شامي الخالدة وشيخي الرّائد
تاريخ النشر: 14/12/21 | 9:33بقلم: محمّد عدنان بركات
ابنتي الكبيرة أو سيّدتي الصّغيرة “شامي الخالدة”؛
فكّرتُ كثيرًا قبل كتابة هذه السّطور؛ فالكلمات تقف عاجزة أمام كيانك المشرق وابتساماتكِ السّاحرة..
أكتب الكلمة تلو الأخرى؛ فأمسحها بسرعة؛ أخاف أن تبخسكِ حقّكِ!
فلذة كبدي؛
ها هي ذكرى مولدك الرّابعة تأتي…
وها هي الأيّام تمضي مسرعة؛ تطوي خلفها شظايا الألم السّحيق لكنّها تنثره في أرجاء فؤادي المحزون؛ فالاشتياق حقّ والحنين واجب والعشق واقع؛ كيف لا والحديث يدور حول “حبيبة أبيها”؟!؛ تلك الأصيلة الخالدة الّتي جعلت نفسي مطمئنّة؛ و خطّت بروحها العميقة سعادة ما بعدها سعادة!! وابتسامة صادقة مشرقة مستمرّة…
شامي الحبيبة؛
أتذكرين نظرتك الأولى إليّ تلك النّظرة الكبيرة العظيمة الّتي تعكس الأمل وحُبّ الحياة؛ تلك النّظرة المميّزة الّتي تصاحبها ابتسامة رائدة؛ هي حياة دخلت حياتنا، هي حكاية عشق أبديّ ستخلّدها ألفاظُ الزّمان ودلالاتها الممكنة والمستحيلة؛ الظّاهرة والمستترة؛ أيّ نظرة كانت؟!
أتذكرين نظرتكِ الأخرى وأنتِ تتألّقين معجبة؛ تفخرين بما وصلتِ إليه من أصالة التّربية والتّعليم رغم صغر سنّك، تداعبين خدّيّ بأناملكِ النّاعمة؛ فيندسّ في أعماقي لذّة تقلب الألم أملًا وتفرش السّعادة في كلّ مكان!
أميرتي شام؛
أراكِ وأنتِ تبتسمينَ..
ترسمينَ فرحكِ وأنتِ تقفزين هنا وهناك في الجنّة، تدورين حول نبي الله إبراهيم عليه السّلام، وتمسكين بيد أمّنا سارة بوقار معجب…
أراكِ وأنتِ أجمل..أحسّ بكِ وأنتِ أكثر سعادة..
هنيئًا لكِ يا ابنتي…
وفي الوقت المتبقّي سنشتاق إليكِ..
فتذكّري أبًا هدّه الحنين وأمًّا لوّعها الاشتياق..
يا نبضَ قلبي؛
أعلمُ أنّكِ ستفخرين بنا وبما سنعمله لأجلكِ..
وسنلتقي بإذن الله..
سنلتقي وعندها لا تحرميني من نظرة عينيكِ، واجعلي أناملكِ تداعب شَعري وخدّيّ وكتفيّ…
شمّومتي الغالية؛
ها هي ذكرى مولدكِ الرّابعة تأتي محمَّلة بالمِنح الرّبانيّة والعطايا الخفيّة فهناك أمٌّ وهبت نفسها لكِ ولذكراكِ العطرة، وهناكَ أبٌ يناديكِ ويفخر بكِ ويعانق ذكراكِ الحيّة ويقدّم ما يجعلكِ تفخرين به أمام نبي الله إبراهيم وأمّنا سارة، وهناك مَن يَهِبُ حلقات الذّكر عن روحكِ الطّاهرة، وهناك مَن يبثّ البسمة والفرحة في قلوب الأطفال من أجلكِ، وهناك…وهناك…
ولعلّ خروج الشّيخ الأسد في ذكرى يوم مولدكِ إشراقة نور في طريق الظّلام الدّامس..
شيخي الرّائد؛
فضيلة الشّيخ رائد صلاح أهلًا وسهلًا بكَ في بلدكَ وبين أهلكَ ومحبّيكَ…
أعلمكَ أنّ “شامي” في ذكرى مولدها الرّابعة قد أهدتكَ هذه الإشراقة من الحرّيّة الّتي تليق بكَ..
شيخي الّذي لا أزال أذكر مواقفه في الدّفاع عن الثّوابت الإسلاميّة والعربيّة؛ ولا أزال أشيد بدوره في الدّفاع عن اللّغة العربيّة من خلال المبادرات الجادّة والأصيلة الّتي أطلقها وبثّها أمام كلّ عربيّ يخاف على لغته ويحرص نوافذها وأبوابها من أيّ خطر قادم!!
هنيئًا لكَ؛ شيخي الغالي، كلّ ما سمعتَه ورأيتَه ووعيتَه من العشق والانتماء والسّير نحوكَ؛ فكلّ هذه المحبّة من منح الله وعطاياه الّتي يصطفي بها عباده الصّالحينَ…
والحمد لله في الأوّلينَ والآخرينَ…