الرسالة والقَّبر: بين واقع الاحتلال وكذبة الاستقلال!!
تاريخ النشر: 16/11/21 | 17:12د.شكري الهزَّيل
بادئ ذي بدء لابد لنا من القول ان مانراه ونلاحظة من ظواهر سياسية واخرى عامه في فلسطين لا تسر القلب ولا تشير الى اننا في قلب ووسط معركة تحرير في الوقت التي تعتمد فية الحركات والاحزاب السياسية على نظرية التبرير والتمريرلاشكال كثيرة من المسلكيات السياسيه التضليلية التي لا تشير لواقع ماهو حاصل في فلسطين على ارض الواقع, فنحن نرى ظواهر سلبية لا تعد ولا تحصى على ضفاف وامتداد جغرافيا الوطن الفلسطيني المحتل من الضفة الى غزة ومن الجليل الى النقب..جرافات الدمار والخراب والاحتلال لا تفرق بين مسميات جغرافيا ال48 و ال67وتستهدف الوجود الفلسطيني على طول وعرض فلسطين وكل ما يرمز لفلسطين وطنا ومهجرا!!
في فلسطين بشكل عام تتفشى جرائم القتل والنزاعات العائلية والقبلية اللتي يُستعمَّل فيها السلاح الناري من الخليل ومرورا بالقدس وجنين وحتى الناصره وام الفحم وبئر السبع جنوبا ومما يزيد الطين بله هو ان الاحتلال يشارك في حياكة وصناعة النزاعات لابل ان الكثير من منفذي الجرائم في المجتمع الفلسطيني هم متعاونين مع اجهزة مخابرات الاحتلال الاسرائيلي التي لا توفر جهدا لالحاق الضرر بكل ماهو فلسطيني اجتماعيا وسياسيا وجغرافيا وديموغرافيا واقتصاديا وحضاريا وعليه وجب القول ان خلل كبير يسير على اقدام عدة يطيح بمقومات وثوابت الشعب الفلسطيني فعلى مستوى الداخل الفلسطيني نشهد اخطر مظاهر السقوط والانحطاط الوطني بمشاركة ما يسمى ب” الحركة الاسلامية الجنوبيةّ” في حكومة المتطرف بينيت والتي تستهدف القدس والاقصى وتهدم بيوت الشعب الفلسطيني وتصادر اراضية وممتلكاته وتُشيد مزيد من المستوطنات وتقضم وتهضم مزيد من الحقوق الفلسطينية في حين يقوم فيه الاسلاميون المتصهينون بتبرير الانحراف الوطني عبر الزعم بجلب الميزانيات والاموال للمناطق العربية والاعتراف الوَّهمي والمهين بوجود بعض القرى الغير معترف بها”صهيونيا” في النقب جنوب فلسطين وبالتالي ماهو حاصل ان الحركة الاسلامية الصهيونية المذكورة اعلاة قد تخطت كل الحدود والخطوط الحمراء والبيضاء بمشاركتها في قرارت حكومة صهيونية تستهدف الوجود الفلسطيني على كامل التراب الفسطيني المُحتَّل….
هذة المشاركة المذكورة اعلاة غيض من فيض المشاركات”الفلسطرائيلية” في عملية تكريث الكارثة الوطنية الفلسطينية التي تشكلَّت وتجذرت بشكل مأساوي بوجود سلطة اوسلوية فاسدة مرتبطة بمنظومة الاحتلال وتُنسق معه مخابراتيا بهدف قمع المقاومة الفلسطينية بكل اشكالها من جهة وتجذير وجود الاحتلال كواقع من جهة ثانية وبالتالي يبدو بوضوح اننا نعيش حقبة فلسطينية كارثية تعتمد نظرية التبرير والتمرير لمسلكيات سياسية اقل ما يقال فيها انها تندرج في سلم الخيانات الوطنية بدرجات متفاوته من السفلى وحتى العليا؟!!
اسمع كلامك يعجبني اشوف افعالك اتعجب وهذا ينطبق على مسلكية ما يسمى بالقيادة والسلطة ” الوطنية” الفلسطينية التي ضربت اسوأ مثال للفساد والخنوع والتبعية في عملية تشوية مقومات القضية الفلسطينية التي تتعرض للاختطاف من قبل مجموعة فلسطينية عديمة الضمير وفاقدة لكل القواعد والمعطيات الوطنية لابل متورطة في التحالف الموضوعي والاسمي والمخابراتي مع منظومات الاحتلال الاسرائيلي الى حد تَحول وتَّحور هذة المجموعه الى جناح فلسطيني صهيوني داخل حركة كانت يوما رائدة داخل حركة التحرر الفلسطينية لكنها تحولت بعد اوسلو عام 1993 لاشنع اداة معادية للتحرر الفلسطيني ومناصرة ومتحالفة مع الاحتلال الاسرائيلي.. اليوم بامكاننا تسمية الامور باسمها الواضح لنقول حركة فتح الجناح الاسرائيلي والحركة الاسلامية الجناح الصهيوني مع اسقاط صفة ” الجناح الجنوبي” الذي كانت مرتبطة بمعادلة الحركة الاسلامية الجناح الشمالي بقيادة المناضل الاسير الشيخ رائد صلاح.. مفارقة ان يتحول رئيس الحركة الاسلامية الجنوبية داخل الخط “الاسود” الى حليف حكومة الاحتلال فيما رئيس الجناح الشمالي يقبع في زنازين الاحتلال..!!
