مُعَلَّقَةُ إِسْرَاءُ الْحَبِيبْ{إِلَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ }
تاريخ النشر: 14/11/21 | 13:14أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمْ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 158سورة الأعراف
صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمْ
اَلْإِهْدَاءْ
إِلَيْكَ سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِي أَحْلَى قَصَائِدِ الْحُبِّ صَاغَتْهَا نَبَضَاتُ قَلْبِي وَهَمَسَاتُ رُوحِي وَأَشْوَاقُ صَبٍّ تَيَّمَهُ الْحُبُّ فَعَاشَ فِي نُورِ هَذَا الْحُبِّ يَسْرِي بِهِ فَيُحِيلُ الظُّلُمَاتِ نُوراً وَالصَّعْبَ سَهْلاً وَالضِّيقَ فَرَجاً وَالْهَمَّ فَرَحاً سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ يَا أَحَبَّ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ يَا أَحَبَّ مَخْلُوقَاتِ اللَّهِ إِلَى قَلْبِي سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ حُبُّكَ يَسْرِي فِي شَرَايِينِي وَأَوْرِدَتِي وَدِمَائِي قَضَيْتُ سِنِي عُمْرِي أَشْدُو بِحُبِّكَ إِلَيكَ سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللَّهِ- يَا إِمَامَ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدَ الْمُتَّقِينَ وَشَفِيعَ الْمُنِيبِينَ وَغَوْثَ الْمُسْتَغِيثِينَ وَمَلاَذَ اللَّائِذِينَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ لِلْعَالَمِينَ- أُهْدِي هَذِهِ الْقَصِيدَةَ أَبْدَعَهَا حُبِّي لَكَ وَسَمَّتْهَا قَرِيحَتِي
شَاعِرُ..الْعَالَمْ
حَبِيبِي تَنَاسَى الْعَهْدَ ثُمَّ تَنَكَّرَا=وَمَزَّقَ قَلْبِي ثُمَّ وَلَّى وَأَدْبَرَا
فَخِلْتُ حَيَاتِي تَكْتَوِي بِمَفَازَةٍ=وَلَمْ أُلْفِ زَهْرِي قَدْ تَدَلَّى وَأَثْمَرَا
رَحَلْتُ مَعَ الْأَيَّامِ أَسْأَلُ نَاسَهَا=عَنِ الْحُبِّ وَالذِّكْرَى وَمَنْ قَدْ تَغَيَّرَا
فَقَالُوا: “تَزَوَّدْ مِنْ دُرُوسٍ عَنِ الْهَوَى=وَخُضْ فِي بِحَارِ الْحُبِّ يَا مَنْ تَعَثَّرَا
وَشَارِكْ مَعَ الْعُشَّاقِ فِي صُنْعِ زَوْرَقٍ=تَفُزْ بِنَعِيمِ الْمَجْدِ يَا وَاطِئَ الثَّرَى”
فَقُلْتُ-وَقَدْ سَالَتْ دُمُوعِي لَآلِئاً=عَلَى الْخَدِّ-:”قَلْبِي فِي الْهَوَى قَدْ تَحَيَّرا
أَرِيدُ حَبِيباً مِنْ طَبِيعَتِهِ الْوَفَا=يَصُونُ عُهُودَ الْحُبِّ كَيْ أَتَصَبِّرَا”
فَقَالُوا: “أَصَبْتَ الْقَوْلَ.. مَا وَصْفُ حُبِّهِ؟!!!”= فَقُلْتُ: “أَخَالُ الْحُبَّ شَهْداً وَكَوْثَرَا
هُوَ الصِّدْقُ يَا عُشَّاقُ نَشْتَاقُ هَدْيَهُ=يُضِيءُ دُرُوبَ الْكَوْنِ كَيْ يُنْقِذَ الْوَرَى”
فَقَالُوا: “تَشَوَّقْنَا أَرِحْنَا مِنَ الضَّنَى=وَقُلْ-يَا فَتَى فِي الْحَالِ-:مَا الصِّدْقُ يَا تُرَى”
فَقُلْتُ: “إِمَامُ الْأَنْبِياءِ مُحَمَّدٌ=وَإِسْرَاؤُهُ نَجْمٌ تَأَلَّقَ فِي الذُّرَى
