الأسد يلغي منصب المفتي العام للجمهورية الإعلامي/بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 17/11/21 | 9:25لم يكتف بشار الأسد بقتل وتشريد وتهجير ملايين المواطنين السوريين منذ الثورة على النظام في خريف عام 2011، بل ذهب إلى أبعد من ذلك سياسياً ودينياً. فقد أقدم بشار على إلغاء منصب مفتي سوريا وتكليف المجلس الفقهي بإدارة أعمال المفتي. هذا يعني إقصاء المفتي أحمد حسون الذي كان الساعد الأيمن لبشار الأسد ورجل الدين الذي يبرر أعمال الأسد ضد مواطنيه، لدرجة انه قام بتحريف تفسير آيات قرآنية لخدمة الأسد.
قرار مفاجئ اتخذه الرئيس السوري بشار الأسد بإلغاء منصب المفتي والإطاحة بأبرز المؤيدين للنظام المفتي أحمد بدر الدين حسون. البعض يرى أن القرار جاء على خلفية حرب سرية بين حسون ووزارة الأوقاف فيما يرى آخرون أن للأمر خلفيات أخرى.
المفتي المطرود معروف بنفاقه الكبير ليس فقط للنظام السوري، بل لجهات أخرى. وعلى سبيل المثال، عندما قام حسون في العام 2007 بزيارة إلى ألمانيا بدعوة رسمية، قال في كلمة له أمام البرلمان الألماني الاتحادي في برلين كلاماً أقل ما يقال فيه انه نفاق كبير مستخدماً صياغات تخالف الدين الإسلامي، فقط ليرضي الألمان. فقد قال مثلاً:
“لا توجد حضارة خاصة بشعب أو بدين دون غيره، بل هناك حضارة إنسانية مشتركة” كيف ذلك أيها المفتي المطرود؟ فكل شعب له حضارته. ثم يتطرق حسون المطرود من دار الإفتاء السورية، إلى (العلمانية) مشيداً بها، إذ قال: ” العلمانية ليست ضد الدين، وهي تعطي لكل إنسان كرامته وحقوقه ولا أرى أي تعارض بين الدين والعلمانية، “. ما هذا الهراء؟
إسمع يا حسون ما يقوله في هذا الصدد راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية وهو أيضاً سياسي ورجل دولة وحقوقي ومفكر إسلامي،:” التصور الشمولي للعلمانية الفلسفية الأصولية التي تحكم اليوم العلاقات الدولية اليومية السياسية والاقتصادية وعالم السياسة والاقتصاد والفنون عموما، لا تتصادم مع الإسلام وحسب، بل تتصادم مع كل دين، ومع كل منظومة قيمية أخلاقية، وتمثل تهديدا جادا لكل روابط اجتماعية وإنسانية وتربوية، كما هي تهديد للبيئة ذاتها ولمصير الإنسان”.
ويواصل حسون تملقه بقوله: “أنا مسلم علماني، ولست ضد العلم والعلمانية”. ما شاء الله عليك يا أبو الحسن. اسمع ما يضيفه الدكتور الغنوشي وهذا ينطبق عليك:” العلمانية الشاملة تتجه قدما إلى نزع القداسة عن كل شيء وطرد المقدس من العالم ومن كل نشاط اجتماعي أو خلقي”
المفتي السابق المطرود ظل سنوات طويلة في خدمة نظام الأسد وبالتحديد منذ العام 2004، وهو المفتي الذي عرف بين المعارضين السوريين باسم “مفتي البراميل” لأنه أجاز إلقاء البراميل المتفجرة على المعارضين لنظام الأسد.
لقد وصل الأمر بنفاق المفتي السابق حسون لنظام الأسد إلى تفسير آيات قرآنية لصالح النظام الأمر الذي أزعح المجلس الفقهي في وزارة الأوقاف السورية وانتقد حسون بلهجة شديدة في بيان له. فقد نسب إلى حسون قوله “إن خارطة سوريا مذكورة في القرآن وأن المقصود بـالإنسان في آية (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) هو الإنسان السوري فقط”. كما قام بربط السورة بالمهاجرين، معتبرًا أن “من ترك البلاد سيلقى عقابًا من الله، مستشهدًا بتفسيره لآية (ثم رددناه أسفل سافلين”)
وأوضح البيان “أن تفسير المفتي حسون لسورة (التين)، هو “كلام ضيق، لا ينطلق من دراية بقواعد تفسير القرآن الكريم وأن التفسير بهذا المفهوم الضيق بعيد عن المقصد الإنساني الذي أراده الله في هذه السورة، وأن منهج المتطرفين والتكفيريين يعتمد على تحريف تفسير آيات القرآن لأغراض شخصية”.
بعض المحللين يرى أن المرسوم الذي أصدره بشار الأسد بإبعاد أحمد حسون عن منصب مفتي يستهدف تعزيز قبضة نظام بشار الأسد على المؤسسة الدينية في سوريا بشكل كامل وتقليص صلاحيات الطائفة السنية التي تعتبر دار الإفتاء مركزا لها.
حتى أن المجلس الإسلامي السوري” المعارض الذي يتخذ من إسطنبول مقراً له، وصف قرار الأسد بـ”عدوان على السوريين وهويتهم، من أجل إدخال عناصر أجنبية موالية لإيران، في إطار مشروع ولي الفقيه في المنطقة”.