أيها السائق رحمة بأهلك
تاريخ النشر: 30/12/21 | 13:09بقلم الشيخ حسام أبو ليل
رويدك يا سائق المركبة أو الدراجة …, لِمَ السرعة والتهور, لِمَ الإزعاج والتضييق على الناس في الشارع والأذى بتصرفاتك, لا تتحقق الأهداف بمخالفة نظام السير والتمرد على الأدب والاحترام, أليس فيما ترى من مآسي الشوارع عبرة؟!
صحتك ومستقبلك له قيمة، لا تُفرّط ولا تُضيّع, ارحم نفسك ووفر الآلام وخسارة المال والوقت ومعاناة السنين, ارحم أهلاً يحبونك قد يعانون ألماً وجهداً إن أُصبتَ أو توفيت، أمك وأبوك، أختك وأخوك، زوجك وأولادك.
مجتمعك بحاجة إلى قدراتك، جسمك وصحتك هبة من الله وأمانة ليس من حقك التساهل فيها.
لا تقل إذا تسببتَ بالضرر قدّر الله ذلك, فهذا سخرية واستهتار, فالله وضع لنا الأسباب ووهبنا العقل.
إرحم أطفالاً زهرات أهليهم وريحانتهم خرجوا في طريق مدرستهم أو في حاجةٍ ما, أهلهم في انتظار عودتهم لتحقيق آمالهم وسعادتهم, فلِمَ تعذبهم بفقدانهم أو آلام إصاباتهم؟!!
إرحم عاملاً خرج في لقمة عيش ليعود إلى عائلة تنتظره ليخطّوا معاً مستقبل الأمل والفرح، فلا يمسوا أو يصبحوا بسببك أيتاماً وثكالى، فقدوا أباً رحيماً أو أماً رؤوماً أو زوجاً حبيباً…, أو يعيشوا بعجز بين الجدران.
رويدك يا أخي ويا بني ورحمة بمعلم أو طبيب أو موظف… خرج يخدمك ويخدم أهلك ومجتمعك.
“الراحمون يرحمهم الرحمن, إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”
إن كنت لا ترضى الأذى لنفسك أو لأحد من أهلك بسبب جاهل ومتهور فلا ترضه للناس.
الشارع للجميع وليس ملكاً لفرد يتصرف على هواه, فكم جرّت تصرفات مخالفة وعربدات إلى خصومات ودماء وعداوات, وكم جرّت الى غرامات وملاحقات.
إن ظلمتهم فستعيش ندماً وألماً طول حياتك.
أيها السائق الكريم, إن أخطأتَ في تصرف ونبهك سائق آخر فلا حرج من الاعتذار وتصحيح الخطأ, وإن كان قبيلك متهوراً مسيئاً فاصبر أنت وسامح “وطَوِّل روحك”, فكم جرّت العصبية الزائدة إلى مصائب وندم.
المركبة وسيلة نقل لا وسيلة قتل.
الواجب التزام النظام والاحترام لينعم الجميع بالأمان.
بالصبر وطول البال تنال الثناء وصلاح الحال
من يزرع الشوك يدميه ومن يزرع الورد يجنيه.