شجرة جديدة على الدّرب

تاريخ النشر: 01/01/22 | 10:32

زهير دعيم
اليوم ستسقط آخر ورقة من روزنامة الأيام ، ورقة قد نذكرها بالخير حينًا وبالدمعة حينًا آخر، ورقة كانت خضراء ناضرة ، حملت وقتها الآمال ، وملأت نفوسَنا بالأماني رغم وباء الكورونا التي يعود الينا كلّ مدّة بلباس جديد. .
نعم…لقد خيّبت ظنّنا في كثير من الامور، وحقّقت بعض آمالنا هنا وهناك ، آمال شخصية وفردية وعائلية.
لقد أصبحت أو كادت ان تصبح السنة الفائتة ماضيًا وتاريخًا وذكرى ، ولكنّ الحكمة الإلهية تقول أن نمتدّ دومًا الى الامام ، فالحارث الحاذق يجب ان ينظر الى الامام أبدًا لا ان يلتفت الى الخلف، وإنْ حدَث َوالتفتَ ، فلتكن التفاتة قصيرة يستمدّ من خلالها شذا العِبرة وأريج التواصُل.
لقد انقضى عام ، وولِدَ لنا في مذود الحياة عام جديد…عام مُقمّط بالاماني ، مُسربلٌ بالنور ومُتلفّعٌ بالأسرار، عام نريده بارًّا لا عاقًّا يحملُ في حقويْهِ الخير والهناءة والسلام ؛ عام تسقط فيه ورقة التين عن عوْرة الظلم أينما حلّ في الأرض ، وتُدكّ فيه عروش الاستبداد ، ويحتضر فيه الجوع والجهل والمرض.
انّنا نرنو الى عامٍ تتبخّر فيه الدكتاتوريّة واستبداد الأغلبية المُتجبّر ، وتطير الى غير رجعة عهود التسلّط والتزمّت والظلامية والانانية الضيّقة ودوْس الحقوق والحريات، وانتهاك الحرمات والمقدسات.
نتوق الى عام تَشُق فيه بِيضُ الحمائم بهديلها المرنان عنان السماء وهضبات الارض … عام تخضرّ ُفيه الاماني وتنزرع البسمات على شِفاهِ الأطفال في كلّ بقعة من بِقاع الارض، وفي بلد جبران وفيروز على وجه الخصوص ، عام نكنس فيه الظلم والعنف والقتل والاسلحة بكلّ انواعها واشكالها ومُسمياتها!! فقد ” شبعنا ” في مجتمعنا العربيّ من العنف ، نعم نريد عامًا نوزّع فيه قدر المستطاع خيرات البلاد على اصحابها وبالتساوي.
عام يحصحصُ فيه الحقّ الإلهي ، ويُبرعِمُ فيه الخير ويزهر من خلال ثناياه الامل.
عام لا نقول فيه سقى الله تلك الايام ، بل نقول فيه : “ما احيلى هذه الايام ، ورحم الله الايام الخوالي بكلّ نورها وديجورها.
ما أحوجنا اليوم حقًأ الى باقة من الامل حتّى ولو كانت اصطناعية ، خيالية ، حالمة، فيها الكثير من التفاؤل والقليل من الواقعية.
لكن لا بأس فالاشتياق الى الافضل والى الامل النابت على جنبات الآتي يشدّاننا الى التمسّك بالحياة ، والسّير قُدمًا في مدارج الايام .
مَنْ قال أنّ الايام تسير القهقرى ، وأنّ الخير يتبخّر من الدّنيا ؟!
من قال انّ الايام الخوالي كانت تاجًا رصّعَ جبين الماضي ؟!
اننا نتوق فعلًا الى عالم جديد يحمل الخير والسلام والطُمأنينة لكلّ البشر ، الى السود والبيض والصُفر والحُمْر وشتّى الالوان.
اننا نتوق وبصدقٍ الى مَنْ يزرع البسمات على شفاه الجياع والمظلومين والمرضى ، فيفتك بالكورونا الملعونة .
ما اجملّ أن نكنِزَ لنا في الارض أملًا وفي السماء زادًا ، فالمحبة كانت وما زالت زاد الملائكة، وزوّادة الحياة الفُضلى وعنوان الخير ورمز المستقبل الأبهى.
بالمحبة وحدها نداوي الاوصاب والعلل ونشفي الجروح والقروح .
بالمحبة فقط نبني جسور التواصل ونهدم جدارَ العِداء ، ونقطع الدرب على اللصوص وقُطّاع الطُرق والعنيفين .
بالمحبة فقط ، محبة يسوع المُخلّص نعطي للإنسانية لونًا ومعنًى ، ونُلوّن حياتها بالحياة .
لقد انقضى عام او كاد وولِدَ لنا عام .
لقد وُلِدَ لنا طفلٌ جديدٌ ، فلنفرح ونتهلّل به ، وننتظر من خلاله أملًا اخضرَ.
وكل عام والبشرية برُمتها بألف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة