يجرفون المقابر ويبنون المستوطنات.. ومنصور عباس لا يرى ولا يسمع- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 26/10/21 | 12:07مشهد الأم الفلسطينية التي تمسكت بقبر إبنها في مقبرة اليوسفية في القدس، مدافعة عنه أمام عناصر من الشرطة الإسرائيلية اولوا إبعادها عن القبر لفسح المجال للجرافات الإسرائيلية بجرفه، هذا المشهد، على الأكثر لم يره منصور عباس.
وحتى لو رآه لن يتحرك له جفن، لأن الحكومة الإسرائيلية التي هو جزء منها موافقة على جرف قبور اليوسفية. فأي مسلم هذا يرى جرف قبور إسلامية أمام عينيه ولا يتحرك إحساسه؟ وأي مسلم هذا الذي يرى ما يحدث للأحياء والأموات من الفلسطينيين، ولا يظهر ردة فعل؟
القائمة العربية الموحدة أعلنت الأحد الماضي عن التوصّل الى اتفاق جديد مع وزارة الإسكان الإسرائيلية، وبموجبه ستتم إضافة ميزانية بقيمة أكثر من 2 مليار شيكل للبلدات العربية لتطوير الإسكان والتخطيط والبناء، اضافة الى تخصيص ميزانية مستقبلية بقيمة 400 مليون شيكل،ستضاف الى ميزانية 2023/2024 المستقبلية” بحسب الموحدة. في المقابل أعلنت “دائرة أراضي إسرائيل” الأحد الماضي بايعاز من وزير الاسكان زئيف إلكين عن طرح مناقصات لبناء 1355 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية ستقام في سبع مستوطنات.
عباس تباهى بأنه حصل على الفتات. ونسي أو تناسى أن دعم المجتمع العربي ليس منية من أحد، وهو واجب على الحكومة لأن المجتمع العربي هو جزء من المجتمع الإسرائيلي المكون للدولة، التي من المفترض أن تقوم بواجباتها تجاه مجتمعها بأكمله.
عباس يفتخر هو وأعضاء فرقته الكنيستية، بما “رمت لهم ” الحكومة، بمعنى أنه يهتم فقط “بالمصاري” ولا تهمه الأرض الفلسطينية. فهو سمع ورحب بقراري توفير مليار ونصف المليار شيكل، إضافة إلى حوالي 2.6 مليار شيكل، لكنه على ما يبدو لم يسمع ولم يقرأ البيان الذي صدر عن مكتب الكين الي رحب فيه بتوسيع الاستيطان وتعهد بـمواصلة الحفاظ على الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية وتعزيزه.
كما أن العنصري ألكين، أفهم عباس في البيان بكل وضوح” إن تعزيز وتوسيع الاستيطان اليهودي في الضفة الغربية أمر ضروري ومهم للغاية وفي صلب المشروع الصهيوني”. فهل يفهم عباس هذا الكلام أم أن “المصاري عمت قلبه” عن قضايا مهمة لشعبه؟
جهات عربية وأوروبية وجمعيات سلام محلية وأجنبية أدانت قرار مواصلة بناء المستوطنات باعتباره مخالفا لكل قرارات الشرعية الدولية، إلا منصور عباس لم يصدر أي بيان ‘دانة ولم يتقدم بأي تصريح حول قرار بناء مستوطنات جديدة وكأن الحدث جرى في منطقة أخرى.
الذين يصنعون التاريخ هم قادة حرروا بلادهم من الاستعمار أو حققوا انتصارات على أعدائهم. هكذا نفهم من يصنع التاريخ. لكن بمفهوم منصور عباس فالأمر يختلف تماماً. ولم أكن أتصور يوماً أن تفكير منصور عباس هو بهذا المستوى المتدني جداً فيما يتعلق بصناعة التاريخ, فقد صرح منصور عباس “إنّنا نصنع التاريخ”، طيب ليش يا شيخ منصور؟ لأنه حصل فقط على مبالغ متواضعة للمجتمع العربي. هكذا يصنع التاريخ بنظر منصور عباس. أليس هذا الموقف مهزلة؟
نقطة أخرى لا بد من التطرق إليها وهي زيارة وزير الخارجية يائير لابيد للنقب يوم الخميس الماضي، والتي تحدث عتها منصور عباس باعتزاز. فقد قال عباس حرفياً، حسب ما ورد في موقع العرب في الثاني والعشرين من الشهر الحالي: إنّ زيارة لابيد “جاءت من أجل دراسة القضايا التي تهم أهلنا في النقب ونأمل بالاعتراف عما قريب بثلاث قرى”.
كلام فاضي. يعني أول شيء يريده لابيد دراسة القضايا، وكأن الوضع في النقب هو جديد وغير معروف، ومن بعدها سيرى ما سيحصل. ويأمل عباس، (انتبهوا للصياغة) يأمل في الاعتراف بثلاث قرى بدوية مسلوبة الاعتراف. ما هذا يا شيخ منصور؟ لماذا الكذب والخداع؟ أنتم ذكرتم في اتفاق الائتلاف أنه سيتم الاعتراف بثلاث قرى خلال ثلاثة شهور من تشكيل الحكومة، واليوم تقول لنا أنك تأمل في الاعتراف؟
وقال عباس أيضاً لموقع لعرب:” دخلنا إلى الائتلاف الحكومي من أجل حماية وجودنا، أمنا، هويتنا، حقوقنا ومكاسب مجتمعنا العربي.” كلام ظاهره جيد. لكن بالله عليك يا شريك في الحكومة الإسرائيلية: هل السكون عن الاستيطان هو لحماية وجودنا؟ وهل السكوت عما يجري في القدس والأقصى هو من أجل احفاظ على هويتنا؟ ,وهل إدخال (الشاباك) بصورة شرعية إلى مجتمعنا العربي هو للحفاظ على أمننا؟ أسئلة مشروعة بحاجة إلى أجوبة.
كتب: الإعلامي أحمد حازم