هجمات 20 أوت 1955 كما يراها لخضر بن طوبال – معمر حبار
تاريخ النشر: 03/01/22 | 12:25تحت عنوان: “الخروج من المأزق”، وعبر صفحات 219-247، يتحدّث المجاهد لخضر بن طوبال رحمة الله عليه في كتابه [1] Mémoires de l’intérieurعن أسباب، وأهداف، ونتائج هجومات 20 أوت 1955، ومنها:
يقسّم لخضر بن طوبال مرحلة مابين الثورة الجزاىرية، وهجمات 20 أوت 1955 إلى قسمين:
القسم الأوّل: يمتد من 1 نوفمبر 1954 إلى 1ماي 1954، وامتازت بفرض الثّورة الجزائرية سيطرتها، وعدّد بعض مظاهرها.
القسم الثّاني: يمتد ابتداء من 1ماي 1955 إلى هجمات 20 أوت 1955، وشهد سيطرة الاحتلال، وعدّد مظاهر هذه السّيطرة.
القسم الثّالث: يمتد من هجمات 20 أوت 1955، وشهد سيطرة الثّورة الجزائرية، وعدّد مظاهر هذه السّيطرة.
أسباب هجمات 20 أوت 1955:
عقب الثورة الجزائرية 1نوفمبر 1954، أصبح للثورة تنظيم إداري، ومالي، وعسكري، وتمويل خاص، وحرّرنا الغابات من وجود المحتلّ. 219
إلى غاية 1ماي1954، كانت الجبال والدواوير تحت سيطرتنا. وبعد مرور عام على الثورة لم ينضم أحد من الأحزاب باستثناء MTLD. ووظفنا مناضلين آخرين لاينتمون لأيّ حزب، لكن يملكون الروح الوطنية. 220
أقول: يقصد عدم انضمام الجمعية، ومصالي، وفرحات للثورة الجزائرية، والشيوعيين.
تأثّرت الثورة كثيرا باستشهاد ديدوش، واعتقال بن مهيدي، وبيطاط. 223
تأكّد لنا أنّ الثورة أصبح لها قدم راسخة، ولن تتوقف إلاّ إذا بلغت نهايتها. وانتقلنا بعدها إلى فرض المعركة على العدو وعبر المبادرة، وأصبحنا نفرض المعركة في المدينة، بعدما كان هو الذي يفرض علينا المعركة، ونسعى لاجتنابه، . 223
بعد 1ماي 1955، شدّد العدو الخناق علينا، ولم نستطع حتّى الخروج ليلا، وأصبح تواجد المحتلّ في أيّ وقت، وفي اللّيل. 224
تمركز المحتلّ في الأوراس بقيادة المجرم بيجار. والأوراس تحمّلت كل ثقل الثورة لوحدها. 229
أقول: من هنا جاءت هجمات 20 أوت 1955، للتّخفيف عن الشرق الجزائري.
حاول المحتلّ أن يخلق تفرقة واختلافا وتطاحنا بين الداخل والخارج، خاصّة بعد أن علمنا أنّ قادة UDMA, والجمعية، وأعضاء MTLD ، والمصاليين سعوا للاتصال بالمجرم سوستال. وتحدّثوا جميعا لتكوين “جبهة وطنية لمناهضة العنف؟!”، والمقصود طبعا هم نحن (أي المجاهدين). والمقصود بـ: “العنف” هم نحن.229
هؤلاء تعاونوا مع المحتلّ لتكوين حكومة ضدّ الثورة الجزائرية، ومنهم الشيخ خير الدين من الجمعية، وأحمد فرانسي، والحاج شرشالي، ومولاي مرباح. وكلّ التيارات كانت موجودة، وهي: UDMA, والجمعية، والمركزيين، والمصاليين . 230
كان زيغود يرى أنّه يجب أن لاتوضع الثورة بين يدي أشخاص لايربطهم مشترك مع الشعب. 230 . وقبول حكومة تحت سيطرة الاحتلال يعتبر خيانة، وعلينا أن نحطّم حلمهم هذا، وهذا ماحثّ عليه زيغود. 231- 230
الجيش الذي قاد هجمات 20 أوت 1955 مكون من: 76 جندي بالنسبة لجيش لخضر بن طوبال، و150 جندي بالنسب لجيش زيغود. 232
وصلت جرأة المحتلّ بعد 1ماي 1955، أن دخل الغابات، واقتحم القرى، واعتقل 3جنود دون مقاومة. ورغم أنّهم استطاعوا الفرار إلاّ أنّهم تركوا أسلحتهم. ولم يحدث من قبل أنّ جندي ترك سلاحه، مارفع معنويات المحتلّ، وأحبط معنويات الجزائريين، وأبعدهم عن الثورة. 233
اختيار 20 أوت 1955، كان بمناسبة إحياء ذكرى نفي أمير المغرب محمّد الخامس رحمة الله عليه، باعتباره يمثّل وحدة المغرب، وأنّ الثّورة الجزائرية معهم. 234
أهداف هجمات 20 أوت حسب الشهيد زيغود يوسف:
يرى زيغود أنّ هجمات 20 أوت 1955، لابدّ أن تتّسم بالأهداف التّالية:
أوّلا: لابدّ أن تتجاوز المعتاد. والعمل لرفع معنويات جيش التحرير الوطني، والشعب.
