المنصور “إبن إسرائيل” والمسعود ابن سخنين – بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 23/12/21 | 17:44كلمة حق تجاه منصور عباس يجب قولها: لقد استطاع بنهجه السياسي الجديد (الدخيل على مجتمعنا العربي) لفت نظر الإعلام العبري والتركيز عليه بشكل كبير، ولا سيما في الفترة الأخيرة نتيجة مواقفه المثيرة للجدل والمرفوضة شعبياً في المجتمع الفلسطيني داخل مناطق ألـ 48،
رغم أن هذه الصياغة الجغرافية لا تعجب منصور عباس ويفضل صياغة (عرب إسرائيل) ، لأنها بنظره “دولة يهودية وستبقى كذلك” على حد قوله. صحيفة “غلوبس” العبرية معروفة أنها تهتم بالاقتصاد والمال ورجال الأعمال على طريقة صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية. لكن هذه الصحيفة اختارت(؟!) منصور عباس ليكون ضيفها في “مؤتمر إسرائيل للأعمال”، الذي تنظمه الصحيفة تحت شعار “إسرائيل ابنة 100 عام”. أنا أفهم مشاركة عباس (لحد ما) لو كان خبيراً اقتصادياً أو مالياً أو رجل أعمال، لكن اختياره ومشاركته كسياسي (عربي؟) لها عدة معاني. ولكن لماذا شارك عضو الإئتلاف الحكومي الداعم لبينيت في هذا المؤتمر؟ يقول عباس (ابن إسرائيل) سياسة وولادة بالحرف الواحد حسب تصريحات له: “قررت المشاركة في هذا المؤتمر وهذا الشعار يأخذنا إلى الأمام ويكشفنا على هذا المستقبل، وأين نريد أن نرى أنفسنا”. لا ندري عن أي “أمام” يتحدث عباس. فهل اعترافه بيهودية دولته هي خطوة للأمام لمجتمعه العربي ؟ لكن عباس والحق يقال أنه أصاب بقوله ان الشعار يكشفه للمستقبل. أصلاً منذ الان عباس صار مكشوفاً.
الملاحظ أن منصور عباس يتحدث عن إسرائيل وكأنه مستوطن إذ يقول:” إن الشعب اليهودي قرر أن يقيم دولة يهودية، هكذا وُلدت وهكذا ستبقى”. تماما كما يتحدث رؤساء حكومات دولته ولا سيما ساسة اليمين. بمعنى أنه ضرب بعرض الحائط ما حصل في نكبة 48. ولا شك أن قوله هذا لاقى إعجاب “إخوته” اليهود فصفقوا له إعجاباً بنكرانه للنكبة. ولذلك أقترح على بينيت أن يتشاور مع قادة المستوطنين ليفيموا مستوطنة تحمل اسم منصور عباس مع منحه وسام شرف كمستوطن فخري، تقديراً لجهوده من أجل اليهود عامة والمستوطنين خاصة. أليس هو الذي دافع عنهم ؟ أليس هو الذي اعترف بقانون القومية؟ أليس هو الذي أوقف حكومة اليميني العنصري المستوطن نفتالي بينيت على رجليها؟ عباس يعترف بإيمانه في شراكة الإئتلاف الحاكم . ويقول في هذا الصدد:” أنا مؤمن بذلك، ولا يمكن انتظار التغيير من دون إنشاء واقع جديد”. عن أي تغيير تتحدث يا شيخ منصور؟ إذا كنت تتحدث عن تغيير إيجابي في السياسة فأنت أكيد مخطيء لأن الحكومة الحالية لم تغير شيئا من السياسات العنصرية تجاه كل ما هو عربي، التي اتبعتها الحكومات السابقة، والتغيير الذي حدث هو اتباعك لنهج جديد غير مقبول فلسطينيا ولا توجد أي جهة فلسطينية أو عربية توافقك الرأي في نهجك باستثناء أمثالك. فهل أنت الوحيد على حق و الكل على خطأ؟ ويقول عباس :”نحن واقعيون، ولا أريد أن أوهم أي أحد، والسؤال ليس ما هي هوية الدولة وإنما ما هي مكانة المواطن العربي فيها”. يا ريت تفهمنا “شو يعني واقعيون”. فهل أنت واقعي عندما تتنكر لتاريخ بلدك؟ وهل أنت واقعي عندما تعترف بأن الأرض الفلسطينية هي ملك لمن أتوا بهم من الشتات بعد تهجير أهلها؟ ومما يزيد الطين بلة قولك انه غير مهم السؤال عن هوية إسرائيل، بل المهم مكانة المواطن العربي فيها. فهل هذا كلام سياسي عاقل؟ بربك قل لنا يا شيخ منصور: كيف يمكن أن تكون مكانة لفلسطيني في دولة يهودية تتجاهله كلياً؟ كيف؟ منصور عباس يعرف تماماً بأنه لا يستطيع التحرك سياسياً بدون ضوء أخضر من بينيت وبدون موافقة الائتلاف على كل خطوة يتخذها أو يريد اتخاذها.
بمعنى أنه “مسيّراً وليس مخيّراً”. وهنا أوافق على ما قاله زميله في الإسلامية الجنوبية وعضو الكنيست السابق مسعود غنايم في تصريحات صحفية :” “أنت لا تستطيع أن تقيّد نفسك ويكون سوط فوق رأسك الذهاب الى الانتخابات، والا ستقبل كل ما يُعرض عليك، وبالتالي أنت لست حرًّا”. كلام سليم يا أبا خالد. ويبدو أن مسعود عنايم “بلغ السيل الزبى” عنده من ائتلاف عباس إذ قال في تصريحاته الأخيرة تعقيبًا على الاتفاق مع وزيرة الداخلية اليمينية المتطرفة، أيليت شاكيد، بضخ 140 مليون شيكل للسلطات المحلية العربية، “إذا كانت أيليت شاكيد، هي التي تمنح وهي التي تحرم، فبئس هذا الائتلاف”. وأنا أرفع صوتي إلى صوت مسعود غنايم وأقول: “اللعنة على هذا الإئتلاف”. ألمسعود أفهم زميله المنصور بكل وضوح حسب قوله:” “أنا لا أستطيع بالتالي أن يهددوني بسوط الانتخابات وبالتالي أقبل ما يقدم لك، هذا موقف غير مقبول. ولا يمكن لكتلة أو لحزب تريد أن تعمل في السياسة بشكل حر، أو أن تنجز إنجازات أن تكبل يداها بتهديد الانتخابات”. فهل يكون “تململ” مسعود غنايم بداية لظهور أصوات أخرى معارضة لنهج عباس في الإسلامية الجنوبية، أم أنه مجرد غيمة صيف مارقة؟