“النطف” التي أصبحت فيلما – مشروع عربي يسيء لأسرى فلسطين- بقلم:أحمد حازم
تاريخ النشر: 09/12/21 | 11:04فيلم “أميرة” الذي أصبح حديث الساعة في العالم العربي، لأنه أحدث ردود فعل غاضبة جداً لدى الفلسطينيين والأردنيين، حيث اعتبروه إهانة قوية للأسرى الفلسطينيين وللقضية الفلسطينية، واتهموا المشرفين على الفيلم بخدمة أهداف إسرائيلية. فماذا تتضمن حكاية الفيلم وعن أي موضوع يتحدث هذا العمل الفني المتهم بالإساءة لأسرى الحرية في السجون الإسرائيلية؟
فيلم “أميرة” من انتاج أردني وإخراج مصري ومشاركة ممثلين من فلسطين وألأردن، تدور أحداثه حول قضية تهريب النطف في السجون الإسرائيلية، حيث يناقش الفيلم قصة نطفة خرجت لزوجة أسير أنجبت طفلة وعاشت وهي تعتقد أنها ابنة الأسير، لتكتشف فيما بعد أنها ابنة سجان إسرائيلي قام باستبدال العينة قبل أن يتم تسليمها.
زوجات الأسرى اللواتي نجحن في تهريب النطف، يرون أن الفيلم تعرض إليهن بإساءة بالغة . زوجة الأسير عمار الزين (أم مهند)، صاحبة أول تجربة في تهريب النطف عام 2012 أعربت عن رأيها في الفيلم بالقول:” إنّ هذا الفيلم لا يمكن أن يزعزع إرادة عوائل الأسرى أو زوجاتهم؛ لأنهم يثقون تمامًا بمشروعهم ولا يتأثروا بهذا الحديث”
الفنان الأردني ساري أسعد نقيب الفنانيين الأردنيين السابق، الذي كنت أول صحفي يلتقيه من صحفيي فلسطينيي الداخل في منتصف سنوات التسعينات في عمان، قال في تصريحات صحفية إنّ قضية النطف المهربة هي قضية إنسانية وأخلاقية ونضالية، ولا يمكن القبول بإساءة أو التشكيك في الأسرى داخل سجون الاحتلال. وان فيلم أميرة، “يسيء للشعب الأردني قبل أن يسيء للقضية الفلسطينية”.
مسؤول ملف الأسرى بلجنة “مهندسون لأجل فلسطين والقدس” المحرر الأردني مازن ملصة قال إنّ فيلم “أميرة” يمثل عدوانا صارخا وتجاوزًا لكل الخطوط الحمراء الأردنية. وأكدّ أن الإنجاب عبر “النطف المهربة” واحد من أهم أوجه التحدي والصمود والتعبير عن إرادة الحياة للأسرى، مشيرًا إلى أن أسلوب الطرح واختياره مُستنكر كونه يشوّه الأسرى ونضالاتهم.
من المباديء التي يسير عليها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حسب قوله: “ضرورة حماية القضية الفلسطينية والدفاع عنها” فهل هذا العمل يحمي القضية الفلسطينية حتى يتم اختياره ليمثل الأردن في مهرجانات دولية ويرشح للتنافس على جائزة (أوسكار) عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة 2022، بحسب إعلان سابق للهيئة الملكية الأردنية للأفلام؟
باعتقادي أن القبول الأردني بعرض الفيلم يحمل في طياته أمرين أو سببين: أولهما إما عدم استيعاب الجهات الأردنية المعنية للهدف الحقيقي للفيلم، وهذه مصيبة، وإما أن يكون لها تفسير آخر لأحداث الفيلم وهنا تكون المصيبة أكبر.
تعالوا نحلل الأمور خطوة خطوة: من المعروف أن سيناريو أي فيلم يجب أن يقدم لهيئة مختصىة تتولى مهمة مراقبة مضمون الأفلام . وهذه الهيئة وافقت على فيلم “أميرة” السيء سياسياً. والسؤال المطروح لماذا الموافقة؟ هل دخلت العلاقات والوساطات على الخط؟ أم أن الجهة (المراقبة) لم تفهم خلفية مضمون الفيلم؟ سؤال بحاجة إلى جواب.
المخرج المصري نفسه محمد دياب يدرس القصة ويراجع السيناريو. ألم يلاحظ المخرج المصري حقيقة خلفية هذا الفيلم، أم أنه كمخرج لا يهمه خلفية الفيلم السياسية بل فقط مضمون قصة الفيلم ومدى نجاحه بغض النظر عما إذا كان يحمل إساءة أو لا يحمل؟
وأخيراً، ماذا عن الممثلين الرئيسيين أيضاَ؟ ألم يراجعوا السيناريو المعد لهم؟ ألم يشتموا رائحة كريهة تصل إلى (الخيانة) في سيناريو هذا الفيلم؟ لماذا وافقوا عليه جميعهم رغم مضمونه؟ أسئلة كثيرة مطروحة بحاجة إلى أجوبة.
وانطلاقا من تقديرنا للمملكة، نقول بصوت عال: على الجهات الأردنية المختصة أن تعيد النظر في موقفها من هذا الفيلم وتمنع عرضه، وتقوم بسحبه من الترشيح لجائزة أوسكار باسم الأردن لأن عرض الفيلم باسم الأردن إهانة له وليس شرفاً.
فيلم رائع رغم عن انفك يا احمد حازم ايها المتطرف الحاقد