ليكن ذكرك مقدس – أبو وسيم عثامنة
تاريخ النشر: 26/12/21 | 10:39لعلي سألقاك بعد قليل في بيتك , تحتضن حفيدك أمير ,لماذا يقولون رحلت؟ وإني أراك تحدثنا عن المحبة وتقبل الاخر والمختلف, وان الايمان معاملة وأخلاق ,وتضحك كالملائكة وتغرد كالعندليب, يا جميل القلب والابتسامة المعاملة والكلام . اخرج إلينا فلا أصدق انك مت, كقديس كنت بالنسبة لي وللآخرين , تزرع فينا حب الناس كل الناس, حب الوطن, عشق اللغة العربية”الضاد” وسلام القلب والعقل.
لأنك آمنت أن قيمة السعادة أن تمنحها لمن حولك من أقارب وأحباء وأصدقاء.
فحقا كما قال محمود درويش الموت لا يوجع الموتى يوجع الاحياء لماذا تركت عائلتك وأبناء بلدك ؟ أخرج إلينا أو اخرج علينا , كما كنت بوضوحك العميق وابتسامتك الملائكية وقلبك الكبير وفكرك المستنير. كنت خالد وستبقى خالد فمن ملك قلب كقلبك لا ينسى ابدا.
فثمة اعتراف أود أن اتلوه عليه كما كنت أفعل كلما جلسنا نفطر معا في بيتك العامر بالمحبة كان لي الشرف أن أكون ضمن معارفك المقربين, كون ابنتك ميس صديقة عمر واخت حقيقية كان لي امتياز أن أتعلم منك كيف يكون الإنسان انسان , معنى التواضع وحب الناس . ثمة اعتراف قد يكون الأخير لقد جعلتني أفهم ان ليس كل من يربي اللحية هو شيخ وليس كل من يدعي الايمان هو مؤمن ما دام فارغا فالله محبة والدين عنده المحبة علمتني كيف أوجه نظري الى السماء وفقط الى السماء وان أقول دوما الله نوري وخلاصي ممن أخاف وفي حال ظلمت ان اوكل امري اليه فهو سيجلب الحق يكفي ان أقول حسبي الله ونعم الوكيل , وان الانسان الجيد هو من يترك كل شيء بيد الله . وكنت أرى ذلك بدعمك وحبك لابنتك ميس واحتوائها وتفهمها بكل شيء لان المحبة الثقة ثم الثقة , وكيف لا وكنت رجل صالج مؤمن داعم , فلترقد روجك الطيبة والطاهرة بسلام أبو وسيم الطيب أما أنت يا عزيزتي ام وسيم , أنت التي جعلتي من بيتك مع شريك حياتك أبو وسيم دفيئة عامرة بالمحبة والعطاء والإنسانية, إضافة إلى حب اللغة العربية والشعر والزجل والفنون الجميلة المتأصلة في كل أفراد البيت الدافئ. أنت بالرغم من مصابك ومصابنا الجلل ستكملين مع الأبناء والأحفاد مشوار العطاء وحب الناس والأرض واللغة العربية, فهكذا أرادك أبو وسيم أن تكوني , فتعالي تعالي يا حبيبتنا نصلي لروح أبو وسيم ونقول, سلام عليك يوم ولدت ويوم مت ويوم تبعث حيا وذكرك سيبقى مقدس .
رانية مرجية