وَمِعْرَاجُهُ شَيْءٌ يَفُوقُ خَيَالَنَا=وَيَغْزُو قُلُوبَ الْمُنْكِرِينَ مُظَفَّرَا”
فَقَالُوا: “بِحَقِّ اللَّهِ أَسْعِدْ قُلُوبَنَا=وَزِدْنَا مِنَ الْأَنْوَارِ قُلْتُ:”-مُفَسِّرَا-
لَقَدْ أَتْحَفَ{الْمَبْعُوثُ}{خَيْرَ مَطِيَّةٍ}=وَلَمْ يَكُ فِي الدَّرْبِ الطَّوِيلِ مُنَظِّرَا
وَنَادَاهُ دَاعٍ لِلنَّصَارَى مُسَائِلاً=فَلَمْ يَلْتَفِتْ صَوْبَ النِّدَاءِ مُعَبِّرَا
وَنَادَتْهُ حَسْنَاءُ النِّسَاءِ بِشَوْقِهَا=وَلَكِنَّهُ بِالْحَقِّ كَانَ مُسَيَّرَا
وَلَوْ وَقَفَ{الْمُخْتَارُ}يَسْمَعُ سُؤْلَهَا=وَلَبَّى نِدَاءَ الْحُسْنِ فِيهَا وَأَكْبَرَا
لَأَقْبَلَ كُلُّ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الدُّنَا=وَفَاتُوا ثَوَاباً سَوْفَ يُنْجِي مُؤَخَّرَا
وَيدْخُلُ فِي الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ آمِناً=يُصَلِّي بِكُلِّ الْأَنْبِيَاءِ مُؤَمَّرَا”
فَقَالُوا: “وَمَاذَا قَدْ رَأَى بِعُرُوجِهِ؟!!!= فَقُلْتُ :”خَلِيلَ اللَّهِ بَدْراً مُنَوِّرَا
يُبَارِكُ أَرْوَاحَ الشُّرَاةِ جَمِيعَهَا=لِتَهْنَا بِمَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ قَدَّرَا
وَيَسْتَاءُ مِنْ أَرْوَاحِ قَوْمٍ نُفُوسُهُمْ=تَسُوقُهُمُ نَحْوَ الْهَلَاكِ مُسَعَّرَا
وَيَمْضِي رَسُولُ اللَّهِ يَنْظُرُ مَشْهَداً=لِمَنْ يَأْكُلُ اللَّحْمَ الْخَبِيثَ الْمُشَهَّرَا
وَيَتْرُكُ لَحْماً طَيِّبَ الطَّعْمِ وَالشَّذَا=فَمَا أَحْوَجَ الْفُجَّارَ لِلْعَقْلِ نَيِّرَا!!!
يَهِيمُونَ شَوْقاً لِلْحَرَامِ وَدَرْبِهِ=وَيَشْكُونَ مِنْ ضِيقٍ سَقَاهُمْ تَوَتُّرَا
وَيَنْأَوْنَ عَمَّا حَلَّلَ اللَّهُ رَبُّهُمْ=فَأَخْيِبْ بِمَنْ ضَلَّ الطَّرِيقَ وَقَصَّرَا!!!
وَشَاهَدَ{خَيْرُ الْخَلْقِ}مَنْ يَأْكُلُ اللََّظَى=وَيَصْرُخُ مِنْ هَوْلِ الْعَذَابِ مُدَمَّرَا
وَيَسْتَنْجِدُ اللَّهَ الْحَكِيمَ مُنَادِياً=عَلَى رَبِّهِ وَالْعَزْمُ مِنْهُ تَدَهْوَرَا
وَهَذَا صَنِيعُ الْمُجْرِمِينَ أَذَلَّهُمْ=وَآكِلُ أَمْوَالِ الْيَتِيمِ قَدِ افْتَرَى
وَيَقْضِي حَبِيبُ اللَّهِ أَجْمَلَ رِحْلَةٍ=يُرَافِقُهُ{جِبْرِيلُ}يَشْرَحُ مَا يَرَى
وَيَتْرُكُ{جِبْرِيلُ}الْأَمِينُ رَفِيقَهُ=يُحَقِّقُ أَغْلَى الْأُمْنِيَاتِ مُوَقَّرَا
فَأَعْظِمْ بِمَنْ يَسْمُو إِلَى عَرْشِ رَبِّهِ!!!=يُنَاجِي مَلِيكَ الْكَوْنِ وَالْحُزْنُ أَدْبَرَا”
فَقَالُوا: “بِمَاذَا قَدْ أَتَانَا بَشِيرُنَا؟!!!”= فَقُلْتُ: “أَتَى بِالْخَمْسِ فَرْضاً مُطَهِّرَا
هِي الْعَوْنُ لِلْإِنْسَانِ فِي كُلِّ أَمْرِهِ=إِذَا كَانَ يَهْوَاهَا مُجِلًّا وَمُكْبِرَا
يُحِبُّ لِقَاءَ اللَّهِ وَالشَّوْقُ غَالِبٌ=وَيَخْشَاهُ فِي كُلِّ الْأُمُورِ مُقَدِّرَا”
فَقَالُوا: “ومَا حَالُ الَّذِينَ تَنَكَّرُوا=لِمَا كَانَ فِي اللَّيْلِ الْبَهِيمِ وَمَا جَرَى؟!!!”
فَقُلْتُ: “ضِعَافُ الْقَلْبِ أَلْغَوْا عُقُولَهُمْ=وَيَبْغُونَ بِالْبُهْتَانِ تَكْذِيبَ مَنْ سَرَا
يَقِيسُونَ فِعْلَ النَّاسِ رَغْمَ قُصُورِهِمْ=عَلَى فِعْلِ مَنْ أَنْشَا وَهَيَّا وَسَخَّرَا
وَقُلْنَا:-بِصَوْتٍ فَجَّرَ الْحُلْمَ بَيْنَنَا-=أَيَا قُدْسَنَا الْمَأْسُورَ لَنْ نَطْعَمَ الْكَرَى
أَرَى الْقُدْسَ مَجْرُوحاً وَلَمْ يَلْقَ عَوْنَنَا = وَنَحْنُ نِيَامٌ قَدْ رَجَعْنَا إِلَى الْوَرَا
وَتِلْكَ جُرُوحٌ قَدْ سَمِعْنَا أَنِينَهَا = وَلَكِنَّنَا فِي الْحَقِّ نَهْوَى التَّأَخُّرَا
وَنَرْضَى هَوَانَ الْوَغْدِ فِي ثُكُنَاتِنَا = وَنُعْطِيهِ أَجْرَ الْاِحْتِلَالِ تَقَهْقُرَا
وَنَلْهُو بِدُنْيَا النَّاسِ فِي كُلِّ بُقْعَةٍ = وَنَتْرُكُ أَوْطَاناً تَرَدَّتْ تَنَكُّرَا
مُنَى النَّفْسِ يَا{مُخْتَارُ}عَوْدَةُ أَهْلِنَا=إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى فَقَدْ غَابَ أَعْصُرَا
وَزَادَتْ شُجُونُ الْقَلْبِ بَعْدَ فِرَاقِهِ=وَتُقْنَا إِلَى مَسْرَاكَ يَا أَشْرَفَ الْوَرَى
فَيَا رَبِّ أَيِّدْنَا عَلَى الدَّرْبِ دَائِماً=وَأَرْجِعْهُ لِلْإِسْلَامِ أَفْخَمَ مَظْهَرَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه المعلقة من بحر الطويل
ثاني الطويل :
العروض تام مقبوض
والضرب تام مقبوض
الْقَبْض (حذف الخامس الساكن) فتصبح به (مَفَاْعِيْلُنْ): (مَفَاْعِلُنْ)، وتصبح (فَعُوْلُنْ): (فَعُوْلُ). ولا يجوز اجتماع الكف والقبض في (مَفَاْعِيْلُنْ). والْكَفّ والْقَبْض إن وقعا في جزء أو جزأين قُبِلا، فإن زادا عن ذلك لم يتقبلهما الذوق.
بحر الطويل لا يكون إلا تاما
ووزنه :
فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ = فَعُولُنْ مَفَاعِيلُنْ فَعُولُنْ مَفَاعِلُنْ
الطويل التام :
هو الذي وُجدت تفعيلاته الثمانية في البيت مثل :
حَبِيبِي تَنَاسَى الْعَهْدَ ثُمَّ تَنَكَّرَا=وَمَزَّقَ قَلْبِي ثُمَّ وَلَّى وَأَدْبَرَا
فَخِلْتُ حَيَاتِي تَكْتَوِي بِمَفَازَةٍ=وَلَمْ أُلْفِ زَهْرِي قَدْ تَدَلَّى وَأَثْمَرَا
رَحَلْتُ مَعَ الْأَيَّامِ أَسْأَلُ نَاسَهَا=عَنِ الْحُبِّ وَالذِّكْرَى وَمَنْ قَدْ تَغَيَّرَا
فَقَالُوا: “تَزَوَّدْ مِنْ دُرُوسٍ عَنِ الْهَوَى=وَخُضْ فِي بِحَارِ الْحُبِّ يَا مَنْ تَعَثَّرَا
وَشَارِكْ مَعَ الْعُشَّاقِ فِي صُنْعِ زَوْرَقٍ=تَفُزْ بِنَعِيمِ الْمَجْدِ يَا وَاطِئَ الثَّرَى”
فَقُلْتُ-وَقَدْ سَالَتْ دُمُوعِي لَآلِئاً=عَلَى الْخَدِّ-:”قَلْبِي فِي الْهَوَى قَدْ تَحَيَّرا
أَرِيدُ حَبِيباً مِنْ طَبِيعَتِهِ الْوَفَا=يَصُونُ عُهُودَ الْحُبِّ كَيْ أَتَصَبِّرَا”
الشاعر الدكتور والروائي المصري / محسن عبد المعطي محمد عبد ربه..شاعر العالم شاعر الثّلَاثُمِائَةِ معلقة