الكرمل 48: ليُقطع دابر العنف ويده الّتي يبطش بها ورجلاه الّتي يسير بهما
تاريخ النشر: 23/11/21 | 18:02بيان هامّ
ليُقطع دابر العنف ويده الّتي يبطش بها ورجلاه الّتي يسير بهما
يدين الاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48 بشدّة مسلسل العنف عامّة، وبخاصّة هذه الموجة الأخيرة الّتي اُستهدفت بها عدّة نساء من مجتمعنا العربيّ. حتّى وصل الأمر لدرجة إطلاق النّار على مديرة مدرسة في مدينة عرابة البطّوف أثناء أداء واجبها ورسالتها التّربويّة. فإلى أيّ درك من جحيم الحياة وصلنا! وكذلك قّتلت سيّدة من قرية الجديدة وأخرى في قرية قرب رام الله، تُقتلان بوحشيّة بلا ذنب وبلا خيار. مسلسل رهيب ومخيف يطال كلّ مقدّساتنا الأخلاقيّة والاجتماعيّة ويزعزع ثوابت وجودنا وأسس تطوّرنا في هذا الوطن. لا يمرّ يوم بلا اعتداء وعنف ودماء! لا يمرّ يوم بلا طعن وضرب وقتل وإزهاق أرواح!
لذلك ولوقف هذا المسلسل الدّمويّ نطلق صرختنا عالية مدوّية “كفى”! ونحن ندرك تمامًا أنّ جهات مشبوهة وسلطويّة ومعادية لكلّ ما عربيّ وفلسطينيّ وثمّة أذرعة أمنيّة لها، لا تتورّع عن مدّ يد العون لعصابات الإجرام في الوسط العربيّ لتفتيته وحرفه عن الاستمرار في مسيرته الوطنيّة وإلهائه عن قضاياه المركزيّة الوجوديّة والحضاريّة. زد على ذلك ظروف النّاس المعيشيّة اليوميّة الصّعبة من غلاء وبطالة وانخفاض أجور ومخصّصات بائسة لا تضمن للإنسان عيشًا كريمًا، فتجعل بذلك الطّريق ممهّدة لانفلات الجرائم الهمجيّة. وكذلك النّظرة الظّلاميّة والسّلبيّة ضدّ المرأة وحرمانها من حقوقها في العمل والتّعلّم والخروج والإنتاج إلى جانب الرّجل.
نضمّ صوتنا إلى أصوات كثيرة شجبت استشراء هذا المسلسل، وبخاصّة ضدّ النّساء في الأيّام الأخيرة ونعلن نحن في الاتّحاد العامّ للأدباء الفلسطينيّين – الكرمل 48 وقوفنا بقوّة وحزم ضدّ هذا العنف الّذي تقف من ورائه سياسة مبرمجة ومخطّط لها، وفي الوقت نفسه نتضامن مع أهالي النّساء المغدورات ونتعاطف مع الأهالي جميعا ونطالب بوقف هذا الاتّجاه الخبيث المستشري بين ظهرانينا، ونطالب أيضًا السّلطة بتشديد قبضتها ضدّ العنف وجمع السّلاح المنتشر، ونطالب سلطاتنا المحلّيّة والقطريّة وجميع هيئاتنا الثّقافيّة ومؤسّساتنا الاجتماعيّة وحركاتنا وأحزابنا السّياسيّة بتكثيف العمل والتّوعية لصدّ هذا الوباء الكاسح الّذي إن سكتنا حياله فلن يبقي ولن يذر. نثق بشعبنا وبقدراته وكوادره ومؤسّساته وصموده أمام العاصفة وسنعبرها معًا بسلام مهما ادلهمّ الظّلام إلى غد مشرق ومستقبل ساطع بالأمل والحرّيّة والحياة الكريمة.