خواطر العتمة والضَّو.. تيه الحروف في تفاصيل الكلمات!!
تاريخ النشر: 12/01/22 | 19:55د.شكري الهزَّيل
ما زالت الحكاية في حالة تشكيلها من جديد.. تتجدد وتتبدد الامال حين تجدها في البدايات وتسأل عن قطع المسافات.. يتجدد الوَّهم وتتبدد الامال حين تكتشف ان العصفور فقد اجنحتة وفقد قدرتة على التحليق وبقي رهينة خلل ما..كم كان اجدر بنا ان نفكر بالتحليق اولا قبل ان نسقط وكم كان اجدر بنا ان نفكر في الابحار اولا قبل ان نعتلي ظهر قارب مثقوب…يا سيدتي حتى المجاذيف لا تنفع في تقرير مصير قارب مثقوب..ساترك القارب لكي وحدكي تموتي في عرض البحار على طبق انتحار..كم كان لوقع الامواج “العائبة” العاتية اثرا على مصيركي م المحتوم فهذه حسابات اخرى لا يحسب حسابها الغرقى وقد يفكر بها الناجون في حضرة دعاء لا يقدم ولا يؤخر في قضية انتهت فصولها وحملت الامواج ركامها الى الشاطئ الاخر… ما بعد الركام سوا تفاصيل قد تصيب او تخيب.. لماذا غابت التفاصيل ..فهل نفذ مداد قلمك ام هرم؟.. لم يهرم فقد اصابه الملل وانا احاول انقاذة من بين هذا الركام وهذة الاكوام المكدسة من اوراق خريف وطن وخراف مصلوبة في وسطة وعلى اطرافة ونحن الكنفانيون نعيش في وسط وفي اكناف وطن يعيش في داخلنا ونأبى ان نصطحبة معنا الى قبورنا ليبقى حيا يرزق يذود عنه الباقون او ما تبقى من الباقون المصلوبون على متراس امل لا ينبض وقلب كله نبض حياة وخلود يخلد الراحلون والخالدون في خلد ذاكرة لا تموت حتى وان نضب ونفذ حبر قلمي فهنالك الحلم المغروس في الافق سيهطل مطرا ويروي زرعا له موسم حصاد وغلة!
على هذة الطاولة العتيقة ما يستحق الكتابة والخلود والصمود امام عواصف اليأس البائس..فهل هنالك يأس بائس واخر سعيد؟؟ وهل هنالك بشر تقدس الطاولة وتترك قلب حياتها يموت؟.. كيف تمر الغيوم في الافق وتبقى خيوط السحابة معلقة دون ان يشدها احدا الى ارض البطولات المسكوبة وسط زمن اللهاث وراء قطرة غيث وكسرة رغيف مجبول بجفاف يطارد جفاف.. تلوكه يلوكك بلعابك السائل ويأبى الانصياع وراء كل هذا الالحاح على مضغة ولوكه.. نلوك الكلمات بتوابل الاهات والطعم ياسيداتي امَّر من مُر.. حين مرت الكارثة من هنا ولم تترك شيئا وجاءت العاصفة لتحمل ما تبقى من فتات الركام.. احمليه حطب لناركي ولهذا القلب المطفي لربما تبعثي فيه دفئ الحياة بعد ان شبع موتا…هل يشبع الموت موتا وتشفع له الحياة بحياة اخرى تطل من علو على مروج جلها وكلها ثوار و نوار وزهور..تذكرت قلادة القرنفل وخرز الكرهمان وسوق الزمان وموسم الرمان واصوات باعة سوق الخميس … جوري يا ورد.. رمان يافاوي.. خليلي يا عنب..تتن بلدي.. وَّلاعة كاز…خليها علينا.. خسرانه…ما بتجيب راسمالها..سنة مَّحل .. حتى الجراد لم يجد شيئا فرَّحل!!
