بعيدًا عن السياسة قريبًا من الجمال.. حتى الإبل يغشّونها- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 16/12/21 | 12:30الدول الحضارية تقيم مهرجانات ثقافية منوعة مثل مهرجانات سينمائية، موسيقية، ومعارض للكتب أو مهرجانات للأزياء ، او مهرجانات بذكرى أحداث سياسية مهمة للدولة والشعب، أو مهرجانات رياضية أو غيرها من المهرجانات. لكن السعودية تجاوزت كل هذه الأنواع من المهرجانات وفضلت إقامة مهرجان يتعلق بالحيوان كدليل على ثقافتها (؟؟!!).
وهذه الدولة الغنية بالنفط ومناجم الذهب، والتي تعتبر إحدى أكبر دول العالم المنتجة للنفط، تستفيد بشكل كبير جداً يقدر بالمليارات سنوياً من وراء الحجاج الذين يؤدون فريضة الحج في مكة والمدينة السعوديتين. بلد غني بنفطه وبمردود الحجاج من كل أقطار العالم سنوياً، لكن عنده نسبة غير قليلة من الفقر والأمية. هذه الدولة التي يطلق عليها “السعودية” كان اسمها في الأصل “الحجاز” لكن حكام آل سعود حولوا اسمها إلى كنيتهم سعود وحولوها إلى السعودية زوراأ وبهتاناً وحكموا شعبها بالحديد والنار ولا تزال العائلة المالكة “آل سعود” هي صاحبة القرار في كل شيء.
بلاد الحجاز سابقاً والسعودية حالياً، التي يحكمها فعلياً أمير شاب يدعى محمد بن سلمان، استمر في مواصلة بعض الأمور التي كانت سائدة في عهد (أعمامه) الملوك السابقين ولا سيما الاهتمام بالهجين أي بالجٍمال، حيث يقام مهرجان سنوي للجٍمال، وكأن السعودية التي لا تهتم بالإنسان السعودي العادي تريد أن تعطي انطباعاً أنها ترفع راية الرفق بالحيوان.
حتى الحيوان استخدموا معه طريقة الغش والخداع. ففي مسابقة “ملكة جمال الإبل” في السعودية والتي تعتبر من الفعاليات البارزة في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل. تم استبعاد عشرات الإبل بسبب حقنها بـ “البوتوكس” للحد من التجاعيد لتبدو أكثر جمالا.، علماً بأن السمات الرئيسية في الإبل المشاركة في المسابقة: الشفاه الطويلة المتدلية والأنف الكبير والسنام الرشيق.
وإذا كانت هناك مغنيات أو ممثلات أو سيدات من المجتمع المخملي يفضلن إجراء تعديلات على أشكالهن وبالتحديد على وجوههن من خلال عمليات تجميل شد أو تكبير رغم أن “الإنسان خلق في أحسن تقويم” إلاّ أن هذا الأمر ينطبق أيضاً عل الإبل وليس فقط على النساء.
وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) قالت “إن المحكمين في مسابقة جمال الإبل استخدموا تقنية متقدمة للكشف عن المحسنات التجميلية للإبل على نطاق لم يسبق له مثيل، وأن جميع الإبل اقتيدت في البداية إلى قاعة، حيث تم فحص مظهرها الخارجي وحركاتها من قبل متخصصين.” ولقد خضعت الإبل المشاركة في المسابقة إلى فحوصات على رؤوسها وأعناقها وجذوعها باستخدام الأشعة وأجهزة الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، وتم أخذت عينات للتحليل الجيني واختبارات أخرى. فماذا كانت النتيجة: حسب وكالة الأنباء السعودية اتم استبعاد 27 من الإبل في مسابقة واحدة بسبب تمدد أجزاء من أجسامها، كما تم طرد 16 من الإبل المتنافسة لتلقيها حقن البوتوكس.
والسؤال المطروح: ماذا يفعلون بالإيل لتغيير شكلها؟ يقول أعضاء اللجنة انه يتم حُقِن البوتوكس في شفاه الإبل وأنوفها وفكيها وأجزاء أخرى من رؤوسها لإرخاء العضلات، كما تستخدم مادة ( الكولاجين) لتكبير الشفاه والأنوف، بالإضافة إلى هرمونات أخرى لتعزيز نمو العضلات، وإن أربطة مطاطية استخدمت أيضا مع الإبل لجعل أجزاء الجسم تبدو أكبر من المعتاد عن طريق تقييد تدفق الدم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تشن فيها السلطات السعودية حملة على التلاعب بشكل الجٍمال في المسابقة. فقد قامت بمثل هذه الحملة في الشهر الأول عام 2018. وعلى ذمة صحيفة (تايمز) البريطانية فقد تم استبعاد 12 جملا بعد الاشتباه في أن أصحابها حقنوا وجوه الحيوانات بمادة البوتوكس، التي تستخدم في شد عضلات الوجه لإخفاء التجاعيد.
بقي علينا القول،ان مهرجان الجمال في السعودية هو أطول مهرجان في العالم حيث يستمر لمدة أربعين يوماً وتقدر جوائزه بـ 66 مليون دولار، وأن ثمن الناقة في بلد الحرمين الشريفين يتجاوز أحياناً ثمن سيارة (مرسيدس) حديثة. هذه هي ثقافة السعودية.