– الانتخابات في الجزائر 2021
تاريخ النشر: 19/11/21 | 5:03الانتخابات يستحيل ان تمر إنتخابات ولا أتذكر المبدع عثمان عريوات وكاتب ومخرج الفلم الأجمل ” كرنفال في دشرة ” لمحمد أوقاسي (1)
لكن هل اكتب عن الانتخابات ؟
رغم منع نفسي ” مبدئيا ” عن ذلك ، إلا أن تصرفات كثيرة تدفعك دفعا للكتابة للتاريخ ! مع معوقات كثيرة ( ادناها ان يظن بعض ” الزملاء ” انهم معنين مباشرة بما تكتب وقد يعتبرون ذلك قدحا ” غير مبرر لذواتهم ؟” او حملة مضادة ؟ )
الا ان هناك ملاحظات نوثقها لعل وعسى نعود إليها :
1- هناك من ترشح طمعا في الحصانة (وفي حدود علمي فالحصانة خاصة بالبرلمان . وهم عادة من كانوا من قبل في المجلس ومن ذاق البنة ما يتهنى ؟ ) وهناك من يرغب في الوظيفة وخصوص المتقاعد وآخر في المكانة الاجتماعية…
2- تجمعهم تقريبا اهداف مشتركة دعائية بتحسين اداء عمل البلدية ويتم التركيز على عمل الموظفين والعمال البسطاء وقد تستغرب معي كيف لمن لا يمارس عملا ان يتحكم في موظف او عامل يكبر في المستوى والاقدمية و…يجب اعادة النظر بجدية في تحكم رئيس البلدية في الموظفين ؟ فهناك فعلا استغلال فاحش للمنصب .
وفي المقابل اصبح كل عمال البلدية يترشحون ومن الواضح شرر الانتقام .
3- عودة الغناء #الزردة والصخب بقوة وكأن المكتب الذي فيه غناء أكثر هو من سيفوز ؟دون أي احترام
4- موضة ” ظاهرة وطنية ” انتقال مناضلين قدماء من حزب لآخر دون حياء ولا خجل ! (اما غير المناضلين فأمرهم مألوف ). فرئيس بلدية نجح باسم حزب وعاد الى الحزب العتيد ومرر 05 سنين عجاف على الناس .
5- احزاب ما كان يصنف ” اسلامانيا” دون مشروع ” إسلامي” تلاشت ولا يتوقع لها إلا الزينة ( تحالف غريب عجيب اقرب الى ما سمي التعالف! )
6- استياء من ظاهرة الانتقال من حزب لآخر وتبرير البعض ذلك بالمقارنة مع من كان يدعوا للمقاطعة ثم يكون في حزب كان يطلب ان يجعل في المتحف !
7- بروز قوي لحزب التجمع الديمقراطي وتفوق ظاهري كبير رغم برودة الحملة الانتخابية وتركيز على فئة الشباب ومحاولة استظهارهم كأنهم على رأس القوائم ! ( وعمليا لا رأس القائمة في القانون الجديد )
8- تم رفض ترشح معظم رؤساء البلديات السابقين . والاذكياء منهم او ربما من تم ابلاغهم بالترشح في المجلس الولائي مروا بسلام وكانوا في معظمهم من حزب التجمع ؟
9- الحزب العتيد لا يريد ان يتجدد ! و مازال فعلا صراع الاجنحة القديم ؟ وربما ذلك مقصود ؟
الغريب ان شعار الحزب، كما كشف امينه العام ( الآفلان اختار “نتجدد ولا نتبدد”.) . مقتبس من شاعر أديب كاد يدفع حياته نتيجة تلك القصيدة : الأديب :عمر أزراج (2) والقصيدة المدوية الفارقة . استسمحك لمشاركة شعور( تذوق شعر ” ثوري ” ) : و الشعر ليس كل الشعر ” يؤرقني”! لكن هناك من الشعر ما يعجب كل حر وذواق ( وبغض النظر عن جمال كلماته أو حسن تنسيقه !) الذي تطغى المحسنات ” الطبيعية : الزمانية والمكانية” على قوته وجودته وتعلوه طلاوة وتزيد قصته وسرعة إنتاجه ” رونقا” وكلما كان ثوريا ومعارضا كلما كان أجمل ( هل انت جاهز لسماع قصة القصيدة ؟ التي كاد ان يقتل الشاعر بسببها. ثم يبناها الحزب ربما متأخر جدا ؟ ) :
في عهد الحزب الواحد ( ح.ج.ت.و. الآفة الآن) .رواية 1948! حيث تشك في الأب والأخ والولد قبل الصديق ( للجدران آذان ) حيث يكتم صوت الحق بكل الطرق ( غير المشروعة قبل المشروعة ! والترهيب قبل الترغيب أو بالتزامن ) والضرب في الحزام تحته وفوقه دون رحمة « منين جات جآت » ( يتهم المناضل بالسوء : زير نساء متعاطي خمر ..فاجر! او حتى مجنون ) …في هذه الظروف ” المشؤومة الموبوءة !” تنطق كلمات اكيد ليست كالكلمات المألوفة ” ضد التيار ” ستخلد ” الموقف الشجاع والذي ” سيخلد ” – ( لولا شعر احمد مطر اولا ثم نزار قباني ومن معه لاحقا لما كنت اؤمن الا بالشعر المعروف المعلوم القافية ) .
في عهد الحزب الواحد والوحيد ” جبهة التحرير الوطني ” ببعده الثوري ( الشرعية الثورية – التي لم تزلها أبدا الشرعية الدستورية ! ولو بعد سنين طويلة أمدا . والتي اقتصرت في تولي المناصب لمن شهد له شاهدين ثم ورثت ) . كانت علاقة ثنائية “المثقف بالسلطة ” في تضاد وبشرخ عميق ! تريد منه أن يكون تابعا ، وتأبى عليه نفسه ودينه وقيمه …أن يكون كذلك ! وتأدلج المتأدلجون وخون الصادق وضاقت به الارض بما رحبت ، فنطق بالدرر ( الذي بين قوسين تعقيبي)
تحت عنوان العودة إلى تيزي راشد كانت القصيدة الرمز حيث يطلب الشاعر من الحزب الواحد ان يغير سلوكه
هكذا ضاعت بلادي…… وكذلك تضيع البلدان
ايها الحزب الوحيد …. FLN ج ت و وهي لازمة مكررة
ادرك الشيب الصغار … (كبر من كان صغيرا « فاقو : العيال كبرت )
ايها الحزب الوحيد ….( احمد مطر في قصيدة عباس
غزت النار الديار …..( معآني كبار )
ايها الحزب الوحيد
ايها الجالس كالفقر علينا
ايها الحزب الوحيد
نرفض النزهة في السجن …( الوطن سجن كبير ! ولو كنا نحن نتنزه ! … 🙁 ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ).لاحظ ذو العقل ” في النعيم “!! شاعرنا عمر الذي نطق بهذه الكلمات لم يكن يعيش في فقر !؟ بل كان محترم جدا. لكن وضع البلد المزري لم يرق له .
والإنجاب في المنفى المشجر .(وضع المعارض بين خيارين لا ثالث لهما
ايها الحزب المحجر ….(. )
ايها الحزب الوحيد الأوحد
ايها الحزب الذي فرخ قطعان الطحالب .. رمزية قوية
ايها الحزب الوحيد
ايها الحزب الذي حول اجراس الينابيع مخالب أكثر رمزية
والخلاصة لاحظ استعمل الجمع ” إنا ” فكان يتحدث باسم المضطهدين المقهورين :
إنا نطلب شيئا واحد منك …..( لاحظ انت وحيد نطلب منك واحد فقط ” وهنا كان الابداع وخلود الكلمات : فيا ايها الحزب الوحيد :
1- تجدد : من هياكلك العليا الى الدنيا ” من اللجنة المركزية والمحافظة والقسمة الى الخلية “!
2- أو تعدد : طلب فتح التعددية الحزبية في ذلك الزمن كفر بواح – ودعوة إلى الاستقلال التي ترجمتها كما فعل أحد الصحفيين المترجمين الجدد قال :” الانفصال “! وعقوبتها الاعدام !
3- أو تبدد : وهي النتيجة الحتمية للتقوقع والنظرة ” الأحادية ” الديكتاتورية )
إنا نطلب منك شيئا واحدا :
– تجدد
او
-تعدد
او
-تبدد
فانا القائل لا واحد إلا الشعب والباقي زبد …( رمزية الشعب هو ” الواحد ” وليس الحزب .والسلطة للشعب وحده – المادة 07 لا للحزب ولا للعسكر !- ..والإشارة الجميلة ” الباقي زبد !” إلى قوله تعالى :” فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَیَذهَبُ جُفَاۤء وَأَمَّا مَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَیَمكُثُ فِی ٱلأَرضِ كَذَلِكَ یَضرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمثَالَ).[سورة الرعد 17]. الجميل جدا في الاستدلال بهذه الإشارة هو أن الآية كانت تتحدث عن الصراع بين الحق والباطل وان هذا الأخير إلى زوال مهما طال ( كَذَلِكَ یَضرِبُ ٱللَّهُ ٱلحَقَّ وَٱلبَـٰطِلَ .
—— تهميش —————–
(1) كرنفال في دشرة هو فيلم جزائري كوميدي، تم إنتاجه في سنة 1994. تم تصويره بالكامل في مدينة بسكرة، يميز الفيلم لغة شعبية (الدارجة).من بطولة عثمان عريوات ،مصطفى، صالح أوقروت و لخضر بوخرص و اخراج محمد وقاسي
حكاية الفيلم – الأسطورة – :
تصاحب تطور المجتمع الجزائري زمن الثمانينات من خلال ترشح شحات “طلاب” (مخلوف البومباردي) و” مغني ” -برتبة فنان غُرِرَ به لاستعماله – في منصب رئيس بلدية « دشرة » تظهر البداوة من خلال اللباس والبيوت و…ومكتب شيخ البلدية والاجتماعات وبداية السرقة ( من الڨرض الى مدام دليلة ..) لكن تطور آخر يبرز في تغير الى تحسن في اللباس وتغير أنماط السرقة والفساد من خلال التوظيف العشوائي والمفهوم الخاطيء ” للثقافة ” وحصرها في الغناء والسياحة في الشكل الخارجي فيبدأ في تحضير المترشح كمدير للثقافة بأن يغني اغنية بالبندير ويقول كلمة او كلمتين ” بالفرنسية “…ويصر شيخ البلدية أن يكون هو مدير الثقافة ؟! “ويڨبضها بالكل”…..يختتم هذا المشهد من الفساد بحمار وسط زردة مرحب به بالغناء !!؟؟ وهذه مؤلمة جدا ….وعندما تغلق كل طرق الفساد يحاول البعض خلق مجال آخر للنهب والفساد وهو بالتحضير لمهرجان أو كرنفال في هذه البلدية ( وهو عنوان الفلم Carnaval ) وكان احسن اختيار لأنه آخر ما توصل إليه فكر الفساد فيجرى صفقات وهمية ويستقدم العاب في شكل تكنولوجيا …..في مشهد فارق يقول ” المغرر به “. رئيس البلدية ( وهو يكتشف انه تورط وخدع في نهب المال العام ).كلمة خطيرة جدا :” خداعين ” ؟ وهي كلمة عميقة جدا في الموروت الثقافي الشعبي الجزائري تشبه الى حد كبير ” حقرونا ؟” مرفق .