لا خليها علينا.. للقصة بقية..بحثوا في طيات الاوراق” المقدسة” احدهما في قرأنه والاخر في انجيله فلم يجدوا اية واحدة تفسر وجود الاحتلال وكل هذا الظلم الصارخ المستصرخ والمستنجد بكل السماوات وهذه الابواب المغلقة والمقفله لم تجد لها تفسير لا في الايات ولا في الطروحات.. انذاك لم يكن ظلما لا على ارض” كنعان” ارض الصالحين والانبياء ولا في السموات السبع ولا احتلالات ولذلك لم تتطرق الاوراق المنزله لا للاحتلال ولا لتفسيرات وجوده..لم يكن؟.. ” الجماعة ” كانوا يكتبون ” الطابو” التي ظهرت بقدرة قادر بعد الفي عام من التيه والان جاري البحث عن الهيكل المفقود الذي ظل مفقودا حتى فاحت رائحتة من باحات الاقصى..كلام مُنزل من كل سموات السماجة..اطرافه العنكبوتية وصلت الى حي الشيخ جراح ولفحات سماجته ضربت وسط الخليل والمسجد الابراهيمي والان يضرب النقب بقوة!.. “هل سمعت من قبل عن النقب العربي في جنوب فلسطين؟” وكي لا ننسى تسلسل السرد :قبل هذا وذاك استولت العصابات على يافا ببحرها وسمكها وبرتقالها ولم تنسى طبعا بيوت يافا التي نزلت في صك الميعاد وارض الحليب والعسل وعن حيفا الكرمل فحدث بلا حرج .. على قمة الكرمل نزل يسراعيل حاملا اوراق ثبوتية وطابو ملكية الجبل والبحر والسمك والبيوت التي شيدها الكنعانيون للعائدون الجدد بعد طيل غياب… الفي عام..صدق ي .. وان لم يعجبك اشرب من مية البحر المالح..
صدق او لا تصدق اطراف هذة السماجة والعربدة :لا تنظر لبواقي اثار قرانا على سفح الكرمل ولا على سفاح جبال الجليل ولا على الساحل ولا الصحراء فهذة كلها افترسها ذئب الزمن لتنبت على ركامها بقدرة قادرة مستوطنة يحزكيييل.. القدس لم تكن والصليبيون لم يمروا من هنا وصلاح الدين لم يحررها وبيت لحم والناصرة لم تكن مهد المسيح عليه السلام والاقصى لم يكن مسرى النبي محمد صلعم.. فلسطين هذه كانت صحراء قاحله الى ان جاءوا وحولوها الى واحات خضراء وقرى ومدن عامره بعد ” العودة” الموفقة بعد الفي عام من الغياب..لوعة الغياب؟..نابليون لم يصل الى اسوار عكا لانه لا وجود لها ولم تكن مسجلة في ذاكرة العائدون.. الان جاري البحث عن اثار الهيكل في رام اللة ونابلس وجنين وطولكرم والحبل على الجرار الى ما بعد بعد النهر والبحر؟؟!
ان تحمل قنديلا تحت ضوء اشعة الشمس الساطعة فهذا يعني ان الوضوح يحتاج الى وضوح اخر لكن في حالتنا هو وضوح سامج ان تلقي الضوء على ماهو واضح وضوح الشمس وهو ان فلسطين بلاد مُحتلة يحتلها لَمم مدعوم من الغرب وعلى وجة التحديد من الامبريالية الامريكية التي لا توفر جهدا في توفير كل مستلزمات وادوات قتلنا وذبحنا وجرف بيوتنا وهدمها على رؤوسنا.. في خواطر العتمة والضو تتيه الحروف في تفاصيل الكلمات..طاولتي العتيقة ترثي زمانها الحاضر والغابر وقد كسا اوراقها العتيقة التراب..كتابات عتيقة برز من بينها…جملة: على هذة الارض ما يستحق الحياة..قناديل تضئ ظلام ظلمة ظلم رابض على صدورنا ويخنق انفاسنا.. تَّسطيع الحقيقة يحتاج احيانا الى ضو تحت اشعة الشمس الساطعة والحارقة… كن ي ساطعا واشعل ي شمعة تضئ طريق وَّعيك على طريق الوطن… لسنا جوعى خبز ولا عطشى ماء لابل نحن جوعى حرية وانعتاق من هذا الاحتلال الغاشم .. الاحتلال اشكال لكن ما هو اخطرهو احتلال العقول… خواطر العتمة والضَّو.. تيه الحروف في تفاصيل الكلمات!!