ثانيا: لابد أن تفهم المناطق الأخرى أنّ هجمات 20 أوت 1955، وبهذا الحجم ممكنة، ومتحركة بدرها.
ثالثا: لابدّ أن نختار يوم نفي ملك المغرب من طرف فرنسا المحتلّة، ليشعر المغاربة أنّ الجزائر متضامنة معهم، وأنّنا نحارب من أجل نفس القضية. (جاء في هامش رقم 152: لهذا السّبب كان اختيار يوم 20 أوت 1955).
رابعا: لابد من إخراج المشكل الجزائري من حدود التراب الجزائري، لأنّنا نكاد أن نختنق. إذا صوتنا لم يخرج للخارج سنختنق، وسنخسر المعركة.
خامسا: بما أنّ الجمعية العامة للأمم المتحدة ستنعقد عن قريب، وبما أنّنا فزنا بأوّل فوز عبر باندونغ في 18 جويلية 1955، لابدّ من البقاء في مقدمة السّاحة الدولية. لكن لابدّ لنا من القيام بعمليات لتحقيق كلّ هذه الأهداف، ولابد من الوصول ليمنحوننا السّلاح. 234
ساسا: لابد من أن تكون الثورة جذرية لقطع الطريق أمام كلّ من يريد أن يتحالف مع فرنسا المحتلّة. ولا بدّ من إفشال السياسة الإصلاحية الفرنسية المحتلّة، لأنّه مادام هناك إصلاح فرنسا المحتلّ، مستحيل أن تنجح الثّورة، وتنجح الثّورة ضمن قمع المحتلّ.
سابعا: لابدّ من إشراك الشعب، وجميع الجنود من أعلى رتبة إلى أبسط رتبة. 235
ثامنا: نخشى من أن تنجح فرنسا المحتلّة مع الذين قبلوا المفاوضات معها. وكنّا نريد أن تعمّ الثّورة كل الجزائر، وأن يكون لها صدى عالمي، ولذلك اخترنا هجمات 20 أوت 1955. ص236
نتائج هجمات 20 أوت 1955:
إنهاء السيطرة الفرنسية المحتلّة، لأنّ من أسباب هجمات 20 أوت، هي سيطرة فرنسا العسكرية على الجبال.
عودة الشعب للثورة، والتفافه حولنا، وانقاذ المنطقة الأولى، وانطلق الانقاذ من المنطقة الثّانية. 239
الإقبال الشعبي على الثّورة والذي لم نكن نتوقّعه. وفقدنا على الأقل 12000 بين جندي ومدني. ونحن مطالبون أن ندفع لأهليهم مانستطيع دفعه. وكانت خسارة كبيرة في صفوف الجند والمدنيين.
قطعنا كلّ أمل في التحدّث مع فرنسا. وقطعنا آمل فرنسا في استخدام ساسة الجزائر للتحاور معهم ضدّ الثّورة.
أصبح جنود الاحتلال يقتلون الجزائريين دون تمييز. وهذا انتصار لنا، لأنّ المحتلّ لم يعد يثق في الشعب، ولم يعد يجد لديه الأمان، وهذه هزيمة كبرى لفرنسا.
حقّقنا أهدافنا المتمثّلة في كون المحتلّ أصبح ينظر إلى الشعب على أنّه العدو الذي لايثق فيه. 241
أقول: من عظمة الثورة الجزائرية، أنّ كره العدو لها يعد من أهدافها، ومن علامات النصر.
فشل مشروع المجرم سوستال الداعي إلى اندماج الجزائريين ضمن فرنسا بعد الهجمات.
أصبحت جبهة التحرير هي الناطق الرسمي الوحيد للثورة. وتعتبر هذه النقطة من أعظم نتائج الهجومات.
نجحنا في تحقيق كلّ أهداف الهجومات، ولم ننجح في استرجاع الأسلحة، والتي لم تكن ضمن أهدافنا، لأنّ قوّتنا لاتسمح لنا بذلك. 242
إنهاء العزلة المضروبة على الولاية. 242
استطعنا أن نخلق جوّا غير آمن للمستدمرين، وقد خلت مدينة الميلة منهم. وفرّ على إثر الهجمات المستدمرون من المدن الصغرى إلى المدن الكبرى، ولم يعد باستطاعة المحتلّ حمايتهم، فأنشأ ” المناطق المحمية”. 246
أصبح جنودنا يتنقلون بسهولة ويسر، خاصّة بعد إفراغ 22 مقرّ حراسة للعدو، وأصبح الشعب يساعدنا علانية وفي وضح النهار. 246
كلّما أعلن المحتلّ عن “منطقة محرّمة”، كان ذلك فوزا لنا، لأنّها تعتبر منطقة خسرتها فرنسا. وفي المقابل، تعتبر منطقة استولت عليها الثّورة على المستوين العسكري، والسياسي. 247
عوضنا إدارة المحتل بإدارة جبهة التحرير، أي إدارة جزائرية بعد خروج المحتلّ، لتسيير الشؤون الجزائرية اليومية بأيدي جزائرية. 247