(2)
منقول تعريفي:
عمر أزراج كاتب وشاعر جزائري وكاتب مقالات في الصحف اليومية ومن النقاد المعروفين في الساحة الأدبية والثقافية العربية ولد في 28 أيلول/سبتمبر 1949 بمنطقة بني مليكش بولاية بجاية ولاية بجاية التي تقع في منطقة شرق/شمال الجزائر العاصمة وهو مقيم منذ عام 1986 في لندن. شاعر متمرد في الشعر والسياسة من أصول أمازيغية.طفل لتاجر خضر درس في المدارس الفرنسية، وبالتالي تعلم الأمازيغية ثم الفرنسية، ويقول “إلى أن بلغت عمر 12 عاما لم أكن أعرف من اللغة العربية إلا ما أسمعه من آيات قرآنية”. ويقول إن والده قال له ذات مرة أنه إذا امتلك اللغة الفرنسية سوف تفتح له أبواب الدنيا في حين إذا امتلك اللغة العربية سوف تفتح له أبواب الجنة، ويفيد أزراج بأنه اختار الخيار الثاني. كاتب دائم في صحيفة العرب اللندنية في قسمي الآراء السياسية وفي الشأن الثقافي، ومساهم في مجلة الجديد التي تصدر من لندن. له كتابات شعرية تمت ترجمتها إلى أعمال موسيقية من ذلك قصيدة إذا عدت بعدي التي أدها الفنان المصري محمد الحلو.
تحصل عام 1994 على جائزة اللوتس الأفروآسيوية للأدب التي يمنحها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا.
مسيرته العلمية
1- طالب في مرحلة الدكتوراه فلسفة في اختصاص الدراسات الكولونيالية وما بعد الكولونيالية بجامعة كنت في بريطانيا 2002-2008 بالأطروحة الموسومة (تأثيرات الثورة الجزائرية على تكوين الفكر الفرنسي المعاصر ما بعد الحداثة).
2- ماجستير في الدراسات الثقافية من جامعة إيست لندن، بريطانيا 1993 – 1995 (دراسة وأطروحة).
3- دبلوم الدراسات العليا في الدراسات الثقافية من جامعة إيست لندن، بريطانيا عام 1992 – 1993(دراسة).
4- شهادة الحلقة الدراسية في فلسفة جاك درينا من جامعة سيتي يونفرسيتي بالعاصمة البريطانية لندن 1997 (دراسة).
5- شهادة الحلقة الدراسية في التحليل النفسي (النظرية من فرويد إلى جاك لاكان) من مركز فرويد للدراسات والأبحاث بلندن عام 2000 (دراسة)
مسيرته المهنيية.
انطلقت مسيرة الشاعر الجزائري أزراج عمر في الجزائر كمستشار تربوي مكلف بالتربية الفنية بولاية البوبرة بين عامي 1973 و1880، بعد ذلك تم انتخاب في عام 1981 كأمين وطني مكلف بالعلاقات الدولية في اتحاد الكتاب الجزائريين بالجزائر وقد شغل هذا المنصب إلى غاية عام 1985.
وفي نفس الفترة تلمس طريقه الصحفي حيث عمل في مجلة المجاهد الأسبوعي (1981-1981. اتقل بعد ذلك إلى العمل كصحفي ومعلق سياسي وثقافي في مجلة الدستور بلندن، بريطانيا ما بين عام 1986 وعام 1990.
ومنذ عام 1990 أصبح يعمل لفائدة صحيفة العرب اللندنية كصحفي وكاتب زاوية يومية، ومازال يجود بكتابته في صحيفة العرب إلى اليوم.
كما شغل العديد من المهام من ذلك عضو اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، في الاتحاد السوفياتي سابق، عضو مؤسس لجمعية الفلسفة القلرية في بريطانيا، عضو جمعية الثقافة العربية في بريطاني، وعضو الأمانة التنفيذيةلمنظمة الأحزاب الاشتراكية والتقدمية لدول البحر المتوسط في مالطا.
أعماله.
كل كتابات أزراج عمر باللغة العربية التي يعشقها ومن بينها ( لم اطلع على اي منها للاسف – ولم اجدها لا في المكتبات ولا على النت )
• ديوان وحرستي الظل 1975
• الحضور (مقالات أدبية) 1977
• الجميلة تقتل الوحش ديوا شعر 1978
• أحاديث في الفكر والأدب (حوارات فكرية وأدبية) [1] 1984
• العودة إلى تيزي راشد (ديوان شعر) 1984
• منازل من خزف (دراسات في السياسات الثقافية الجزائرية [2] 1995.
• ديوان الطريق إلى أنمليكش وقصائد أخرى [3] 2005.
عزوڨ موسى