“زاهر” السجان و”أحمد ” السجين و”منصور” الساكت – بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 11/12/21 | 19:11

ضحكت ساخراً في نفس الوقت من خبر يقول “انه تم التحقيق مؤخراً مع سجاني سجن شطة للاشتباه بأنهم ضربوا السجناء بالعصي وهم مكبلون دون أي استفزاز من جانبهم وذلك خلال نقلهم إلى هناك من سجن جلبوع، حسب الاشتباه. تحقيق؟ ومتى تحقق الشرطة الإسرائيلية مع شرطي أو سجان يقوم بضرب سجين فلسطيني؟ فهل هذه إحدى نكات أعياد الميلاد؟ إذا كانت الشرطة تبرر وتدافع عن قتلة الفلسطيني بحجة الدفاع عن النفس، فكيف يمكن لها أن تتجرأ وتحاكم شرطي على ضربه لسجين فلسطيني؟ هم يضربون ويعذبون ويقتلون وأيضاً يكذبون.

صحيفة “هآرتس” نشرت مقالاً حول هذا الموضوع تحدث فيه كاتبه عما يفعله السجان الإسرائيلي بغض النظر عن ديانته يهودياً كان أم غير يهودي، مع السجين الفلسطيني. تقول الصحيفة:” السجناء الفلسطينيون الذين اشتكوا من مهاجمة السجانين بعد عملية هرب السجناء الستة من سجن جلبوع، قالوا في التحقيقات معهم أنهم تعرضوا للضرب والركل واللكم، وأن أحد السجانين سكب المياه الساخنة جداً عليهم وأن سجاني سجن “شطة”، الذين تم نقلهم إليه بعد عملية الهرب قالوا لهم: اليوم لا يوجد قانون ولا قاض، كانتقام على ما فعله السجناء الستة. السجناء الستة هربوا هذا أمر صحيح. ولكن ما ذنب السجناء الآخرين؟ لماذا استخدم معهم السجانون أحفاد هرتزل ومن معهم وظيفياً العنف بدون أي سبب؟ الانتقام والحقد والكراهية للفلسطيني المقاوم دفع بالسجان لهذا التصرف، الذي يتعلمه طبعاً من قيادته. لكن ماذا كانت نتيجة التحقيق يا ترى؟
على ذمة صحيفة “هآرتس” تم إبعاد اثنين من مصلحة السجون. ما شاء الله على هيك تحقيق وعلى هيك نتيجة. “إبعاد”؟ هذا كل شيء؟ هذه عدالة “الصهيونية”. من ينتقد “المحرقة” بمعنى من يبدي رأيه فيها بشكل يخالف رأي الصهاينة فهذا “حرام” ويتعرض للسجن، لكن عندما تقوم الشرطة يقتل فلسطيني أو تمارس أعمال تعذيب بحقه فهذا حلال ، وعقابه “الإبعاد”.

أحد السجناء الأمنيين، وحسب هآرتس” الذي شهد في الشرطة هو السجين أحمد قنبع من سكان جنين، وقد وصف لمحققي الشرطة أنه تم نقل جميع السجناء وعدد منهم كانوا حفاة إلى غرفة فارغة وهم مكبلون لبضع ساعات. وذلك بعد يوم على عملية هرب السجناء الستة، في ليلة السابع من شهر سبتمبر/ أيلول الماضي، تم نقلهم إلى سجن شطة. وعند الوصول إلى السجن “رفع السجانون أيدينا ودفعونا وبعد ذلك كبلونا بأصفاد حديدية”. وقال مضيفاً: إنه عند خروجه من سيارة النقل “كان بانتظاري ضابط اسمه زاهر، سحبني من الأصفاد وبدأ يضربني بشكل وحشي على رأسي ووجهي وظهري وجوانبي. وحتى أنه ضربني على عيني اليسرى التي بقيت منتفخة لفترة طويلة ومن كثرة الضرب، لم أعد أتذكر إذا كان الضابط قد استخدم العصا أم يديه فقط”.

المحامية نادية دقة، التي تمثل السجناء المشتكين، قالت في تقريرها حول شكوى قنبع: ” ان الأمور التي تظهر في وصف السجين تدل على سلوك عنيف بشكل خاص وغير مبرر، يتجاوز بشكل كبير القواعد. وتصل إلى درجة تعريض حياة السجين للخطر، وإلى درجة عقاب جماعي وسلوك بلطجي بما تعنيه الكلمة، الذي يقف خلفه السجانون”.

يكبلون السجناء ويضربوهم بدون رحمة. من يقوم بهذا العمل هو “زاهر” وشركاه في شرطة حكومة بينيت التي يصفق لها ويؤيدها عضو الكنيست منصور عباس الإسلامي الجنوبي الذي يدعو الله من أجل بقاء الائتلاف والحكومة. السجان، مهما كان اسمه وديانته فهو يقوم بممارسات ضد الإنسانية، ومنصور عباس المعروفة ديانته هو أيضاً مسؤول عن كل ما تفعله الحكومة وشرطتها وسجانيها لأنه داعم رئيس وأساسي للحكومة، خصوصاً أنه لم يتطرق إلى هذا الموضوع مطلقاً. تصوروا أن نفتالي بينت ذهب إلى النقب على رأس وفد بدون عباس وهدد وعربد وظل عباس ساكتاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة