اربعون عاما خلف القضبان
تاريخ النشر: 08/01/22 | 11:12بقلم : سري القدوة
يدخل الأسيران كريم وماهر يونس عاميهما الـ40 في سجون الاحتلال الإسرائيلي ويعد الأسير كريم يونس عميد الأسرى الفلسطينيين وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ولد في الـ23 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1958، في بلدة عارة في أراضي العام 1948 وهو الابن الأكبر لعائلته.
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير يونس في السادس من كانون الثاني/ يناير عام 1983 وحكمت عليه بالسجن المؤبد وجرى تحديده لاحقا بمدة (40) عاما وفي عام 2013، وفي ذكرى اعتقاله الـ30 توفي والده دون أن يتمكن من وداعه واستمرت والدته بزيارته رغم مرضها وكبر سنها .
وفيما يتعلق بالأسير ماهر يونس، فقد ولد في الـ6 من كانون الثاني/ يناير 1958، وهو من قرية عارة في أراضي العام 1948، ومن عائلة مكونة من خمس أخوات وأخ واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير ماهر في الـ18 كانون الثاني/ يناير 1983، وحكمت عليه بالسجن المؤبد، حيث جرى تحديده لاحقا بـ40 عاما، وخلال سنوات اعتقاله توفي والده وذلك عام 2008 .
ويشكل الأسيران ماهر وكريم يونس معاني اعتبارية نضالية وحالة وطنية وهما بمثابة النبراس الذي يسترشد منه الاجيال على درب الحرية والاستقلال وخاصة في ظل تصاعد العدوان وتواصل الانتهاكات لحقوق الانسان في فلسطين مما يجل الشعب الفلسطيني في حالة صدام دائمة ومستمرة مع الاحتلال الذي يسعى لكسر إرادتنا والنيل من حقوقنا التاريخية في فلسطين ويواصل سرقة الاراضي الفلسطينية وتهويدها .
الشعب الفلسطيني وقواه الحية المناضلة يسعون لتحقيق الوحدة وتجسيد ارقى اشكال النضال التي يجب أن تكرس الاهتمام بالأسرى وقضيتهم لتبقى هذه القضية حية في ضمير ووجدان الشعب الفلسطيني مما ينعكس هذا الانطباع بشكل ايجابي على المشروع الوطني ولذلك يجب الاهتمام بالمناضلين وضرورة دعم الأسرى وعائلاتهم والتمسك في حقوقهم .
وما ابداه الأسيرين كريم وماهر يونس من تاريخ مشرف وصمود أسطوري ليس له مثيل بات يمثل حكاية شعب يكافح ويناضل ويواجه آلة الحرب الإسرائيلية ويسعى الي نيل حريته واستقلاله وتقرير مصيره .
وهذا ما يمكن ان نلمسه من صمود الاسرى الابطال في سجون الاحتلال وما تعكسه تلك الارادة الفولاذية التي لن ولم تقهر والأسرى كافة يشكلون منبعا للصبر ببطولاتهم وتضحياتهم التي ستبقى راسخة وستنتقل لكل الأجيال القادمة يتوارثها احفادنا جيلا وراء جيل حتى نيل الحرية ولن تسقط قلاع الثورة ولم يهدأ لنا بال الا بنيل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فهذه هي طريق الثورة والكفاح يرسمها الاسرى في سجون الاحتلال ويجسدون بإرادتهم الصلبة معاني الصمود والكفاح الوطني الفلسطيني .
وقد اثبتت التجارب بان الأسير في زنزانته يستطيع أن يفرض رأيه ويوصله للعالم، كما فعل الاسير أبو هواش في انتصاره على الاحتلال بانتزاع حريته بعد خوضه إضراب عن الطعام لمدة 141 يوما، وأن كريم وماهر يعززان معاني الصمود والإرادة التي لا بد وان تنتصر في نهاية .
يشكل الاسرى نموذجا نضاليا ويثبتون انهم الرقم الاصعب في المعادلة فهم ليس مجرد ارقام في سجلات الاحتلال وزنازينه بل هم حماة الوطن ويحلمون بالمستقبل والحرية والحياة ويثبت الاسرى وابناء الشعب الفلسطيني بأنهم متمسكون بتراب وحلم الدولة الفلسطينية فهم متمسكون في أهداف الثورة نفسها ولن ولك يحيدوا عنها تحقيق الانتصار والحلم الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية رغم مرارة الأسر وقمع الجلاد .