحد في مواجهة بن غفير.
والسؤال المطروح: لماذا لم يتواجد أي عضو كنيست عربي غير أيمن وبالتحديد أعضاء القائمة المشتركة في المستشفى لردع اليميني بن غفير؟ قد يقول أحدهم (كحجة) لم نتلق الرسالة. ولنفترض هذا صحيحاً، فلماذا لم يقم أيمن عودة نفسه بإبلاغ زملائه في المشتركة ليكونوا مع بعضهم هناك؟ سؤال بحاجة إلى جواب.
أنا لا أتصور أن حدثاً مثل هذا لم يعلم به سوى أيمن عودة وحده. وقد تكون عدم مشاركة أعضاء كنيست عرب في مواجهة بن غفير لها أسباب سياسية أخرى تتعلق بالإئتلاف الحكومي، ولذلك عتبنا على بقية أعضاء القائمة المشتركة الذين ظلوا بعيدا عن المشاركة التي كانت ستحظى بردود فعل أكثر وأقوى لو كانوا مع بعض.