أمواج جارفة
تاريخ النشر: 17/11/21 | 9:20بقلم : الكاتبة حنين أمارة
تبوح النفس بما يبتغيه العقل والقلب أحيانا بمشاعر وأفكار تجول في خواطرنا لتأخذنا إلى مستقبل وردي نحلم به منذ وجدنا ، فكل انسان يرى نفسه في عالم يبنيه من نسج خياله …بل في مكان تسكنه معنى الفكرة ولب المبادرة التي يتبناها كل منا مهما صغر قدره أو كبر بمقياس المجتمع التقليدي الذي نعيشه والذي تسوقه المادة المسيطرة لتبطش بكل من يتحداها شاء او أبى ، فكم من حالم رجا وارتأى فوجد نفسه بين أمواج جارفة تلوح به وتسحبه الى أماكن مختلفة حيث التشتت والقلق . تلك الأمواج هي الظروف المواتية التي تصحب صاحبها لتصبح ساحبة لا صاحبة ، وللأفراد دور لا يتجاهله إلاّ الجاهل في حياتنا ، نتغاضى بعض الوقت عما يجول حولنا علنا نصدق ما حكناه من أفكار ووقائع باتت خيالات لا أكثر . إنّ المجتمع من حولنا هو المنصة الخاصة للممثلين البارعين الذين يستطيعون أن يؤدوا أدوارهم بجدارة بالغة ومن تهاون بأداء دوره كما رُسم له كُتب له الفشل فكثيرا ما نسمع عن أشخاص بارعين ومتميزين ولكنهم يصطدمون بعوائق الحياة و مصاعبها التي تختبر مدى صمودهم ومجابهتهم لها فمنهم من يمشي رافع الرأس لا مطأطئا له متحديا كل رافض أو حاسد ، ومنهم من تتغلب عليه الظروف والعوائق فيردى كالقتيل لا حول له ولا قوة ، فكم من أشخاص ضرب بهم المثل بمدى تحديهم للظروف الصعبة التي رافقتهم ومدى إصرارهم اللا متناهي على إرادة الحياة وليس الحياة فقط وانما الحياة بعزة وكرامة وكم من اشخاص أخر كانوا في اوج نجاحهم وتميزهم ولكن عيون الآخرين كانت لهم حاسدا وقواهم التي كانت لهم حصنا خارت وشاخت فتوقفوا عن متابعة طريقهم ليؤمنوا بانهم ضعفاء لا أقوياء ، ذلك الايمان الذي كان في بداية طريقهم ايمانا حقا ينقلهم الى بر الأمان والنجاح والفلاح لا بر الفشل والخطر والركود .ولكن سرعان ما يحدث التحول غير المنشود ليجعل اولائك المتميزين الناجحين يصطدمون في امواج قوية محبطة و مثبطة لعزائمهم حتى يبيتون أشخاصا متضعضعين يصدقون أكاذيب من حولهم ويمتدون منهم طاقات سلبية هائلة تطيحهم أرضا ليصبحوا تعبين مثقلين . ذلك الواقع الأليم الذي نعيشه في ظروف فرضتها شريعة الحياة بين عادات ، تقاليد ومصالح …. فلا مكان فيها لانسان يتقبل ولا يرفض ولا مكان فيها لصامت لا يتكلم بل يتسع المكان ويكبر لمن يعلو صوته بالرفض والاستنكار لما يصب في مصلحة ” الأخيار ” التي باتت قلوبهم في سبات عميق لتترك العنان لأفكار تتجرد من معنى المنطقية لتتحلى بما يسمى” الشرعية الخصوصية “.