السقوط الأخلاقي والسياسي للموحدة وعرب الائتلاف الحكومي

تاريخ النشر: 17/12/21 | 18:15

بقلم: شاكر فريد حسن

شهدت الكنيست يوم الثلاثاء المنصرم تمرير ثلاثة قوانين عسكرية خطيرة تضر بالأسرى والمعتقلين السياسيين الفلسطينيين في سجون وزنازين الاحتلال، وتنتهك حرمة البيوت والمنازل في استهداف واضح للمجتمع العربي، وتتيح للشرطة والجيش اقتحام البيوت وتفتيشها بدون أمر من المحكمة.

وقد بلغ السقوط الأخلاقي والسياسي لعرب الائتلاف، الموافقة والتصويت على هذه القوانين العنصرية والفاشية، وعلى رأسهم نواب من القائمة العربية الموحدة، التي يرأسها منصور عباس وحزب ميرتس، بينما عارضت القائمة المشتركة هذه القوانين التي لم يسبق أبدًا أن صوت أي نائب أو حزب عربي معها، لما فيها من تعسف وعنصرية ومس بالحقوق الأساسية للإنسان وخرق لها.

والأنكى من كل ذلك تصريحات منصور عباس بخصوص عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، ومقارنة هذا العنف بالعنف المستشري في الوسط العربي، وبأنه لا يجوز التعميم على كل المستوطنين، ما أثار حفيظة القيادي في الإسلامية وعضو المكتب السياسي إبراهيم حجازي، الذي سارع بإصدار بيان إعلامي يتحفظ خلاله من أقوال منصور عباس، حيث قال: “إن مؤسساتنا هي التي تحسم في القضايا الوطنية والدينية، وكل موقف مخالف يعبر عن الشخص ولا يمثل مؤسساتنا”.

وفي الحقيقة أن هذه القوانين التي صوت معها نواب الائتلاف العرب هي قوانين تعزز قمع المواطنين العرب، وتعمق الجريمة بحجة محاربتها، وحكومة ما تسمى “التغيير” تدعمها وتجلس فيها الموحدة وحزب ميرتس، ويتماهيان مع حكومة أشد يمينية من سابقاتها، تعمق الاستيطان وتكرس الاحتلال وتدعم المستوطنين في اقتحاماتهم للأقصى، وتحارب الفلسطيني في كل مكان، وتمس بحقوق الإنسان الأساسية، وتستهدف جماهيرنا العربية.

ما نشهده من مواقف للقائمة الموحدة تتعارض مع ثوابتنا وقيمنا ومع الأعراف الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية، يالأمر الذي يشكل خطورة حقيقية تهدد حقوق مجتمعنا الفلسطيني، واستمرارها في دعم هذه الحكومة يؤثر سلبًا على أوضاع جماهيرنا العربية ولا يحقق أي شيء على مستوى انتزاع وتحصيل الحقوق وتحقيق المطالب السياسية، بل يؤدي إلى حالة من الضعف في مطالب جماهيرنا ونيلها.

إن “النهج الجديد” الذي تتباهى به الموحدة، يتعارض مع القيم والثوابت الوطنية، وهو نهج “العربي الجيد”، النهج الانبطاحي والاستسلامي، نهج السقوط والتغريد خارج الاجماع الوطني في الكثير من المسائل والقضايا الوطنية والمصيرية، ولن يغير ولا يحقق أي شيء، وهو نهج خطير على جماهيرنا ومستقبل مجتمعنا العربي الفلسطيني، ويؤسس لفكر جديد، فكر الأسرلة وصهينة الوعي، ويتنكر لروايتنا التاريخية، ولذلك يجب لفظه ومقاومته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة