الرائد صلاح والأقصى توأمان لا ينفصلان- بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 19/12/21 | 15:11ستة أيام متتالية ظلت قاعة ومنتجع “الواحة” في ام الفحم مشرعة الأبواب لكل زائريها الذين توافدوا إليها من كل أنحاء البلاد لتهنئة شيخهم الفاضل الذي تحرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي يوم الإثنين الماضي بعد قضاء محكومية له كانت مدتها 17 شهراً قضاها قي الاتفرادي في كل السجون التي تم نقله إليها وكان آخرها سجن “مجدو” الذي بني على أراضي قرية “اللجّون” المهجرة. ومن بين آلاف النساء والرجال والأطقال الذين استقبلهم فضيلته، كان هناك وفد مميز ضم اكثر من ألف طالب من جمعية “بصائر الخير”، لتحفيظ القران، حيث أقيم لهم برنامج خاص، تضمن مداخلات مختلفة للطلبة الذين رحبوا من خلالها بالشيخ المحرر. الشيخ رائد لم يكتف بما سمعه وشاهده من فعاليات الأطقال، ولم يكتف بشكره لهم فقد تحدث الشيخ إليهم كما يتحدث الوالد مع أبنائه وخاطبهم بلغة الأب الحنون على فلذات أكباده، وكانت للشيخ مداخلة أمامهم. تعامل الشيخ معهم واهتم بهم مثل اهتمامه بالكبار، وقد قص على الأطفال ثلاثة قصص مختلفة نالت إعجابهم، كما شدد على ضرورة السير بالطريق الصحيح وطريق تحفيظ القرآن الكريم وطريق الرسول عليه الصلاة والسلام. فضيلة الشيخ رائد وللأمانة، كما أعرفه منذ سنوات طويلة، يتحلى بميزات اجتماعية عديدة إضافة إلى ميزته الدينية. فهو على سبيل المثال متواضع إلى أبعد الحدود وهو مستمع كريم يستمع إلى محدثه بشكل لا مثيل له ولا يقاطعه، وهو الذي يفضل أن يقوم بواجب الضيافة حتى عندما يحل ضيفاً، وليس فقط عندما يستقبل ضيوفاً.
لقد قمت بزيارة تهنئة للشيخ في كل مرة يخرج فيها من السجن وأعتبر ذلك واجباً دينياً وأخلاقيا ومهنيا وواجب صداقة. لكن هذه المرة قمت بزيارته مرتين في يومين متتالين مع صديقين. لم يشكرني شيخ الأقصى فقط بل وأسمعني (كعادته) كلمات إطراء ومديح على مقالاتي مليئة بالاحترام والتقدير. فقلت له بفخر واعتزاز :” كلماتك فضيلة الشيخ هي وسام على صدري أعتز به”. الذين زاروا الشيخ من المجتمع العربي هم فئات متنوعة من أحزاب عديدة بمعنى من حزبيين ومستقلين ورجال أعمال وإعلاميين وغيرهم من فئات مجتمعنا العربي. هؤلاء ذهبوا ليقولوا لفضيلته” الحمد لله على سلامتك وعلى عودتك معافىً”. هؤلاء أعربوا عن محبتهم لشيخ الأقصى من خلال زيارتهم له. هؤلاء يكنون للشيخ المناضل كل تقدير واحترام بسبب مواقفه الوطنية لشعبه ولا سيما تجاه الأقصى. هؤلاء عرفوا وتأكدوا من الذي يخدم شعبه وقدس وأقصى بلاده، ومن الذي يخدم اعداء شعبه ويضرب بعرض الحائط قدس وأقصى فلسطين. هؤلاء الذين توافدوا لتهنئة الشيخ تبين لهم من الذي يدين ويستنكر بشدة ممارسات المستوطنين الوحشية ضد الفلسطينيين، ومن الذي يبريء المستوطنين من العنف. هؤلاء لا يوجد لديهم فرق بين مستوطن وآخر فالمستوطن بالنسبة لهم مهما كان هو محتل للأرض الفلسطينية وممنوع على الفلسطيني الدفاع عنه. هناك مجموعة أعضاء كنيست تحمل اسم “القائمة العربية الموحدة”، لم يذهب أحد من أعضائها لتهنئة الشيخ العائد من الأسر، رغم أنها تنتمي لحركة تحمل اسم “الإسلامية الجنوبية”.
صحيح أن الشيخ ليس بحاجة إلى زيارتهم ولكن من ناحية أخلاقية واجتماعية (بعيداً عن السياسة) كان يتوجب عليهم فعل ذلك، لو كان عندخم أدنى حد من الأخلاق. لا يوجد أي مبرر لهم، ومن الممكن أن يكون تصرفاً غبياً فيه نوع من الحقد. لكن من جهة ثانية، وكما أعتقد، توجد تعليمات أو بالأحرى أوامر من “سيدهم” بينيت الذي يسيرهم كيفما يشاء ومتى يشاء كونهم شركاء في الائتلاف الحاكم وشركاء في الحكومة الإسرائيلية. ,في كلمته بمناسبة عودة شيخ الأقصى من الأسر، تطرق فضيلة الشيخ كمال خطيب إلى المتغيرات التي حدثت خلال سجن الشيخ رائد، وذكر ساخراً “كيف “تحول نفتالي بينيت إلى يساري في نظر البعض وكيف أن ليبرمان أصبح (قريباً) وأن جدعون ساعر صار حمامة سلام، وكيف أن الهيكل صار في نظر البعض(“جبل الهيكل)، وأن حائط البراق صار عند البعض (حائط المبكى). لكن الشيخ كمال عاد ليطمئن رفيق دربه شيخ الأقصى بقوله: لكن عملة شعبك يا شيخ رائد لم تتغير ولا زالت قيمة نادرة وستظل الرقم الصعب وسيظل أبناء شعبنا الرقم الصعب في التأكيد على هوية القدس والأقصى”. وأنا أقول ان “الرائد” صلاح والأقصى توأمان لا ينفصلان عن بعضهما البعض ولا يستطيع أحد فصلهما عن الآخر.