في انتظار العناق
تاريخ النشر: 07/11/21 | 11:09هي معاناة يستطيع الكاتب وصفها وعلى وجه الخصوص الكاتب العربي عامة وتحديدا الفلسطيني لأنني سأستحضر تجربة كاتب يقبع في سجن الاحتلال الإسرائيلي يربض على كتفيه حكم المؤبدات ..الكاتب الأسير كميل أبو حنيش في روايته الجديدة “الجهة السابعة”.
الكتابة هي متنفسه ورفاقه وراء الجدران كما وصفها المحامي حسن عبادي ولا علاج للسجن سوى الحرية ، وكم من أحبة رحلوا ولم يتمكن الأسير من وداعهم بل حرموه فرصة عناقهم ولو لثواني وجدة كميل التي قاربت المئة عام رحلت هكذا دون وداعها ولا شرب القهوة معها ..مطلب أقل من بسيط يُحرم منه السجين الأمني .
الأسير حين يكتب لا يجلس إلى طاولة الكتابة أمامه حاسوب وضوء يريح العينين ولا كاس شاي بالأعشاب التي يختارها أثناء جولة تسوق في المحل التجاري . واختيار ساعات الكتابة لا يحددها الأسير فهو يرضخ تحت سلطة السجان وادارة السجن …
ظروف الكتابة غير متوفرة فيكتب الأسير بعرقه ونبض قلبه ومقاومة التعب والمراقبة والجوع حتى ..
حين تحدث كميل أبو حنيش عن تسجيل روايته الجهة السابعة، كتبها في غضون أربعة أشهر ( كما ذكرت أمل ابو حنيش قريبة وصديقة كميل ) وقد اتفق مع أصدقائه على تسجيلها واستغرقت عملية التسجيل أكثر من خمس وعشرين ساعة حتى خرجت الرواية في مرحلتها الأولى كثوب ممزق وعلى الأصدقاء وكميل رتقها ولملمة فصولها وسطورها على النحو المطلوب لمبنى الرواية .
ضاعت بعض التسجيلات التي سجلها كميل عبر الهاتف مع أحد الأصدقاء ، أصبت بخيبة أمل (الحديث لكميل أبو حنيش) لكنني لم أيأس وتولت شقيقتي الترتيب والطباعة وتم إرسالها لبعض الاصدقاء لمعاينتها وتدقيقها والإحاطة بالأخطاء ثم إجراء التعديل الأخير .وفوجئ أبو حنيش بأن الأستاذ فيصل درٌاج يكتب مقدمتها :السجن المؤبد شقاء يفيض على أنواع الشقاء جميعا وكرامة فريدة ، شقاء كريم شجاع ، سهل الدمع يحتمله بشر فوق مناقب الأنبياء . وسأضع خطا بارزا تحت مفردة الأنبياء لأنه وصف يليق بالسجناء.
أتت الرواية في ثلاثة أبواب: الحب ،الحلم، الموت .
ويقول الأستاذ فراس حج محمد عن الرواية: إن حالة كميل ابو حنيش المحكوم بالمؤبدات يعاني وتأخذه هذه المرحلة في اللاوعي وستوصله إلى القبر . والقبر هو المنطقة الوسطى بين الحياة والبرزخ هي منطقة مجهولة لا احد يعرف عما جرى فيها ويكون الإنسان في فترة انتظار الحديث ما زال للأستاذ فراس حج محمد.
إن امتداد الزمن بكثافة معينة لا يُصرف ولا قيمة له والسجين يمتلك الكثير من الوقت لكن لا قيمة له.. كما الذي يملك الكثير من المال لا يدري أين ينفقه.
أبواب الرواية الثلاثة أي الحب له باب وللحلم باب وللموت بابه، هي مرحلة فاصلة للدخول إلى البرزخ .
رواية تحكي عن الموت لكن ليس الموت بمعنى الوفاة إنما هي المؤبدات ولو أنّ الجهات خلقن سبعا لكان الموت هو الجهة السابعة .
كميل أبو حنيش أيّها الحر وأنا السجينة قد زرعت بنا التشوق وحب روايتك وأذني عشقتها قبل عيني .
كميل ورفاقه كتاب سجناء وليس سجناء يكتبون ..يواجهون جلادهم بالصمود ومواجهة الإفراغ الفكري وحظر الثقافة الوطنية .
تحية لكم والحرية لجميع اسرانا البواسل .
اسمهان خلايلة
الجليل الفلسطيني ٢٠٢١
***مشاركة عبر الزوم في أمسية مناقشة الرواية(الأمسية 15) من سلسلة “أسرى يكتبون” في رابطة الكتّاب الأردنيّين يوم الأربعاء 20.10.2021
لكم الله ايها الاسرى.تنامون على الطوى وقادة مسيرتكم منقسمون على انفسهم يقتسمون الكعكة
فما تساقط من موائدهم يقع في فم اذنابهم.
شكرا استاذة اسمهان على هذه الاشارة .وليعلم العالم اننا امةٌ لو انَّ جهنم صُبَّت على رأسها واقفة
ما حنى السجن هامتها ولا الموت انما تنحني لتقوم فتتم مهمتها الهادفة.
اكرر شكري.
روعة وبارك الله فيك ومساؤك ورد وفل.
أعجبتني مداخلتك ويسعدني حضورك في هذا الموضوع الهام. أعجبني بالذات: “رواية تحكي عن الموت لكن ليس الموت بمعنى الوفاة إنما هي المؤبدات ولو أنّ الجهات خلقن سبعا لكان الموت هو الجهة السابعة” فهي تتماهى مع موضوع الرواية. بوركت
ان كان عن الموت المحتم لو اخافنا فلربما كان ورائه راحه ونعيم في الآخره اما عن موت الدنيا اي ان نموت ونحن احياء فيا هول المصيبه من جراء القهر مابين ثناياه فكيف لو تخيلنا معاناة الاسير واي ميته هو بين قبضتها فان كل غصه بحنجره الاسير هي بمثابة قصه وروايه حبكت بحشرجات قلب يتأرجح مابين الامل والالم مابين الصبر والانهيار مابين العدل والظلم مابين الحياة والموت فلو كان بالحياة عدل لمنع الاسر و انتهى موت الاحياء الحريه ثم الحريه للاسرى اللهم آمين
اسعد الله اوقاتك ويا أم ايمن .
مداخلة قيمة جدا .خاصة عندما تكون عن ادب السجون والاسرى .
تطرحين موضعا ذات اهمية في تتطرقك لرواية الاسير حبيش .
هذه الرواية التي لها ثلاثة ابواب
خاصة عندما تقولين :ليس الموت الحقيقي وانما موت المؤبدات .
لان الاسير المؤبد يعلم بانه سياتيه الموت في كل لحظة .
بارك الله بك في هذه المداخلة الشيقة ..
جهود متكاثفة مشكورة في مبادرة أسرى يكتبون بتنظيم من رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب الفلسطينيين وبمبادرة ثلة من الادباء المتحمسين لتسليط الضوء على ادب الاحرار في سجون الاحتلال الصهيوني. شكرا للاستاذة أسمهان الخلايلة ولكل من ساهم في إنجاح الأمسية ١٦ من أسرى يكتبون.