من ورّط أسرى الداخل بتعهد يعيدهم للسجن
تاريخ النشر: 23/10/11 | 23:23يطالب الأسرى المحررون من الداخل من الجهات المصرية بالتحقق من حقيقة قيام وكيل مصري بالطلب من الأسرى المحررين التوقيع على تعهّد قد يعيدهم إلى السجن لسنوات طويلة لأبسط الأسباب.
فقد تبين أن أسرى الداخل الذين تم إطلاق سراحهم كانوا قد وقّعوا على تعهّد وضعته المؤسسة الإسرائيلية، يقرون فيه بعدم العودة إلى التحريض وإلى الأعمال التي أدت إلى أسرهم، ولكن يوجد شرط غريب آخر يمكن أن يعيدهم للسجن لمجرد ارتكابهم أية مخالفة بسيطة كمخالفة سير أو مخالفة جنائية أو بناء دون ترخيص.
و قال المحامي توفيق جبارين الذي يمثل الأسير المحرر محمد جبارين، إنه طالب قيادات 48 بالتدخل لدى مصر وسفارتها في تل أبيب، لتضغط بدورها على إسرائيل من أجل إلغاء هذه التعهدات.
وأوضح المحامي أن سلطة السجون أجبرت الأسرى عشية إخراج صفقة تبادل الأسرى بالتوقيع على التعهد وسط ضغط عليهم وتهديد لهم بأنها ستمنع خروجهم من السجن في حال رفضوا التوقيع ما دفع عدداً منهم إلى الخضوع لتلك الضغوط.
وذكر أن التعهّد فيه بند فضفاض يمكن للسلطات الإسرائيلية تفسيره كما تشاء، كما يمكنها تفسير التحريض على النحو الذي تراه هي حتى لو كان ذلك مجرد مشاركة في مظاهرة أو احتجاج بسيط، كما أن الأسير يتعهد بعدم ارتكاب أي مخالفة تتجاوز عقوبتها ثلاثة أشهر من السجن بحسب القانون الإسرائيلي، وهذا يمكن أن يشمل مخالفات سير ومخالفات بناء وغيرها من الأمور التي يمكن لأي إنسان أن يصادفها في حياته اليومية. وطبعاً الحديث هنا ليس العودة إلى السجن للمدة التي تحتملها تلك المخالفة، ولكن الحديث عن عودة لإتمام المدة التي كان قد حُوكم بها عند أسره، أي لو أن أحد الأسرى محكوم بمؤبد على سبيل المثال وارتكب مخالفة تتجاوز عقوبتها ثلاثة أشهر فإنه سيعود إلى السجن لقضاء المؤبد الذي كان قد حكم عليه به من قبل وهذه مأساة حقيقية”.
وزاد أن موكله أخبره أن “وكيلاً مصرياً تدخل لإقناع الأسرى بالتوقيع على التعهد مدعياً أن اتفاقية التبادل بين إسرائيل وحماس تحتم ذلك رغم إن هذا الأمر ليس صحيحاً. وحتى نكون أكثر دقة نقول إن الإسرائيليين قاموا بتعريف ذلك الشخص على أنه مصري وكذلك فعل هو ولكننا لا نعرف حقيقة الأمر. ولكن إن صح هذا الكلام فلابد أن تتحمل الحكومة المصرية مسؤوليتها بإلغاء التعهدات وأن تحقق بهوية ذلك الوكيل وأن تعاقبه إن ثبت فعلاً تدخله بالموضوع، وذلك لخطورة التعهد”.
وأردف جبارين أن هذا التعهد يعني أن الأسير المحرر محكوم عليه بالحبس المنزلي طيلة حياته لأن أبسط نشاط يمكن أن يعيده للسجن، وبالتالي فإن المخرج من هذه الأزمة هو مخرج سياسي وليس قانوني وعلى مصر أن تتدخل لإبطال هذه التعهدات ولمعاقبة المصري المجهول إن كان له وجود حقيقي في هذه القصة.
المصري ومصر ينفيان
ومن جانبه نفى القيادي في حركة حماس مشير المصري أن تكون هذه التعهدات جزءاً من الصفقة واعتبرها تجاوزاً إسرائيلياً. وأضاف أن “معظم الأسرى رفضوا التوقيع على هذه الورقة إلا من اضطر لذلك تحت الضغط الشديد من إخواننا في أراضي 48 كونهم تحت قبضة الاحتلال مباشرة. ليس هناك ثمة اتفاق على هذه التعهدات وبالتالي أي تجاوز من قبل الاحتلال يعتبر تجاوزاً لاتفاق الصفقة وأي إخلال بالاتفاقية سيتحمل الاحتلال مسؤوليته”.
وأضاف “نؤكد أن الاتفاق واضح والأخوة المصريين يتابعون كل ما يجري وسيكون هناك لقاء تعقده القيادة المصرية لمتابعة ملف الأسرى المحررين. هذه التعهدات هي محاولة ابتزاز واستبعد أن يكون أحد الأخوة المصريين قد طلب التوقيع على تعهدات فربما لا يكون ذلك الشخص مصرياً”.
أما القنصل المصري في تل أبيب سامح نبيل، فقد نفى أن يكون أي وكيل مصري قد طلب التوقيع على تعهدات. وزاد “عندما توجهنا للسجون للتأكد من أسماء الأسرى المحررين ومن أن الصفقة تسير على ما يرام، سمعنا أن عدداً من الأسرى كانوا قد وقعوا على تعهدات ونحن لا نعرف ما هي هذه التعهدات أصلاً. الجانب المصري الذي بذل جهوداً كبيرة لإتمام الصفقة كان حريصاً على إنجاحها وتحقيق ما تم الاتفاق عليه في الصفقة دون أي زيادة أو نقصان وبالتالي فإن هذه التعهدات ليست جزءاً من الصفقة”. يُشار إلى أن التعهدات تشمل أيضاً أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة ولكن ببنود مختلفة.
عن “العربنت”