هل ستكون مواجهة عسكرية بين إسرائيل وإيران؟!
تاريخ النشر: 19/12/21 | 21:11بقلم: شاكر فريد حسن
تتواصل جهود إسرائيل لممارسة أقصى الضغوط على طهران بغية تعطيل مشروعها النووي، بالموازاة مع المحادثات في فيينا. وتفيد مصادر إعلامية أن وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس أطلع المسؤولين في الإدارة الأمريكية على الجدول الزمني الذي تحتاجه دولة الاحتلال من أجل شن هجوم على إيران، وذلك في إطار مضاعفة إسرائيل ضغوطها على الولايات المتحدة لعدم العودة إلى الاتفاق النووي للعام 2015، وتشديد عقوباتها الاقتصادية على إيران.
وفي نظري أن المحادثات والمفاوضات في فيينا ستفضي في نهاية المطاف إلى توقيع اتفاق مع طهران، لأن أمريكا ترغب وتسعى إلى إنهاء هذا الملف قبل أن تتفرغ إيران لأمورها الأخرى، وما التهديدات الإسرائيلية التي نسمعها كل يوم بضرب المفاعل النووية الإيرانية سوى كلام هراء بلا رصيد في البورصة الحربية والسياسية، فإسرائيل لا تجرؤ وحدها للقيام بمغامرة عسكرية ضد إيران بدون ضوء أخضر من الولايات المتحدة.
ويدرك الجميع أنه في حال البدء بهجوم عسكري ضد إيران ستنشب حرب مدمرة في الشرق الأوسط، وسوف تشعل المنطقة برمتها، ويشمل ذلك دخول أطراف إقليمية متعددة في المواجهة العسكرية الشاملة ضد إيران.
المشهد في غاية التعقيد، وما يحدث هو صراع الارادات، ولن تقدم حكومة الاستيطان والاحتلال لوحدها في هذه المغامرة ضد إيران، وإذا ما حدثت ستحرق الأخضر واليابس.
إيران حتى الآن تتحلى بضبط النفس، وهي لا تريد خوض حرب، لأنها تعرف نتائجها مسبقًا، وتدرك تمامًا الخلل في موازين القوى ضدها، وقد أفشلت كل المخططات والمحاولات لإسقاط النظام الإيراني وتغييره من قلب طهران. وعليه فإن الحرب مستبعدة رغم قرع طبولها، لأن الإسرائيليين خائفون من المواجهة مع إيران والقوى الموالية لها، وهم ينتهجون سياسة معقدة، ولا يسعون لحل القضية الإيرانية والتوصل إلى الاتفاق النووي، ويستغلون عدم الاتفاق في رفع التوتر في المنطقة وتكريس احتلالهم في الأراضي الفلسطينية، وافشال كل المساعي للتوصل إلى سلام شامل وحقيقي مع الشعب الفلسطيني.