أزمة عمالة النساء العربيّات في النقب
تاريخ النشر: 28/11/21 | 8:28*توما-سليمان: “لا زلنا بعيدين عن الهدف المنشود، هنالك حاجة ماسة لنماذج تشغيل ملائمة خصيصا لفئة النساء العربيّات”*
قامت اللجنة البرلمانية للنهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندرية برئاسة النائبة عايدة توما-سليمان مطلع الأسبوع الحالي بجولة واسعة في النقب هدفت الاطلاع على إمكانيات وظروف عمل النساء البدويات.
المعطيات بشأن عمل النساء العربيات عامة مقلقة جدا، إذ وبحسب وزارة الاقتصاد بلغت نسبة النساء العربيات العاملات في شهر أيلول هذا العام 41.4% مقارنة ب 81.3% من النساء اليهوديات. تقول النائبة توما-سليمان: “رغم انني لا اؤمن أن هذه المعطيات صحيحة، وأن الوضع بعد الكورونا أصبح أسوأ بكثير، اذ أن هنالك عوائق أمام كل امرأة عربيّة بكل ما يتعلق بالانخراط بسوق العمل، ولكن العوائق أمام النساء في النقب مضاعفة، حيث الافتقار إلى البنيّة التحتيّة هناك يكاد يكون منقطع النظير مقارنة بأي منطقة أخرى في الدولة، أضف إلى ذلك انعدام فرص العمل بشكل عام في النقب والفرص المتاحة للنساء خاصة”. وتابعت النائبة: “أعتزم بشكل خاص متابعة موضوع عمل النساء العربيات عامة والبدويات خاصة من خلال هذه الدورة في اللجنة لذل عمليًا افتتح جولات اللجنة بهذه الجولة في النقب”.
افتتحت الجولة بزيارة لمصنع “نزيد” ولقاء مع صاحب المصنع السيّد ابراهيم نصاصرة والطاقم المهني فيه. نصاصرة، رجل أعمال من سكان اللقية ويشغل منصب رئيس ومؤسس مجموعة “تمام” التي تنشئ مشاريع تجارية واجتماعية في المجتمع البدوي في النقب. يقول نصاصرة: “تقاس مرونة وقوة الدولة من خلال أضعف الفئات فيها وأكثرها عزلة. أود رؤية عدد أكبر من النساء في مجال الصناعات التكنولوجيّة والمحوسبة”. من الجدير ذكره أن المصنع يوفر اليوم مكان عمل ل- 120 امرأة بعد أن شهد ارتفاعا ملموسا بعدد النساء العاملات فيه بالسنوات الاخيرة.
المحطة الثانيّة من الجولة كانت في مركز الريّان في رهط بمشاركة ممثلين عن وزارتيّ الاقتصاد والرفاه الاجتماعي حيث استمعت النائبة وطاقم العمل في اللجنة الى طاقم المركز الذي عرض خطط العمل، النجاحات، الصعوبات والتحديات. وفي حديثه تطرق السيّد موسى الكرناوي، مدير مراكز “الريّان” في منطقة الجنوب، للتحدي الأكبر وهو إيجاد الوظائف حيث قال: “نحن نتحدث عن التدريبات المهنيّة ولكن حين أذهب إلى الكسيفة على سبيل المثال لا أجد وظائف لاشغالها، كما وأنه نجد صعوبة بالغة في الوصول الى العاطلين عن العمل”.
وانهيت الجولة في قرية اللقية في مقر جمعية “سدرة” بلقاء مجموعة من منظمات المجتمع المدني التي تبذل جهود جبارة في تطوير مشاركة النساء في سوق العمل. حيث عرضت المنظمات معطيات مقلقة بشأن عمل النساء البدويات في ظل أزمة كورونا خاصة، اذا شهدت نسبة النساء العاملات في النقب انخفاضا ملموسا، ارتفاع الفروق بين أجور النساء وأجور الرجال، زحف بطئ في الرجوع الى اماكن العمل، انعدام خدمات تشغيل ملائمة وانخفاض في نسبة الأكاديميين الذين يخرجون إلى سوق العمل. لعل أكثر معطى مقلق يتعلق بانتشار مكاتب العمل إذ وبحسب معطيات “منتدى التعايش السلمي في النقب” لا توجد مكاتب عمل اطلاقا في كل من: الكسيفة، حورة، تل السبع وعرعرة بالرغم من التعداد السكاني الذي يستوجب ذلك.
وبهذا غطت الجولة ثلاث أوجه مختلفة لنشاطات وأماكن عمل تدعم النساء: مبادرات تجارية في القطاع الخاص، أذرع الدولة ومبادرات المجتمع المدني في العمل الاجتماعي والاقتصادي النسوي.
ولخصت النائبة توما-سليمان: “أعلم جيّدا اننا لا زلنا بعيدين عن الهدف المنشود، وأن جائحة كورونا جمدت ما استطعنا تحقيقه من تقدم، وبالرغم من ذلك كل زيارة للنقب تملأني طاقة وتزيد من عزيمتي على المتابعة والاستمرار. كل التقدير لنساء النقب الصامدات أمام التمييز والعنصرية والتحريض. نجاحكن هو مسألة وقت فقط لا غير”.