مفارقات كثيرة تشوب المزاج والميادين السياسية الفلسطينية ففي مثل هذه الايام وقبل 33 عام وتحديدا في15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988 أُعلِنت وثيقة الاستقلال الفلسطينية ” على الورق” من الجزائر على لسان الزعيم الفتحاوي الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، لكن الامر بقي حبر على ورق ووَّهم دعائي متجدد حتى يومنا هذا التي تحيي فيه وَّهما وسرابا بعض الجهات الفلسطينية هذة الذكرى الناقصة والمنقوصة من حيث المعنى والفحوى والاهداف اللتي لم يتحقق منها اي شئ لا بل ان الامور ذهبت في اتجاة معاكس زاد فية الاستيطان الصهيوني بشكل عام في فلسطين اضعاف الاضعاف في ظل وجود سلطة اوسلوية تزعم انها تمثل الشعب الفلسطيني وتدافع عن حقوقة
فيما الحقيقة المرة الحاصلة على الارض ان الاحتلال والاستيطان لم يبقي شيئا من جغرافيا حدود *دولة ياسر عرفات “مناطق الضفة والقطاع والقدس” حيث قال عرفات انذاك في نص الوثيقة*: “إن المجلس الوطني يعلن، باسم الله، وباسم الشعب العربي الفلسطيني، قيام دولة فلسطين فوق أرضنا الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف”. واليوم لم يتبقى من هذة الاقوال لا افعال ولا عرفات ولا دوله فلسطينية ولا القدس التي تتعرض لهجمة تهويدية شرسة طالت احياء الاحياء ومقابر الاموات!!
لم يتبقى اي شئ بعد “اوسلو” سوا مجموعات الفساد والنهب والتضليل الوطني ,فاعلان وثيقة “الاستقلال” جاء في اوج انتفاضة الحجارة اللتي انطلقت في ديسمبر كانون اول عام 1987ورغم ان هذة الانتفاضة التي عجز الاحتلال عن قمعها ووقفها قد انجزت المعجزات الا انها كانت اول ضحايا اتفاقية اوسلو وقد تم وقفها عام 1993 وقطاف ثمرها العجر قبل نضوجه بسبب استعجال ياسر عرفات الامور خوفا من سيطرة ” مزعومة”لحركة حماس الناشئة انذاك على الامور في فلسطين وتنحية عرفات ومنظمة التحرير جانبا ولذلك تم انجاز صفقة اوسلو وتوقيعها على عجل في واشنطن في 13 سبتمبر عام 1993 تحت مصوغات وحجج الجناح الانبطاحي والمتنفذ داخل حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية !!
الحقيقة الصادمة ان اتفاقية اوسلو قد الغت وثيقة استقلال الجزائر حيث نصت اتفاقية اوسلو على ” منح الحكم الذاتي للفلسطينيين، بالضفة الغربية وقطاع غزة، لمدة انتقالية تنتهي عام 1999.” لكن وبالرغم من انتهاء المدة الانتقالية حافظ هذا الوضع على ماهو ولم يحدث شئ سوا تضاعف عدد المستوطنين والمستوطنات في الضفة والقدس ليلتَّهم جغرافيا وديموغرافيا دولة الوَّهم الفلسطيني التي تم الاعلان عنها في الجزائر.. المفارقة ان الاحتلال وما يسمى برعاة السلام ” امريكا والامم المتحده وغيرهما” قد زرعوا معا الوَهم باعترافهم بالوهم والسراب الفلسطيني لكسب مزيد من الوقت لصالح الاحتلال الذي راهن على المماطلة ومطاطية القرارات ” الدولية” وكثَّف من استيطانه في مناطق الضفة والقدس وكامل فلسطين, لكن الورقة المركزية الرابحة اللتي راهن عليها الاحتلال كانت وما زالت وجود سلطة اوسلو الفاسدة وهذة الاخيرة منحت الاحتلال ما كان يحلم فيه منذ عام 1948 وهو الاعتراف الدولي والفلسطيني بوجوده لابل اكثر من هذا وهو ان تبعية سلطة اوسلو للاحتلال جعلت هذا الاخير يوسع من نشاطاته الاستيطانية الى حد الاستيلاء على بيوت ومساجد الفلسطينيون في الخليل والقدس وتجريف مقابر امواتهم من اجل توسيع مشاريعة الاستيطانية وفرضها كواقع حاصل!!
