لبيد وحل الدولتين!
تاريخ النشر: 10/01/22 | 9:01بقلم: شاكر فريد حسن
كثيرًا ما سمعنا وزير الخارجية الإسرائيلي يئير لبيد يطلق تصريحات بخصوص تأييده لحل الدولتين، ولكن في الحقيقة والواقع إنه لا يختلف بمواقفه عن اليمين الإسرائيلي، والكثير من أعضاء الحكومة الحالية، التي لا تعترف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ولا تعترف بإمكانية التسوية مع الفلسطينيين حاليًا، وهي بدون أي أفق سياسي.
إنّ لبيد يتحدث بلسانين ولغتين مغايرتين، لغة وخطاب موجه للرأي العام العالمي والمجتمع الدولي، يبدي من خلاله الرغبة بالسلام والنظرة الإيجابية لقرارات الشرعية الدولية، لكنه حين يخاطب الإسرائيليين والإعلام العبري يختلف كلامه وحديثه وخطابه بالكامل، فيعود وينسجم مع نفسه ومع مركبات اليمين الإسرائيلي في الائتلاف الحاكم، في تجسيد واضح لثنائية وازدواجية الخطاب.
فهو يحاول أن يعطي انطباعًا ايجابيًا لدى المجتمع الدولي، كما حدث مع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي حيث عبّر عن تأييده ودعمه حل الدولتين، ولكن سرعان ما يعود إلى جذوره وحقيقته من خلال التصريحات اليومية التي يطلقها يوميًا، ويتبدى ذلك في أقواله للصحافة الإسرائيلية بشأن “كذبة إسرائيل العنصرية”، وتحريضه على المقاومة الفلسطينية والإنجازات الدبلوماسية الفلسطينية دوليًا، بما فيها لجنة حقوق الإنسان الدائمة، والميزانية التي رصدت لها، فضلًا عن هجومه على السلطة الفلسطينية وإنكاره لوجود الاحتلال وغير ذلك من تصريحات وأقوال سامة.
ما يسعى إليه وزير الخارجية الإسرائيلي لبيد وأعضاء حكومته، والتي لا تختلف عن سابقاتها من ناحية التوجه العنصري والموقف من المسألة الفلسطينية، هو اجهاض المقاومة الفلسطينية وضرب الكفاح الوطني التحرري، وتكريس الاحتلال والتوغل الاستيطاني، والعمل على توسيع رقعة التطبيع العربي، وما تصريحاته وكأنه يؤيد حل الدولتين ليس سوى وضع الدسم في السم.
وتبقى الحقيقة التي لا تغطى بغربال، ان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، واساس الصراع والتوتر في المنطقة، وحلها بما يلبي حقوق الشعب الفلسطيني هو شرط الاستقرار والسلام الشامل.