مؤتمر بناء الشخصية للطالب الجامعي
تاريخ النشر: 23/10/11 | 9:27غصت قاعة مركز العلوم والفنون في مدينة أم الفحم بلفيف من الطلاب الجامعيين العرب وشخصيات أكاديمية عدة قدموا للمشاركة في المؤتمر السنوي الطلابي الذي تنظمه جمعية اقرأ لدعم التعليم في مجتمعنا العربي للعام الثامن على التوالي حيث حمل عنوان “الطالب الجامعي العربي وبناء شخصيته المعرفية والثقافية” والذي اختير كموضوعِ للبحث والنقاش، استضافت خلاله عدداً من الباحثين والمحاضرين والمختصين من الداخل الفلسطيني.
وقد طرحت اقرأ من على منصتها في خضم فعاليات المؤتمر موضوعات تهدف إلى بناء شخصية الطالب الجامعي و توعيته وتثقيفه وتوسعة آفاقه ليغدو منتجاً فعالاً ومبادراً يصنع التغيير بنفسه ويعمل على التميز والارتقاء بمجتمعه ويتفاعل مع المتغيرات التي تدور حوله باعتباره سفيراً له والمرشح ليتولى زمام قيادته .
تولى عرافة هذا اليوم الأخ هيثم محاميد الذي أثنى على الطلاب سلوكهم طريق العلم مستشهداً فضله في ميزان الدين، وثمن دور اقرأ الرائد في تذليل العقبات أمام الطالب العربي، حاثاً الطلاب على الاستمرار في هذه المسيرة والطموح للارتقاء والتميز..وبآيات مباركة من الذكر المبارك تلاها الطالب أدهم مصاروة تم افتتاح المؤتمر .
الأستاذ نسيم بدارنة رئيس جمعية اقرأ ابتدأ كلمته بالترحيب بالطلاب والحضور الذي دل قدومهم على الإيمان بفكرة اقرأ، ووجه حديثه إلى الشباب بنعتهم أنهم ربيع العطاء، منوهاً إياهم إلى حالة الانسحاب من ساحة التأثير، في ظل قضايا تؤرق المجتمع العربي وتدعو للقلق تستدعي الاهتمام بها كظاهرة العنف، لذا ينبغي عدم الانسحاب والعمل على التجديد الدائم وغرس الهمة في النفوس نحو التأثير .
أما الدكتور مهند مصطفى فقد طرح موضوع البحث العلمي لدى الطلاب العرب، مستذكراً أن الحضارة التي أنتجت البحث العلمي وساهمت في التأصيل المنهجي المنظم هي الحضارة الإسلامية، وقد استعرض نقاطاً عدة حول موضوع البحث والإطار النظري والمنهجية البحثية، ذاكراً أن معظم أبحاث الطلاب العرب تخص المجتمع العربي، ومعظمها مبنية وفق المنهج الاستنباطي الذي يعتمد على اقتباسات لمصادر أخرى مما يضعف البحث، كما أن أبحاثاً كثيرة تصب في تأكيد النظريات الغربية، وأردف أنها تعتمد في غالبيتها على الأسلوب الكمي. كما أضاف أن الإنتاج المعرفي قليل من ناحية الكم، ومن ناحية النوع هو في مأزق، واختتم كلامه بوجوب التطلع للارتقاء بالمستوى المعرفي إلى مستوى التنظير وتحويل الأبحاث إلى حقل معرفي.
وقدم الأستاذ طاهر ابو فول باحث في علوم الذهن والإدراك محاضرة حول كيفية تنمية مهارات التفكير والإبداع لدى شرائح الطلاب لوجود نقص في هذا الجانب لديهم والتحديات التي تواجههم خلالها، وعرض المفاهيم الخاطئة التي يتغذى عليها الطلاب وطرق تغييرها.. كما شرحت الطالبة أفنان اغبارية تجربتها من خلال الحياة الجامعية.
وتحت عنوان ثقافة الطالب الجامعي شدد الدكتور رائد فتحي على أهمية العمل على بناء الهوية المسلمة للطالب العربي الفلسطيني، لأن الطلاب هم سفراء دعوة الإسلام، ويتأتى ذلك من خلال التحلي بثقافة شاملة، والانفتاح والاطلاع على نظريات الغير وتعلم لغات الآخرين، عوضاً عن معرفة المصطلحات الشرعية وروافد الحركة الإسلامية المعاصرة وتعلم اللغة العربية لتذوق حلاوة القرآن الكريم، حيث يمكن اكتساب هذه الثقافة لطلابنا مواجهة الآخر، وعرض الفكرة التي يؤمنون بها بقوة أكثر.
عرض بعدها ولأول مرة شريط فيديو حول جمعية اقرأ حيث قامت بإصدار فيلم خاص بها يبين دورها في الرقي بالمجتمع العربي ورفع مكانة التعليم من خلال مشاريعها المختلفة .
بعد استراحة الغداء والصلاة تحدث الأستاذ محمد فرحان مسؤول الإدارة الطلابية في جمعية اقرأ حول رؤية اقرأ للعام الدراسي القادم بدأها بإعادة الفضل لانجازات اقرأ إلى أبناء اقرأ وطلابها الذين ضحوا لأجلها وحققوا لها هذه المكانة الراقية في المجتمع العربي، ووجه كلمة إلى الطلاب قائلاً أن عليهم أن يصنعوا الحدث بأنفسهم، ولكي ينجحوا بذلك عليهم أن يتسموا بروح المبادرة والشجاعة والتضحية، وبدوره أوصى بأهمية أن يكون للطالب دور إزاء القضايا التي تنخر بالمجتمع العربي ، كمصادرة الأراضي ومعاناة الأهل في النقب وظاهرة العنف، وأعرب عن طموحه بتعزيز وجود اقرأ في كافة المؤسسات والمعاهد العليا في البلاد، وقدم فخره نهاية حديثه بالإصدار الأخير الذي قام به قسم التوجيه الدراسي في جمعية اقرأ “مسارات تعليمية” .
تلاه الأستاذ علي الحاج خريج جامعة حيفا وعضو في الإدارة الطلابية والذي تحدث حول دور اقرأ في لجنة الطلاب العرب، حيث قال أنها قامت بثورة وتغييرات كبيرة في المفاهيم والقيم حين ترأست اللجنة، وأثبت التيار الإسلامي تفوقه ونجاحه، وعقدة الخوف التي عاناها الطلاب العرب تحطمت، حين دوى صوت اقرأ قوياً في الحرم الجامعي .
وممثلاً عن لجان العمل الطلابي في الجامعات عرض الطالب حسن ناطور من معهد الهندسة التطبيقية التخنيون أهداف اللجان الطلابية ودورها في الجامعات وأهمية وجودها.
وفي ختام المؤتمر توجه الطلاب بأسئلتهم واستفساراتهم إلى مندوبي الجامعات المختلفة حيث قام مندوبو اقرأ بالرد عليها، ويذكر أن تم توزيع أجندة اقرأ للعام الدراسي الجديد وحقيبة كهدية لكل من شارك في المؤتمر .