أُحبُّكم ولكن
تاريخ النشر: 06/11/21 | 19:25 زهير دعيم
لا أُنكر أنّني أعشق الربّ خالق الأكوان ومُحبّ البَّشَر محبة لا تفوقها محبّة ، ولكنّني أجد بعض الوقت كي ما أخطُّ ما يجيش في قلبي وفكري ووجداني من نجاوى وقصائد ومقالات وقصص للصّغار والكبار ترفل بالمحبّة وتهيم بالانسانيّة.
وأيضًا … أعشق مشاهدة مباريات كرة القدم العالميّة والاوربيّة بشكلٍ خاصّ ، فلا غرو إن شاهدتموني يومًا في الكامب نو في برشلونة وأخرى في أليانز آرنيا في ميونيخ ، فالرياضة الرُّوحيّة نافعة للكثير ، والرّياضة البدنيّة نافعة أيضًّا وإن كانت للقليل .
نعم أطربُ لميسي يُسدّد باتقان وفنيّة فائقة هدفًا جميلًا ، وأُصفِّقُ لرونالدو يطير فوق الغيوم ليُسدّدَ كرةً هائمة في الأجواء فتستقرُّ في مطار الفريق المُنافس، وأُحيّي تير شتيغن وهو يصدُّ صاروخًا عابرًا للقارّات.
أطربُ وأُصفِّقُ وأحيّي … ولكنني أقف دَهِشًا في كثير من الأحيان عندما أرى وأقرأ الأرقام الخياليّة التي يتقاضاها هؤلاء الابطال : فرونالدو مثلًا تقاضى ويتقاضى نحو 93 مليون دولارًا سنويًا ، وميسى نحو 80 مليون دولار .
مبالغ لا يهضمها عقلي – هذا العقل الذي لا يحبّ الأرقام كثيرًا – .
مبالغ طائلة ، خياليّة مُبالغ بها ، وكيف لا تكون خياليّة ، واحدهم – وقد أضحوا كُثرًا – يتقاضى راتب يفوق راتب خمسين جرّاحًا قضى عمره يبحثُ ويُنقّبُ ويداوي ويُبلسم في غرف العمليّات .
وللحقيقة أقول : لا يعرف قيمة الطبيب الجّراح بل كلّ الأطباء والممرضين والممرضات إلّا من دخل المشفى وغرفة العمليّات المُعتمة ، وسلّم أمرَهَ لربّ السّماء ولمبضع الجّراح الذي قد لا يعرفه.
قال لي أحدهم ضاحكًا : ” الطّبيب الجّراح يا أُستاذ عقله في رأسه وهذا أمر طبيعيّ وأما ميسي ورونالدو وصلاح وليفاندوفسكي و ….. فعقولهم في أرجلهم ، وهذا الأمر غير طبيعي يستحقّ أجرًا غير طبيعي.
لم أقتنع رغم يقيني بأنّه يمزح .
وسيبقى السؤال الى متى سيبقى هذا الذي يركض خلف كرة جلديّة ” يتنعنف ” بالملايين وهناك دول وشعوب بأكملها تشتهي ربطة خبز ؟!!!
حان الوقت أن يضع القائمون على الفرق الحدّ على الزعرورة لهذه الرواتب فيقصفون عمرها..
ومع هذا سأبقى أسهر لأراهم وأتمتع بتمريراتهم الجميلة وأهدافهم الرائعة.