ما جرى في الجزائرعام 1988 هو مجرد قضية معنوية لا علاقة لها باجراءات فعليه على الارض بقيام دوله فلسطينية مستقلة, و كما ذكرنا اعلاه جاءت اتفاقية اوسلو وافرغت اعلان الجزائر من مفهومة ومحتواه واكتفى ” القوم” بوجود جمهورية اوسلوستان في رام الله وهي التي تعج بالفساد والفاسدين الذين لا يأبهون لا بقيام الدولة ولا الحقوق الفلسطينية وجل اهتمامهم منصب على الحفاظ على مصالحهم المرتبطه بالاحتلال الى حد ان كل شئ اصبح سمسرة وسماسرة يتقاضون الرشوة حتى على تصاريح العمال الفلسطينيون الفقراء الذي يمنحهم اياها الاحتلال للعمل في الداخل الفلسطيني..
مثل ما كنتي بقيتي ومثلما رُحتي اجيتي..خفي حنين..من دولة اعلان الجزائر الى دولة سماسرة اوسلو..مفارقات بيع الوَهم والاحتفال الاوسلوي باعلان الجزائرالذي انتهى في مهدة وانتهت معة منظمة التحرير وكامل المؤسسات الوطنية الفلسطينية التي افرغتها جماعة اوسلو من مفهومها لابل ان الجماعة قد دمرت الميثاق الوطني الفلسطيني بتعديله عام 1996 وسحب اهم بنودة وقد نص الميثاق الوطني الفلسطيني 1968على*” أن فلسطين جزء من الوطن العربي، وحدودها هي التي كانت قائمة في عهد الانتداب البريطاني، ويوضح أن كلا من وعد بلفور وصك الانتداب باطل. كما يشرح من هو الفلسطيني، ويسلط الضوء على مراحل الكفاح من أجل تحرير الأرض المحتلة” **والمادة 19 من الميثاق تنص على ان “تقسيم فلسطين الذي جرى عام 1947 وقيام إسرائيل باطل من أساسه مهما طال عليه الزمن لمغايرته لإرادة الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي في وطنه ومناقضته للمبادئ التي نص عليها ميثاق الأمم المتحدة وفي مقدمتها حق تقرير المصير”..
في عام 1996 قام ياسر عرفات بتوليف جلسة مجلس وطني بنصاب نَّصابين في غزة بحضور الرئيس الامريكي انذاك بيل كلينتون حيث تم الغاء اكثرية بنود الميثاق الوطني والاعتراف الكامل بوجود الاحتلال وما تبقى اليوم 2021 من كل هذة الخزبعلات والاعلانات والاطلال سوا سلطة فاسدة في رام الله تعمل مع سلطات الاحتلال وتدير تدوير رواتب موظفيها القادمة من تبرعات ومساعدات الغرب والشرق وهي ” السلطة.. سلطة الراتب” لا علاقة لها من حيث البرنامج السياسي لا بقيام دولة اعلان الجزائر ولا بتحرير فلسطين.. كل مايبثة التلفزيون الفلسطيني الاوسلوي ” الرسمي” هو مراسيم واكاذيب تضليليه لا علاقة لها بالواقع الفلسطيني المُر..لا دولة ولا شحار بين والموجود احتلال زاحف وسلطة فلسطينية فاسدة مفلسة ماليا بسبب النهب والفساد الجاري داخل منظومة هذة السلطة..***اعذرونا على الصراحة وسرد الواقع الفلسطيني كما هو بدون مواربات ولا رتوش ولا زركشات..فلسطين ارض محتله ولا يوجد في الوقت الراهن شئ اسمة دولة فلسطينية ولا حتى جغرافيا ارض ومقومات لوجود هذة الدولة الذي نتمنى قيامها وارسال نسخة لنا من خبر وجودها وحدودها الى قبورنا اذا لم نكن انذاك من احياء الدنيا.. الرسالة والقبر: بين واقع الاحتلال وكذبة الاستقلال ومشاركة بعض الفلسطينيون في تكريث الكارثة الوطنية… التحية لكم وطنا ومهجرا شعبا وأمة وما ضاع حق ووراءه مطالب واحد وما بالكم اننا اصبحنا 14 مليون مطالب وسنزداد عددا في السنوات القادمة..عاشت فلسطين وعاش شعبها وعاشت امتينا العربية والاسلامية الحاضنة للحلم والداعمة للحق الفلسطيني …!!