وعد بلفور بين الظلم التاريخي والاستبداد السياسي

تاريخ النشر: 03/11/21 | 9:43

بقلم : سري القدوة

الاربعاء 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2021.

يصادف الثاني من تشرين الثاني نوفمبر الذكرى الـ104 لصدور اعلان بلفور المشؤوم الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين على حساب الشعب العربي الفلسطيني ويشكل اعلان بلفور والذي كان بمثابة الخطوة الأولى على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين الاستجابة لتلك الدعوات والرغبة الصهيونية العالمية التي اطلقتها للسيطرة على ارض فلسطين وتهجير شعبها وتدمير مقومات الحياة وإقامة دولتهم على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين .

وجاء على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا والحفاظ على مصالحها في المنطقة.

وعد بلفور سيبقى جرحا غائرا بالذاكرة والوعي والضمير الإنساني العالمي كعنوان لمظلمة التاريخية والاستبداد الدائم الذي يتجدد بذاكرة التي تحمل الكثير من مشاعر المعاناة والألم، وبالرغم من ذلك تنبعث إرادة التضامن مع الشعب الفلسطيني ونضاله العادل واليقين بحتمية رفع الظلم عنه وإنهاء معاناته واستعادته لكافة حقوقه المشروعة الثابتة في أرضه ووطنه بتقرير مصيره وإقامة دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

الشعب الفلسطيني مازال يتعرض للظلم بعد القرار الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا ووعده بإقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين العربية وهو الوعد الباطل الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق حيث تسبب بنكبة الشعب الفلسطيني وتعرضه لجريمة تطهير عرقي بتشريده من وطنه وتجريده من ممتلكاته وتدمير قراه ومدنه واستمرار حرمانه من كافة حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف التي كفلتها له كافة الأعراف والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والاستقلال الوطني وإقامة دولته الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس .

استمرار الاحتلال في انتهاكاته وممارساته وسياساته العنصرية وإرهاب الدولة المنظم الذي تقوم به سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني من قتل وهدم بيوت ومصادرة الأراضي والاستيطان وغيرها من الانتهاكات التي تمارس ضمن اكبر حملة من العدوان على الأرض والشعب الفلسطيني والسرقة والتزوير وتعمل على إضفاء صفة قانونية ومحاولة شرعنة هذه الجرائم عبر سلسلة من القوانين العنصرية مثل ما يسمى بـقانون القومية الذي يكرس لدولة الأبارتهايد وهي كلها نِتاج لإصدار بريطانيا هذا الوعد المشؤوم وهو الخطأ التاريخي والمسؤولية الذي اتخذته المملكة المتحدة والتي تستوجب تصحيحها عبر الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.

وعد بلفور هو أساس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على الأرض والذي لا يزال دون تسوية بعد عدة حروب وعقود من المساعي الدبلوماسية الدولية وعلى بريطانيا أن تشعر بالمسؤولية لا أن تقيم الاحتفالات ولا يمكن لقوى الاستعمار ان تنال من ارادة الشعوب فحان الوقت وبعد ان احتلت بريطانيا فلسطين التي كانت خاضعة للحكم العثماني وذلك من عام 1922 إلى ما بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بان تتخذ موقف واضح من تصحيح هذا الظلم والاستبداد المستمر وتقف لجانب الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وتدعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة