أديب رفيق محمود حارس الحلم الفلسطيني وشاعر الفرح الإنساني
تاريخ النشر: 06/11/21 | 19:19بقلم: شاكر فريد حسن
بترجل الشاعر والكاتب الفلسطيني أديب رفيق محمود عن صهوة الحياة والقصيدة، تفقد الساحة الأدبية والحياة الثقافية الفلسطينية شاعرًا ملتزمًا بالغ الرقة والعذوبة، أمضى عمره وحياته في العطاء والتربية والتدريس والانغماس في الشعر والأدب، وظل على الدوام شاعر الحب والوطن والفرح الإنساني، مسكونًا ببلدته “عنبتا” وبمحبوبته القدس زهرة المدائن.
أديب رفيق محمود شاعر متمكن لم يأخذ حقه من الاهتمام والتقدير، رغم شاعريته الحقة ودوره في تكريس الدور الإبداعي في حراسة الحلم الفلسطيني، ولم تلتفت أنظار النقاد لشعره سوى القلائل، كالمرحوم فاروق مواسي والشاعر والناقد محمد علوش.
ولد أديب رفيق محمود وعاش وترعرع في كنف عائلة شغوفة بالأدب والشعر والثقافة والمعرفة وقراءة الكتب، وتسلح بثقافة شمولية واسعة، وتمتع بوعي وطني وطبقي عميق، وعرف قيمة الكلمة ودورها في معارك الكفاح والمقاومة.
كتب أديب الشعر والرواية والمقالة، وبدأ بنشر نتاجه الشعري في السبعينات من القرن الماضي، وترك وراءه أثارًا شعرية وأدبية ستخلد اسمه، وهي: “صلوات على مذبح الحياة والموت، أحلام الدائرة الصغيرة، طير أزرق وجذوع بنية، أكمام تحت الجليد، وورود بين الرماد”، بالإضافة إلى رواية “الحصار” و”عبد الرحيم محمود بين الوفاء والذكرى” الذي أصدره مركز أحياء التراث في الطيبة.
أحب أديب رفيق محمود الأرض وتعلق بها، وأكثر من ذكر النباتات والأشجار المنتشرة في فلسطين، وفي قصيدته “عنبتا” تتجلى العلاقة العضوية الجدلية والحميمة مع الأرض والطبيعة والوطن والإنسانية والذكريات الطفولية في قريته، فيقول:
أحب فيك الصور القديمة
أحب فحم الليل والصبايا
أحب موالاً كأنه تميمة
في جيد نسمة الصّبا، حميمة
حاراتك الغبراء على ضيقها
ميدان شمسٍ تفرش النهارا
طيرت روحي في سنا شروقها
كنحلةٍ تعبّ من رحيقها
وقصائد أديب تحمل عبق الوطن والتراب، ونلمس فيها دلالات كثيرة على قوة الصياغة اللفظية وجمال المجازات والاستعارات والصور الفنية والمحسنات البلاغية، وهي حاشدة بلغة بسيطة شفافة تتدفق في سلاسة وانسياب، تتوحد فيها المحبوبة بالوطن، ويتداخل فيها العام والخاص في قالب فني ابتعدت رؤاه كل البعد عن الغموض.
وفي وداع أديب رفيق محمود ليس لي إلا أن أبدي احترامي له وأنشد له الرحمة، وليرقد بهدوء وسلام تحت الثرى في روابي “عنبتا”.