الموحّدة: ندعو مجتمعنا بالإلتفاف حولنا
تاريخ النشر: 28/10/21 | 8:31أيام مصيرية تمر بمجتمعنا العربي، ففي كل يوم تقريبًا هناك قرار هام من شأنه أن يحدث تغييرًا للأفضل في مجال من المجالات الحياتية لمجتمعنا ولأبناء مجتمعنا. قبل أيام قليلة، تم إقرار خطة اقتصادية ضخمة لصالح المجتمع العربي، لم يكن لها مثيل في تاريخ البلاد، كما وتمّ إقرار ميزانية خاصة لمكافحة العنف والجريمة، وتمرير قانون ربط البيوت غير المرخصة بالكهرباء بالقراءة التمهيدية، ونشهد إقرار توسيع مسطحات في البلدات العربية من خلال قانون الفتمال، وإقرار ميزانية غير مسبوقة في مجال التربية والتعليم والتي من شأنها أن تحقّق قفزة نوعيّة بجهاز التربية والتعليم في المجتمع العربي، كما وستوفّر آلاف الوظائف لأبناء مجتمعنا، وغيرها من الإنجازات التي لا مجال لحصرها في منشور واحد، وقرارات هامّة جدًّا سترى النور بإذن الله عمّا قريب. أيّام مصيريّة بكلّ ما تحويه الكلمة من معانٍ.
أبناء شعبنا الكرام، كما ترون فإنّ التغييرات حاصلة في مجتمعنا، بأساليب مدروسة وبمنهجيّة واضحة. لكن مع الأسف، تصرّ أحزاب المشتركة على الحفاظ على أساليب المناكفات والتمثيل واستراتيجية الإحراج، ومحاولات تسجيل المواقف من خلال استغلال عدم معرفة الناس بكل تفاصيل الأمور والعمل البرلماني، وخلق بلبلة من خلال تزييف الحقائق لتشويه الإنجازات، ولإثارة كلّ ما يمكن أن يعيق تحصيل حقوق أبناء مجتمعنا، ويرون أنّ كل الوسائل مباحة حين يكون الهدف ضرب مسيرة الموحّدة.
لا نريد أن نعود للوراء كثيرًا، ولكن سنذكركم بما حدث في التصويت الأول على قانون الكهرباء، حيث قلنا حينها أنّ القانون المقترح مؤقت ومرهون بفترة زمنية محدودة، ويخدم البيوت التي بُنيت قبل 1987، ولهذا لم ندعمه لأنّنا أردنا الأفضل وبدعم الائتلاف لضمان تمريره. واليوم ترجمنا ما أردناه واقعًا وعملًا، فقد نجحنا بتمرير قانون شامل يخدم الغالبية العظمى من أبناء شعبنا، وهو غير مرهون بمدّة زمنية ولا بتغييرات حكوميّة، ولا بتوقيع من وزير الطاقة كما كان اقتراح المشتركة.
ونذكّر أيضًا بما حصل قبل أسبوع باقتراح لجنة تحقيق في قضية تعيين المعلمين العرب، وتسويقه وكأنه حلّ منقذ لمجتمعنا وأنّنا نحن من يعارض هذا الحل السحري، وهو بالأساس ما جاء إلّا لإفشال قرار بميزانية ضخمة تقدر ب 9.4 مليار شيكل تدعم بناء الكثير من المؤسسات وتوظيف كم هائل من المعلمين والذين دون شك لن تفيدهم أي لجنة تحقيق بالتعيينات. وغيرها وغيرها من التصرفات غير المسؤولة والتي بات الهدف منها واضحًا، حيث يريدون إحراجنا وإحداث ضجّة لا تضرّ بالموحّدة شيئًا، بل قد تضرّ وتعيق في مصلحة مجتمعنا العربي.
من هنا، ومن باب المسؤولية التي حملناها غير آبهين بالسهام الموجّهة إلى صدورنا، نتوجه لأبناء وبنات مجتمعنا للالتفاف حول القائمة العربية الموحدة ودعم جهودها، سواء كانوا من مؤيديها أو لم يكونوا، فبالنهاية مصلحة مجتمعنا العربي فوق كل شيء وفوق كل اعتبار، وكل ما تحصّله الموحدة هو لجميع أبناء وبنات هذا المجتمع، بغض النظر عن الدين أو البلد أو الحزب، ونحن نعلم يقينًا أنّ قرارات هذه الأيام من شأنها إحداث تغيير كبير لصالح مجتمعنا حاضرًا ومستقبلًا، وجزء من هذا التغيير سنشعر به في القريب العاجل وجزء يحتاج إلى وقت لنرى ثماره على أرض الواقع.
ومن هنا أيضًا، نتوجه إلى أحزاب القائمة المشتركة بنداء المسؤولية، ونناديهم لأن يكونوا جزءًا من مسيرة التغيير المجتمعي، فما زالت أمامنا فرصة لتحقيق الكثير في هذه الفترة. لنضع الخلافات والمناكفات جانبًا، ولنتعامل مع المواضيع المطروحة بموضوعيّة ومسؤوليّة، بعيدًا عن الأساليب الشعبوية والشعارات التي لا تسمن ولا تغني. ما قد يراه أعضاء المشتركة بعيدًا، نراه نحن قريبًا وقريبًا جدًّا.
نعي أنّ مشاكل مجتمعنا كثيرة، نحن نعيش هذه المشاكل وهذا الهمّ يوميًّا. لهذا، نحن نعمل وفق سلّم أولويات وقدر المستطاع. ونحن واقعيّون، نعلم أنّ التغيير لا يمكن أن يحصل دفعة واحدة، ولا يمكن حلّ كلّ المشاكل والقضايا مرّة واحدة وبفترة قصيرة، لكننا نعلم أيضًا بأننا نسلك الطريق السليم بوضوح وثبات ودعم شعبيّ كي نصل إلى تحسين أحوال مجتمعنا في كافّة مجالات الحياة وعلى جميع الأصعدة.
خطابنا واقعي، أسلوبنا حضاري، نعي كيف نجمع بين العمل البرلماني وبين العمل الميداني، نحن حاضرون في كليهما، ونسأل الله أن نقابل أحزاب المشتركة ومركّباتها في إحدى هذه الساحات عاملين ومنجزين لأبناء مجتمعنا ولصالح قضاياه الحارقة.